أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سمير عادل - اصحاب الرايات الخضر يرتكبون مجزرة دموية ويشعلون فتيل الصراعات القومية المتعفنة في مدينة كركوك















المزيد.....

اصحاب الرايات الخضر يرتكبون مجزرة دموية ويشعلون فتيل الصراعات القومية المتعفنة في مدينة كركوك


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 499 - 2003 / 5 / 26 - 03:56
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



  
 
مساء يوم السادس عشر من شهر آيار تحركت مجموعة من الشباب اعضاء "اتحاد طلبة كردستان " التابعة للاتحاد الوطني الكردستاني، وقد رفعوا الرايات الخضراء التي ترمز للاتحاد ،مدججين بالسكاكين والالات الحادة ويهتفون بشعار"ماذا تريدون ايها الاكراد ..ذبح العرب"،وقامت بعدة اعتداءات في وسط مدينة كركوك على كل شخص يشك بأنه عربي او يرتدي الزي العربي مثل "العقال والدشداشة.."و القو باحد المواطنين من على جسر الطبقجلي الذي يقع في منتصف المدينة. كذلك نصبت نفس هذه المجموعة نقاط تفتيش في المناطق التي يسكنها اغلبية من الناطقين بالكردية،للاستمرار بالعمليات العنصرية ضد الناطقين بالعربية .
بالمقابل قامت مجموعات من العشائر العربية بنصب السيطرات والكمائن في الشارع الرئيسي بين الموصل و كركوك على طريق كوير-ديبكة ،ليوقفوا السيارات و الباصات ويلقوا القبض على كل ناطق بالكردية او يرتدي الزي الكردي و نقله الى مكان مجهول .في نفس الوقت هرعت عصابات مماثلة من القوميين العرب للانتقام الى "بني جلدتهم"، على نفس منوال عصابات القوميين الاكراد في مناطق القادسية و النصر التي تسكنها اكثرية عربية بالاجراءات نفسها .و قتل في منطقة الشورجة اثنين بيد العصابات القومية التابعة للاتحاد الوطني كان احدهم من الناطقين بالكردية ،وذنبه كان يرتدي "الدشداشة" فحسبوا انه "عربيا".لمدة يومين تحولت مدينة كركوك الى مدينة للاشباح ،تسودها اجواء الرعب و الخوف وينتشر فيها مجرمون يحملون القامات و السيوف و السكاكين و يقفون على اطراف الشوارع يهددون و يوعدون كل شخص بغض النظر عن انتمائه القومي.اولئك المجرمون هم من صنع الاحزاب القومية والحركات القومية الوحشية التي تتغنى و تعتاش على ذبح كل من لا يتكلم لغتها.اللغة بالنسبة لتلك الاحزاب ليست وسيلة للتفاهم بين البشر،بل وسيلة للامتياز والتمييز واداة للاضطهاد ضد الناطقين بلغات أخرى.الانسان لديهم لا يعرف بهويته الانسانية بل على اساس انتمائه القومي!.فالافكار القومية المتهرئة هي زاد وغذاء الاحزاب القومية .ليس هناك شيء جديد في ممارسة الاحزاب القومية الكردية وخاصة الاتحاد الوطني الكردستاني سوى اطلاق العنان للديناصورات القومية في عصر المهازل القومية وعصر انفضاح جرائم حزب البعث القومي الفاشي. في عصر تعرف البلدان بمدنها الجميلة او بثرواتها الطبيعية،او بتقدم التكنلوجيا فيها،الا ان العراق الذي حكمه التيار القومي العروبي، البلد الوحيد الذي عرف بأعداد المقابر الجماعية، في عصر اكتشفت البشرية بسنوات من انتهاء الحرب الباردة وانهيار جدار برلين، بأن القومية خرافة مروعة بعد ان تلمست المجازر الدموية في يوغسلافيا وجمهوريات الاتحاد السوفيتي .
و بين هذا و ذاك استغلت بعض العناصر التابعة لحزب البعث الفاشي المخلوع بكتابة شعارات تمجد بطل العروبة الفاشية و القومية العربية الشوفينية "صدام حسين" .و اما موقف الجيش الامريكي الذي يحتل المدينة ،فقد وقف ساكنا حتى قتل اثنان من جنوده اثناء الاشتباكات بالاسلحة النارية بين تلك المجاميع ،عندها اطلق النار بشكل عشوائي فاردى عدد من الناس الابرياء قتلى،ليرتفع عدد الضحايا خلال هذين اليومين الى عشرات الاشخاص من الناطقين بالعربية و الكردية و التركمانية ..
العملية التي قامت بها العناصر التابعة للاتحاد الوطني الكردستاني،جرت بشكل منظم ومخطط لها، ونفذت بعد ان خرج جلال الطلباني ومسعود البرزاني بخفي حنين من الاجتماع الذي عقد في بغداد بين اطراف القوى السياسية المتصارعة على السلطة، حيث رفض القوميون العرب و الاسلاميون منح الفيدارلية للاحزاب القومية الكردية، و أظهرت شاشات التلفزة عمق الحزن و الامتعاض الذي اجتاح وجه "مام جلال" و هو يغادر قاعة الاجتماع بعد انتهائه. و قبل ايام من تلك المجزرة صرح "فريدون عبد القادر" وزير الداخلية التابعة للاتحاد الوطني الكردستاني و عضو المكتب السياسي بأن امريكا ليست قادرة لوحدها على احلال الامن في مدينة كركوك بعد ان جردتنا من اسلحتنا، لذلك قدم الاتحاد طلبا لها بأعادة قواته و مليشاته المسلحة الى مدينة كركوك .
لقد حاول الاتحاد الوطني الكردستاني كعادته ان يصطاد في الماء العكر، فمن جهة يستخدم مدينة كركوك كورقة ضغط على بغداد، ومن جهة أخرى ينتزع شرعية وجود مليشاته المسلحة من جديد في نفس المدينة من القوات الامريكية عن طريق عدم قدرة الاخيرة لوحدها في احلال الامن والسلامة في هذه المدينة .وبالتالي قلب موازين القوى لصالحه في صراعه مع الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يسيطر على مدينتي اربيل و دهوك.
بيد ان الاتحاد الوطني الكردستاني فشل هذه المرة في تمرير سياسته هذه على الناطقين بالكردية ،حيث افتضح امره و عرف الجميع في مدينة كركوك بأن من كان وراء تلك المجزرة هو الاتحاد الوطني الكردستاني ،و نالت تلك المجزرة ايضا السخط الشديد و الادانة في مناطق الشورجة و رحيم آوه و الحرية و الاسكان و المصلى.تلك المناطق التي تسكنها الغالبية الكردية. لقد استقبلت اذاعة "الحزب الشيوعي العمالي العراقي" في ذلك اليوم عشرات الرسائل ومئات المكالمات الهاتفية" وكان اغلبية الذين يتصلون هم الناطقين بالكردية" ويطالبون بقراءة رسائلهم و توصياتهم و نصائحهم و يطالبون الحزب بالتدخل في الامر،حيث اغلقت جميع الاحزاب مقراتها و اذاعاتها في ذلك اليوم عدا الحزب الشيوعي العمالي الذي ظلت اذاعته تبث لمدة 16 ساعة على التوالي و بشكل مباشر يوميا اذ شجبت تلك المجزرة و حملت الاحزاب القومية الكردية و بالاخص الاتحاد الوطني مغبة ما جرى في مدينة كركوك و طالبت القوات الامريكية بالتدخل فورا لتحمل مسؤولياتها حسب قوانين جنيف التي تحمل جيش الاحتلال مسؤولية سلامة و امن سكان المدينة التي تقع تحت سيطرتها.
لقد هدأت كركوك بعد يومين من ارتكاب المجازر و الجرائم بحق سكانها. و قال عدد من الذين اتوا الى مقر الحزب، بأنكم - الحزب الشيوعي العمالي- وراء انهاء صفحة الرعب و الدم و احلال الامن و السلامة من جديد و ذلك لتدخلكم المباشر عن طريق توعية الجماهير عبر اذاعتكم و عن طريق تحميل قوات الاحتلال مسؤولية حماية سكان المدينة و عن طريق فضح القوى التي وقفت وراء تلك الجرائم .
اننا نقول ان السياسة العنصرية لا تقابلها سياسة عنصرية اخرى، بل يجب ان تقابلها سياسة انسانية.مدينة كركوك تتسع للكل ،و الكل يستطيع ان يعيش فيها من الناطقين بالكرداة والتركمانية و العربية و الاشورية.و المتضررين بسبب سياسة التعريب العنصرية، و هؤلاء يجب ان يعوضوا بتعويضات مناسبة .مدينة كركوك يجب ان تعرف بهويتها الانسانية لا بالخزعبلات القومية. مدينة كركوك ليست قلب كردستان ولا قدس كردستان ولا عيون التركمان ..انها عاصمة الانسانية .
            

 



#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فرح التخلص من كابوس البعث…وحكم الدبابات الأمريكية والبديل ال ...
- كل شيء في هذه الحرب بربري
- إعدام 107 جنديا عراقيا ..جريمة أخرى تضاف إلى سجل جرائم النظا ...
- صدام حسين يحمل سيف بن لادن
- فيتو سماسرة مجلس الأمن
- سيحولون كردستان إلى منطقة حرب
- انفضاح أكاذيب الإدارة الأمريكية
- عملية -حرية العراق- هي تحرير العراق من جماهيرها
- التداعيات الأولية للحرب الأمريكية على العراق
- الانتهازية تقفل حلقتها في رد على حديث حميد مجيد موسى
- افتضاح عصر الديماغوجية...وانتهاء زمن صانعي الاكاذيب
- الحكومة البعثية تصّعد من حملاتها الاستبدادية ضد جماهير العرا ...
- الحركة النسوية في العالم العربي من الدفاع الى الهجوم
- إنهم يموتون في ظل الديمقراطية !
- لعبة اللصوص:التسابق في فرض القهر على المجتمع العراقي لإنقاذ ...
- في ذكرى اضراب عمال الزيوت النباتية
- لحظات الخذلان..ولحظات الخيانة
- الحزب الشيوعي العمالي العراقي في معادلة الاوضاع السياسية في ...
- الحظ العاثر لندوة احمد الجلبي عندما تتزامن مع مكرمة صدام حسي ...
- مرحبا بالمدنية والتحضر ..مرحبا بقتل المزيد من اطفال العراق


المزيد.....




- ?? مباشر: عملية رفح العسكرية تلوح في الأفق والجيش ينتظر الضو ...
- أمريكا: إضفاء الشرعية على المستوطنات الإسرائيلية في الضفة ال ...
- الأردن ينتخب برلمانه الـ20 في سبتمبر.. وبرلماني سابق: الانتخ ...
- مسؤولة أميركية تكشف عن 3 أهداف أساسية في غزة
- تيك توك يتعهد بالطعن على الحظر الأمريكي ويصفه بـ -غير الدستو ...
- ما هو -الدوكسنغ- ؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بالفيديو.. الشرطة الإسرائيلية تنقذ بن غفير من اعتداء جماهيري ...
- قلق دولي من خطر نووي.. روسيا تستخدم -الفيتو- ضد قرار أممي
- 8 طرق مميزة لشحن الهاتف الذكي بسرعة فائقة
- لا ترمها في القمامة.. فوائد -خفية- لقشر البيض


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سمير عادل - اصحاب الرايات الخضر يرتكبون مجزرة دموية ويشعلون فتيل الصراعات القومية المتعفنة في مدينة كركوك