الى الامام تلتقي سمير عادل رئيس المكتب التنفيذي للحزب الشيوعي العمالي حول 8 اذار

سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 759 - 2004 / 2 / 29 - 11:02
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

الى الامام:
تمر هذه الايام، يوم عزيز علينا، الا وهو الثامن من اذار، عيد المراة العالمي. يمر هذا اليوم في اوضاع خاصة تقريباً، ان السؤال المطروح هنا، ما هو اختلاف 8 اذار هذا العام عن السنوات السابقة. وما هي التاثيرات والعوامل التي لها دور في رسم ملامح هذه المناسبة؟
سمير عادل: لاول مرة تمر علينا هذه المناسبة والنظام البعثي القومي اختفى من على خارطة التاريخ. ذلك النظام الذي عرف بمعاداته السافرة للمرأة.وهو الذي سن القرارت والقوانين الاكثر رجعية ولاانسانية بحق نساء العراق مثل قانون العشائر وقرار "11 لمجلس قيادة الثورة" وتنصله من تنفيذ اتفاقية جنيف الذي وقع عليه عام 1979 التي تقضي بإلغاء كل اشكال التمييز الجنسي ضد المرأة اضافة الى المجزرة التي ارتكبها ضد اكثر من 150 امرأة بتهمة بائعات الجسد في كانون الاول عام 2000.
الاختلاف الاخر هو ظهور قوى الاسلام السياسي على الساحة العراقية كاحدى تجليات الحرب الامريكية على العراق.. وكانت الساحة العراقية هي محل لفرض العنجهية والغطرسة الامريكية وميدان لتصفية الحسابات السياسية. والواضح للعالم عن مدى عداء الاسلام السياسي للحقوق المرأة،  بل ان العداء هو عنوان الهوية لهذه القوى لفرض الدونية على النساء. في المقابل ظهور القطب الاخر المعادي لكل ما هو غير انساني وهو القطب الشيوعي العمالي. ان مناسبة عيد المرأة العالمي ستكون يوما لاستقطاب القوى اليمينة والرجعية مقابل القوى التحررية في المجتمع العراقي.
الى الامام:
من الناحية الفنية والعملية، ماذا ستقومون به من فعاليات في هذه المناسبة؟!
 سمير عادل:يناضل الحزب الشيوعي العمالي العراقي في الصفوف الامامية للحركة التحررية النسوية. لذا سيعمل على تنظيم الندوات والمسيرات والتظاهرات والاحتفالات وورش العمل في هذا اليوم. وسيشارك في مناسبات الحركة النسوية العالمية وجلب تضامنها مع الحركة النسوية في العراق وتعريف ما آلت اليها اوضاع المرأة في العراقي تحت الحراب الامريكية وقوى الاسلام السياسي من خلال الخطب والقاء الكلمات وتوزيع البوسترات والبيانات والوثائق والصور.
الى الامام:
هل في نية مجلس الحكم والاطراف السياسية التي خارجه ان تقيم فعاليات بهذه المناسبة او تقيم حركات معينة بالضد من هذه المناسبة تهدف الى تهميشها، حرفها، لزوم الصمت، بل حتى وقرار عدم رسمية هذه المناسبة؟! وماذا ستقومون به تجاه الحالات المذكورة؟!
 سمير عادل: في يوم 21 شباط عقدت قوى مجلس الحكم مؤتمرا للمرأة  تحت عنوان المجلس الوطني للمرأة، حيث اقرت ولادة فاطمة الزهراء يوم المرأة والموافقة على نسبة 40% لتمثيل النساء في ادارة الدولة. وهنا القصد واضح للقوى الاسلام السياسي في مجلس الحكم، اذ تحاول طمس هوية  يوم  الثامن آذار وتفريغها من محتواها. فهي تعرف ان الثامن من اذار هو يوم الاعتراض العالمي بوجه كل اشكال الظلم والتمييز بحق المرأة. أي بعبارة اخرى  ستوجه نصال الاعتراض ضد الاسلام السياسي كطرف مغالي  من الاطراف اليمينية في معاداته تجاه المرأة وعملها  بشكل دؤوب لتحقير انسانيتها  مثل سن قوانيين تجيز تعدد الزواج وعدم السماح لها بلمشاركة في الحياة السياسية وعدم مساواتها في حق الميراث وقتلها غسلا للعار وفرض الحجاب عليها بالقوة..الخ. بالاضافة الى ان هذه القوى تحاول ان تفصل نضال نساء العراق عن نضال نساء العالم. حيث تدرك بأن الموافقة او غض النظر عن الثامن آذار يعني الاعتراف ضمنا بما تجنيه من جرائم ضد النساء. وسينسف بالتالي الادعاءات الكاذبة والمنافقة بأن المجتمع العراقي هو مجتمع اسلامي ويجب تطبيق القوانين الاسلامية بالقوة والارهاب. اما نسبة 40% والتي اشبه بمكارم صدام حسين الذي كان يسلب ثروات المجتمع ويكتنزه له ولجوقة من المجرمين ثم عندما يعطي فتات من تلك الثروات  كزيادة في رواتب العمال او الموظفين، فيمّن بها على المواطن ويطلق عليها اسم "مكرمة القائد". ولا ندري ما هي الفلسفة ومن أية معادلة رياضية استنبطت نسبة 40% للنساء.للمشاركة في ادارة الدولة. فاذا كانت الاكثرية هي مصدر اقرار نسبة 40% فأن النساء هين الاكثرية في العراق. وهذا يفند هذه النسبة الفلكية. يجب ان يقر قانون المساواة بين المرأة والرجل. والتعامل المرأة كأنسانة وليس كنسب اكثرية او اقلية. لكن قوى الاسلام السياسي وتحت ضغط التيار التحرري والعلماني رضخت لهذه النسبة التي هي اعطاء الحقوق الشكلية للمراة. 
الى الامام:
ما هي الشعارات الاساسية برايكم في هذه المناسبة المحددة؟! وما هو مبررات اختيار هذه الشعارات وبالاخص اذا ما اخذنا بنظر الاعتبار ان بحر من القضايا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية المهمة التي تمر وتعاني منها المراة في العراق اليوم؟!
سمير عادل: فصل الدين عن الدولة والمساواة الكاملة بين المرأة والرجل هي شعارات هذه المناسبة في هذا العام. ان فصل الدين عن الدولة يعني ابعاد الدين عن التدخل في تنظيم شؤون المجتمع والافراد. ان تطبيق الشريعة الاسلامية على سبيل المثال كما تطالب بها قوى الاسلام السياسي يعني فرض الدونية على النساء. لكن  تحقيق هذا الشعار لا يمنح المرأة حقوقها الكاملة دون المطالبة  بالمساواة الكاملة أي الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. الاقرار في المجتمع على ان المرأة هي انسانة وانهاء كل اشكال التمييز ضدها.
الى الامام:
ماهي الرسالة الاساسية التي يبغي الحزب الشيوعي العمالي ان يحملها للمراة في هذا العام وما هي الخطط  والمشاريع التي يطرحها الحزب اما فعالي الحركة النسوية ومجمل دعاة مساواة المراة بالرجل؟
سمير عادل: شرع الحزب الشيوعي العمالي العراق نضاله من  اجل تحرير المرأة واقرار مساواتها الكاملة مع الرجل منذ احد عشر عاما. وخاض نضالا ضروسا ضد القوى القومية  الكردية والاسلام السياسي والنظام البعثي ضد جرائمهم بحق النساء وقوانين وشرائع "غسل العار". ما يريد ان يقوله الحزب الشيوعي العمالي للملاين النساء في العراق في هذه المناسبة، هو انهن لسن لوحدهن في الساحة. وان هناك تيار تحرري ويناضل لتحقيق  المساواة  الكاملة و انتزاع حقوقهن وتثبيته على شكل قوانين في المجتمع، لا يمكن لاي فرد او طرف وجهة  المس بها. لذا نطلب منهن الالتفاف حول سياسة الحزب والانظمام الى صفوفه وتقويته لتصعيد هذا النضال حتى النصر.
 ان عقد المؤتمرات لسن قانون المساواة الذي طرحه منظمة حرية المرأة في العراق واقامة الندوات والسمنارات في الجامعات والمناطق ومحلات سكن ومعيشة النساء لتعرف بهذا القانون والعمل على تغيير المناهج الدراسية التي تكرس دونية المراة عن طريق الحملات والمقابلات الاعلامية وانشاء مركزا لدراسات المرأة لتفنيد الادعاءات والافكار المعادية للنساء ونقد التصورات التي ترسخ عدم مساواة المرأة مع الرجل.. كل هذه الاعمال والنشاطات هو مشاريع وخطط يمكن ات تعمدها الحركة التحررية والمساواتية كبرامج لعملها.

#سمير_عادل (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل