أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - !فضيحة العرب بجلاجل.. حتي في برازيليا














المزيد.....

!فضيحة العرب بجلاجل.. حتي في برازيليا


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1194 - 2005 / 5 / 11 - 10:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قمة برازيليا مناسبة مهمة.. كان يمكن ان تكون حدثا استثنائيا فوق العادة.
فهذه القمة هي الأولي من نوعها التي تشارك فيها 22 دولة عربية و12 دولة من امريكا الجنوبية.
وهي بهذا النحو تشكل تدشينا لحوار سياسي واقتصادي بين الجانبين.
ومبادرة بدء هذا الحوار - غير المسبوق - لم تأت - للاسف - من الجانب العربي، بل جاءت من الجانب الامريكي الجنوبي، وبالتحديد من جانب الرئيس البرازيلي لويس إيناسيولولا دا سيلفا الذي جاء الي المنطقة العربية قبل عامين وبذل جهدا دبلوماسيا مكثفا لإرساء دعائم هذا الحوار، وكانت زيارته الي منطقتنا عام 2003 اول زيارة يقوم بها رئيس برازيلي الي المنطقة منذ حضور الامبراطور «دون بيدرو» الينا في اواسط القرن التاسع عشر.
وأيا كان صاحب الفضل في بدء هذه العملية السياسية «التاريخية» فإن أهميتها غنية عن البيان من حيث إنها تعطي قوة دافعة لتطوير العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية بين الجانبين، وخلق الآليات اللازمة لتنسيق المواقف في المحافل الدولية، كالأمم المتحدة ومنظمة التجارة العالمية ومعروف ان هذه المحافل الدولية مقبلة علي معارك ساخنة بين دول الشمال ودول الجنوب حول اكثر من ملف مهم.
ثم ان توقيت هذه القمة يتزامن مع تحولات استراتيجية عالمية كبري، توحي بارهاصات لتغير جوهري قادم في المعادلة الدولية، أهم ملامحه صعود آسيا، وبالذات في اعقاب تدشين شراكة استراتيجية صينية هندية جعلت مراجع امريكية تتحدث عن دخول البشرية «القرن الآسيوي».
والتحرك الامريكي الجنوبي، خلف القيادة البرازيلية، ليس مبتور الصلة بهذه المستجدات الاستراتيجية، وليس تحركا عفويا.. والدليل علي ذلك ان التحرك النشيط للدبلوماسية البرازيلية في العامين الماضيين جري تحت لافتة «تغيير جغرافيا العالم».. وهذا العنوان المثير لم يكن - فيما يبدو - مجرد شعار او فذلكة كلامية وانما كان ولا يزال ترجمة لرؤية برازيلية، وامريكية جنوبية، تسعي - بجدية ومنهجية - الي تعزيز الحوار بين دول الجنوب، او ما يسمي بحوار الجنوب - جنوب، كشرط اساسي لتعزيز الموقف التفاوضي لدول هذا «الجنوب» مع دول «الشمال» الغنية، التي حاولت استغلال مناخ «العولمة» لفرض اقسي واقصي شروطها علي حساب فقراء العالم.
لكن المؤسف ان رد الفعل العربي علي مبادرة الرئيس البرازيلي جاء ضعيفا، فمن بين اصحاب الفخامة والجلالة والسمو رؤساء وملوك وأمراء البلاد العربية الاثنين والعشرين، لم يحضر سوي ستة هم رؤساء الجزائر وجيبوتي وجزر القمر والعراق وفلسطين وامير قطر.. مع ملاحظة ان اثنين من الزعماء الستة رؤساء لدول محتلة، واثنين اخرين رؤساء لدول «شبه» عربية بل و«شبه» دول ايضا.
ورغم نفي الامين العام ما تردد في البرازيل عن وجود ضغوط امريكية وراء غياب كثير من الزعماء العرب، فإنه صرح لدي وصوله الي برازيليا انه كان «يتمني مشاركة عربية اكبر».
وردا علي سؤال ذكي من زميلتنا ألفة السلامي حول الاشارات الامريكية التي صدرت معبرة عن تفضيل الولايات المتحدة عدم انعقاد القمة، قال عمرو موسي بأن المهم ان الاجتماع سيتم وكل الدول حاضرة فيه وانه سيتم الاتفاق بين المجموعتين العربية واللاتينية علي ما فيه مصلحة الطرفين.
وعندما واصلت زميلتنا «المناكفة» ألفة السلامي تساؤلاتها المزعجة عن مغزي تصريح المتحدث باسم البيت الابيض ريتشارد باوتشر بأن اعلان القمة العربية الامريكية الجنوبية هو مجرد مسودة لن يتم اقرارها علي الارجح، رد الامين العام «مقاطعا» بأن الاعلان سيقر ولن يعدل فيه شيء الا بعض الاضافات البسيطة مؤكدا ان البنود السياسية بالذات سيتم اعتمادها كما جاءت في مشروع الاعلان.
ورغم الاجابات الدبلوماسية للسيد عمرو موسي فإن الواضح منها أن هناك ضغوطا امريكية قد مورست بقوة.. وأن هذه الضغوط لم تفلح في إثناء الدول الامريكية الجنوبية عن عزمها او تثبيط همتها، بدليل معظم رؤساء هذه الدول الي قمة برازيليا غير عابئين بالتهديدات الامريكية، بل وصل الحال برئيس البرازيل الي رفض مشاركة الولايات المتحدة في القمة بصفة مراقب.
لكن الواضح ايضا ان نفس الضغوط قد فعلت فعلها علي الجانب العربي، وهو امر اذا لم يكن مفاجئا فإنه مؤسف بكل تأكيد.. ويزيد هذا الاسف ان البيان السياسي الصادر عن هذه القمة التاريخية هو لصالح العرب في المقام الاول، بل ربما كان من أهم وأقوي الصياغات المدافعة عن حقوقنا الوطنية والقومية!
هكذا.. يفشل العرب للمرة الالف في اللحاق بقطار التاريخ، ويصرون علي الذيلية والانتحار السياسي.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أخيراً .. شئ يستحق القراءة !
- إرهابيون عشوائيون .. وإعلاميون على باب الله
- البريطانيون يقاطعون.. والعرب يطبّعون !
- القرن الآسيوي .. يدق الأبواب
- عناد الوزير الذى تجاهل وعد الرئيس
- علمـاء بـريطـانيا يهـددون بمقـاطعة الإسـرائيليين المتـواطئين ...
- ! ومازالت صاحبة الجلالة فى بيت الطاعة
- هل يحمل أخطبوط الإرهاب شهادة منشأ مصرية؟
- حوار عراقي.. بدون سلاح.. في القاهرة
- ثورة السوسن .. واللوز.. والليمون
- »ولفويتز« يقتحم البنك الدولي بأسلحة الدمار الشامل
- قاطرة مشروع الشرق الأوسط الكبير .. تدخل المحطة اللبنانية
- الفشل التاسع والعشرون
- يد تقود ثورة البرمجيات .. ويد تحمي الحرف التقليدية
- إسرائيل تحتل الأرض التى ينسحب منها -التنابلة- العرب .. فى ال ...
- الوطن اكبر من الاقتصاد .. والمواطن ليس مجرد مستهلك
- أحوال أكبر ديمقراطية في العالم
- باب الشمس ) اهم من المكاتب الاعلامية .. ومقررات التاريخ المي ...
- »ملاسنة« بين أصحاب المعالي
- -يد- أبو الغيط.. و-جيب- السادات


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - !فضيحة العرب بجلاجل.. حتي في برازيليا