المؤتمر الوطني هو اعادة لسيناريو التقسيم القومي والطائفي والعشائري في العراق

سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 920 - 2004 / 8 / 9 - 09:35
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

المؤتمر الوطني هو اعادة لسيناريو التقسيم القومي والطائفي والعشائري واضفاء الشرعية على الوجود الامريكي في العراق

الممثلون غير الشرعيون لجماهير العراق يحاولون ان يضفون الشرعية على وجودهم غير الشرعي في دفة الحكم في العراق. المؤتمر الوطني هو الشكل الاخر للمهزلة المسرحية لهذا السيناريو. فهو امتداد لمجلس الحكم وحكومة علاوي المستندة على المحاصصة القومية والطائفية والعشائرية. وان هذه المهزلة لم تصمد حتى امام انتقادات من يشاركهم نفس الرؤية السياسية. فلقد قاطع هذا المؤتمر لحد الان 17 حزب وطرف وجهة سياسية. وبسبب ذلك تأجل المؤتمر لمدة اسبوعين بضغط من الامم المتحدة كما اعلن رسميا على لسان رئيس لجنته التحضيرية"فؤاد معصوم". وكما هو واضح فلقد استدعي للمشاركة في المؤتمر كل من ليس له مخالفة للوجود الامريكي في العراق ومؤيد للتقسيمات اللاانسانية التي تحاول ان تفرض على المجتمع العراقي وحصص الاطراف التي جلبتها امريكا الى سدة الحكم. ويعلل رئيس اللجنة التحضيرية لاعداد المؤتمر بعدم توسيع قاعدة المشاركين في المؤتمر بأنه لا يوجد قاعة كبيرة في بغداد يتسع اكثر من 1000 شخص. وتكشف هذه التصريحات عن السذاجة السياسية التي يتحلى بها الذين يراد تعيينهم للتحكم بمصير جماهير العراق. فهذه السذاجة تذكرنا بـما اشيع حينها ونشر بشكل رسمي في الصحف العراقية حول فقدان عدي صدام حسين لبطاقته التموينية.

لقد اختيرت الشخصيات التي ستشارك في المؤتمر الوطني على نفس الاسس القديمة وهي التقسيمات القومية والطائفية والعشائرية في حين ابعد ممثلي العمال والحركات النسوية والشباب والعلمانيين والمنظمات الجماهيرية والنقابات..الخ. وكان الغرض من سياسة الابعاد هذه عن طريق اعطاء المبررات الساذجة اياه، هو لاعادة انتاج حصص الاحزاب والاطراف القومية والدينية والعشائرية في السلطة المفروضة من قبل القوات الامريكية في العراق.

اننا نعلن لجماهير العراق ان سبب انعدام الامن والحرية والحد الادنى من الحياة المدنية في المجتمع العراقي هو وجود القوات الامريكية والبريطانية في العراق والتي حولت العراق الى ساحة لحرب ارهابية بينها وبين قطب الاسلام السياسي. ولم يكن مجلس الحكم طوال عام ولا حكومة علاوي الان و لا المؤتمر الوطني الذي من خلاله يحاولون ان يعينوا اعضاء الجمعية الوطنية الا الشكل السياسي لادامة واضفاء الشرعية بكل السبل على وجود القوات الامريكية والبريطانية . وان تشكيل برلمان كارتوني من خلال ما يسمى بالمؤتمر الوطني على نفس شاكلة مجلس الحكم وحكومة علاوي هو شكل آخر لنفس السياسة السابقة. ومن جهة اخرى تحاول ايضا الادارة الامريكية عن طريق منح الامتيازات القومية والدينية والعشائرية لتلك الاطراف وسلب الهوية الانسانية والمدنية من المجتمع العراقي هو لانجاح خططها وبرامجها السياسية ليس على صعيد العراق فحسب بل على صعيد المنطقة برمتها.

اننا في الوقت الذي نعلن بأنـه لا شرعية للمؤتمر الوطني وانـه سيعمل على تعميق الصراعات القومية والطائفية ويبقـي العراق في دوامة الحرب الارهابية، نعلن في الوقت ذاته ان السبيل لأنهاء الاوضاع المأساوية التي تمر بها المجتمع العراقي هو بخروج القوات الاميركية والبريطانية من العراق واحلال قوات دولية محلها وتشكيل حكومة غير قومية وغير دينية منتخبة عن طريق ممثلي الجماهير تضع في اجندتها ضمان الامن والخبز والحرية.

ان الحزب الشيوعي العمالي العراقي ماضي في عقد مؤتمرا بالتنسيق مع الاحزاب والمنظمات والنقابات والجمعيات العمالية والنسوية والشباب وحقوق الانسان..لاعادة تنظيم الحياة المدنية في المجتمع العراقي وتنظيم اليات معينة لانتشال المجتمع العراقي من دوامة انعدام الامن وتوفير اجواء الحرية والعيش الكريم لعموم جماهير العراق.

سمير عادل/ رئيس المكتب التنفيذي للحزب الشيوعي العمالي العراقي

#سمير_عادل (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل