أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سمير عادل - هزليات ما بعد -التحرير














المزيد.....

هزليات ما بعد -التحرير


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 613 - 2003 / 10 / 6 - 03:32
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


هزليات ما بعد "التحرير"

  لقد ظن الكثير، ان الخير سيعم العراق بعد سقوط النظام البعثي الفاشي، عن طريق التصفيق والتهليل، والوقوف وراء جوقة الالة الحربية الامريكية-البريطانية. والأبعد من هذا، عندما تتلاعب مجموعة ما بالمقولات والتسميات لادامة السيناريو الحالي، كي تتطابق مع احلامهم وامنياتهم. فلقد سموا الاحتلال بـ"التحرير"والمعنى في قلب الشاعر، كما يقول المفسرون الفاشلون للشعر.

وبعد ما يقارب ستة اشهر من "التحرير"، واكثر من شهرين من تشكيل مجلس الحكم، لم تحصد جماهير العراق غير الخيبة ونفاذ الصبر الى جانب العوز والبطالة وانعدام الامان. والذي يزيد رقعة هزلية مجلس الحكم ومن  يعارضهم للحصول على مقعد كاريكتوري في صفوفه، هي اصدار القرارات والفتاوى لم يسمع عنها الا في مسرحيات عادل امام.

 فاحدى القرارات التاريخية لهذا المجلس هو "اجتثاث البعثيين". فأذا كان مجلس الحكم صادق في قراره،  فعليه  اجتثاث مجموعة الوفاق الوطني المعروفين ببعثيتهم وولائهم للبعث لسنوات طويلة حتى نهاية الثمانينات. هذا ناهيك عن عدد كبير من قيادي احزاب مجلس حكم، كانوا حتى يوم امس، عناصر مخابرات وعملاء للنظام البعثي. فأذا اراد ان يكون مجلس الحكم صادقا في قراره اعلاه عليه باجتثاث عدد من اعضائه. لكن هل يستطيع ان يكون امينا لقراره ام كما تقول رجاء الخزاعي وهي عضوة في مجلس الحكم، اصبح لدينا لجنتين، احدى تجتث البعثيين والاخرى تعيدهم !

والقرار الاخر لمجلس الحكم هو منع قناتي "الجزيرة" و"العربية" من تغطية اجتماعات مجلس الحكم والدخول في مؤسسات الدولة لمدة اسبوعين. فصحيح ان هذين القناتين تروجان لفكر الاسلام السياسي والقومي العروبي، بيد انهما لا تختلفنا، في ماهيتهما اللاإنسانية عن سي ان انCNN . فهذه القناة بقدر تلك الفضائيتين، تروج للعنجهية والغطرسة الامريكية واحدى اكبر المؤسسات العملاقة في تزييف الوعي على مستوى العالم. ومع هذا، فإن القرار صدر في حظر هذين الفضائيتين، ويوقع من قبل السيد اياد علاوي البعثي، السابق في تنظيمه والحاضر في ممارساته. ولا يخفى على احد بان هذا القرار امريكي بالدرجة الاولى. لان تلك الفضائيتين آلبت الرأي العام على السياسات الامريكية. والمعروف ان صانعي السياسة في امريكا، يحاولون احتكار ميدان خداع الناس وتمويههم.

وما يهمنا نحن هنا، بكون القرار الامريكي اعلاه، هو مقدمة في حظر وقمع الحريات السياسية والانسانية، التي كانت من خصائص الفكر القومي البعثي ونظام صدام. والذي يضيف على هذا المشهد المسرحي، سخرية التأريخ، عندما يصرح السيد علاوي بأنه أي مجلس الحكم سيمنع كل من يروج للطائفية والعرقية..الخ. لقد نسى ان المجلس نفسه، روج وعمق الطائفية والقومية والعنصرية في المجتمع العراقي. وانه يحاول يوما بعد يوم ترسيخ تلك الفيروسات في المجتمع . ان نفس المجلس قائم على سلخ الماهية الانسانية، يستند على الافكار القومية والعشائرية والطائفية. واذا كان السيد علاوي صادقا في مزاعمه، فعليه بحظر نشاط مجلس الحكم الى الابد. ومع هذا، فلقد كان مجلس الحكم ذكيا، عندما اختار احد اعضاء البعث السابقيين في التوقيع على قرار الحظر، والتحدث باسم المجلس. فهذه رسالة واضحة للجماهير العراق بان مصادرة الحريات ما زالت سارية على قدم وساق. الا انه كانت هناك فترة انتقالية للتنفس والاستراحة من عناء 35 عاما من المقابر الجماعية وكم الافواه.

وهكذا، وليس من باب الصدفة، ان يدافع اكثرية اعضاء مجلس الحكم باعادة "عقوبة الاعدام". وليس عند هذا الحد، بل تصاعد التصريحات وتنظيم الندوات والاداء بالاحاديث الصحفية دفاعا عن هذه العقوبة اللاإنسانية. ويتحججون بأن هذه العقوبة هي للردع. ولو صحت حجج الاعضاء المبجلين في مجلس الحكم، لكان صدام حسين وقصي وعدي وعلي حسن المجيد فلحوا في التخلص من معارضين حكمهم. فبالرغم من كل الاساليب الوحشية في سلب الحياة من الملايين من جماهير العراق، الا انهم لم يستطيعوا ردع المجتمع العراقي. فظل يناضل بكل الاشكال رغم كل التضحيات الجسام من اجل التخلص من هذا النظام الفاشي.   ان هذه الهزليات، لم تجد لها مكانا، ولم تكن لها ان ترى النور لولا تداعيات الحرب الوحشية على جماهير العراق. ان استمرار الانفلات الامني واتساع رقعة البطالة وانعدام الحد الادنى من مقومات المعيشة وعمليات التخريب المسلح ضد قطاع الخدمات الاجتماعية سلبت جماهير العراق من التدخل الفاعل والحي في رسم الملامح الانسانية للمجتع العراقي. لكن مقابل هذه الهزليات، يقف الحزب الشيوعي العمالي العراقي ويطلب من جماهير العراق الالتفاف حول سياساته وتقوية صفوفه من اجل حاضر وغدا افضل.

  



#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سقطات حميد مجيد موسى - سكرتير الحزب الشيوعي العراقي،
- استراتيجية كولن باول الجديدة
- انهاء كابوس -انعدام الامان- مسؤوليتنا نحن
- الحبل السري بين الادارة الامريكية والاسلام السياسي
- خطاب سمير عادل عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العمالي العر ...
- خطاب سمير عادل عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العمالي العر ...
- افلاس الحزب الشيوعي العراقي كخط اصلاحي في الحركة العمالية,وس ...
- عنجهية الاسلام السياسي في طريق مسدود
- أصداء نشاطات الحزب الشيوعي العمالي العراقي في بغداد و المحاف ...
- اصحاب الرايات الخضر يرتكبون مجزرة دموية ويشعلون فتيل الصراعا ...
- فرح التخلص من كابوس البعث…وحكم الدبابات الأمريكية والبديل ال ...
- كل شيء في هذه الحرب بربري
- إعدام 107 جنديا عراقيا ..جريمة أخرى تضاف إلى سجل جرائم النظا ...
- صدام حسين يحمل سيف بن لادن
- فيتو سماسرة مجلس الأمن
- سيحولون كردستان إلى منطقة حرب
- انفضاح أكاذيب الإدارة الأمريكية
- عملية -حرية العراق- هي تحرير العراق من جماهيرها
- التداعيات الأولية للحرب الأمريكية على العراق
- الانتهازية تقفل حلقتها في رد على حديث حميد مجيد موسى


المزيد.....




- أنباء عن نية بلجيكا تزويد أوكرانيا بـ4 مقاتلات -إف-16-
- فريق روسي يحقق -إنجازات ذهبية- في أولمبياد -منديلييف- للكيمي ...
- خبير عسكري يكشف مصير طائرات F-16 بعد وصولها إلى أوكرانيا
- الاتحاد الأوروبي يخصص 68 مليون يورو كمساعدات إنسانية للفلسطي ...
- شاهد: قدامى المحاربين البريطانيين يجتمعون في لندن لإحياء الذ ...
- وابل من الانتقادات بعد تبني قانون الترحيل إلى رواندا
- سوريا.. أمر إداري بإنهاء استدعاء الضباط الاحتياطيين والاحتفا ...
- طبيب: الشخير يمكن أن يسبب مشكلات جنسية للذكور
- مصر تنفذ مشروعا ضخما بدولة إفريقية لإنقاذ حياة عدد كبير من ا ...
- خبير أمني مصري يكشف عن خطة إسرائيلية لكسب تعاطف العالم


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سمير عادل - هزليات ما بعد -التحرير