أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قصي غريب - شكل الدولة في سورية الغد














المزيد.....

شكل الدولة في سورية الغد


قصي غريب

الحوار المتمدن-العدد: 4140 - 2013 / 7 / 1 - 19:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



بعد أن حل الربيع العربي، واندلعت في بعض دوله ثورات شعبية، أصبحت الدولة تواجه أزمة استمرار الشكل الذي قامت عليه بعد الاستقلال، نتيجة الفشل الذريع في تطبيق مبدأ المواطنة، وتحقيق العدالة، واحترام الحقوق والحريات العامة، بسبب عدم التوزيع العادل للسلطة، والثروة، والفرص، وقد تعالت أصوات في بعض الدول العربية، ومنها سورية، تطالب بإعادة النظر في شكل الدولة الموحدة البسيطة المركزية، التي تكون فيها السلطة واحدة، وتخضع لدستور واحد، وقوانين واحدة، داخل إقليم الدولة الموحد، باتجاه تبني خيار الدولة المركبة، التي يربط بينها نوع من أنواع الاتحاد، وتخضع لسلطة سياسية مشتركة، وهنا يظهر تطبيق نموذج الدولة الفيدرالية، الذي يكرس اللامركزية السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، في العلاقة بين المركز والاقاليم، بحيث تتوزع السطات بينهما، ويكون لكل إقليم دستوره الخاص، مع سيادة أعلى للدستور الفيدرالي، ويظل لحكومة المركز حق التمتع بالسيادة الخارجية وشؤونها، فضلاً عن جزء من السيادة الداخلية.
ولكن هناك مجموعة من الشروط التي يجب أن تتوافر لقيام الدولة المركبة الفيدرالية وهي :
- أن تحتوي الدولة على مجموعات من القوميات، والأديان، والطوائف المتقاربة في النسب العددية، وتعيش تاريخياً في مناطق سكناها، ولم تنجح آليات الاندماج الوطني في استيعابها وصهرها في الدولة، وتملك جميعها رغبة بالفيدرالية.
- البعد الجغرافي الشاسع للتواصل بين المجموعات القومية، والدينية، والطائفية في الدولة، مما يجعل من الصعوبة بمكان أن تسيطر الحكومة المركزية عليهم.
- وجود إتفاق وإجماع بين كل المجموعات القومية، والدينية، والطائفية في الدولة، على تطبيق الفدرالية، نظراً لوجود مصالح سياسية واقتصادية مشتركة بينهم.
- الرضا والقبول بسلطات وسياسات متوازية بين المركز والأطراف، وبما لا يدفع أي إقليم فيدرالي إلى تفضيل الإستقلال عن البقاء ضمن الدولة الفيدرالية.
ولكن الشروط المذكورة آنفاً، لا تتوافر في التكوين المجتمعي والجغرافي السوري المتداخل والمتشابك، ويبدو من الصعوبة التحول في سورية من دولة موحدة بسيطة مركزية، إلى دولة مركبة فيدرالية، ومن هذا المنطلق، فإن الاستمرار على تبني بقاء الدولة الموحدة البسيطة، والأخذ باللامركزية الادارية، بدلاً من المركزية الادارية كنظام حكم سياسي في الوثيقة الدستورية لسورية الغد، هي الخيار الأفضل لكل السوريين، من تبني خيار الدولة المركبة الفيدرالية، التي ربما في هذه الأوضاع والظروف قد تؤدي إلى تقسيم سورية، وتمزق النسيج المجتمعي للشعب السوري، في حين أن الأخذ بخيار الدولة الموحدة البسيطة، والعمل بنظام اللامركزية الادارية كشكل للدولة سيؤدي إلى المحافظة على وحدة الأراضي السورية المهددة بالتقسيم، وإلى عودة التماسك المجتمعي السوري المهدد بالتمزق، إذ إن الأخذ والعمل بهذا النظام الاداري يسمح بتوزيع الاختصاصات بين الجهاز المركزي للدولة والوحدات الادارية فيها، إذ تمنح هذه الوحدات سلطة البت والتقرير فيما يتعلق بالاختصاصات التي خولها القانون، على أن تخضع لرقابة وإشراف السلطة المركزية، ويكون الهدف من فرض الرقابة الادارية هو من أجل الحفاظ على وحدة الدولة الادارية، لأنه لو استقلت الهيئات اللامركزية استقلالاً كاملاً، وتخلصت من رقابة السلطة المركزية عليها، فقد تتحول اللامركزية الادارية الى لامركزية سياسية، مما يؤدي الى تغير شكل الدولة من موحدة بسيطة، إلى دولة مركبة فيدرالية، فمن الأفضل لسورية، والشعب السوري، أن يكون التركيب الداخلي للسلطة السياسية للدولة السورية المقبلة واحد، أي دولة موحدة بسيطة في تركيبها الدستوري، لاسيما وأن وحدة السلطة في الدولة الموحدة، وبساطة تركيبها الدستوري، لا يمنعان من توزيع الاختصاصات المعهود بها إلى السلطة الادارية، أي الأخذ والعمل بنظام اللامركزية الادارية.
وخصائص الدولة الموحدة البسيطة، أنها تتميز بكون التنظيم السياسي للسلطة فيها واحداً، يتجسد في جهازها الاداري الموحد، الذي يضطلع بجميع الوظائف في الدولة، ومتحدة في عنصرها البشري، حيث تخاطب الحكومة جماعة متجانسة، على الرغم ما يوجد من الاختلافات، ويخضع الجميع للقرارات الصادرة من الهيئات الحاكمة، ويغطي التنظيم الحكومي جميع اقليم الدولة بطريقة متجانسة، من دون اعتبار للفوارق الإقليمية أو المحلية.
ومن الجدير بالذكر أن معظم دول العالم هي دول موحدة بسيطة، وبخاصة منها الدول المتقدمة مثل فرنسا، وهولندا، واليابان، وانطلاقاً من هذا، فلماذا لا تبقى وتكون سورية الغد على غرار هذه الدول المتقدمة دولة موحدة بسيطة، ولكن تأخذ وتعمل بنظام اللامركزية الادارية ؟، لاسيما وأن بنية العقل العربي بشكل عام، والسوري بشكل خاص، لا تتحمل وتتقبل الفيدرالية كنظام حكم، لأنها تعني التقسيم، وبخاصة في ظل هذه الأوضاع والظروف غير المستقرة، ولذلك فإن تطبيقها بحاجة إلى استقرار سياسي، واقتصادي، واجتماعي، وثقافي، ورغبة حرة، واتفاق واجماع وطني لا يتوافر الآن.



#قصي_غريب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دفاع عن العروبة : ملاحظات على مراجعة عبد الإله بلقزيز لمفهوم ...
- الحكومة السورية الانتقالية المؤقتة ومهامها الخارجية والداخلي ...
- اتفاق أميركي روسي على إعادة إنتاج الطغاة
- حل الربيع العربي في العراق
- مواصفات المفكر
- سورية دولة غير قابلة للقسمة وهي لكل السوريين
- الثقافة السائدة في سورية هي عربية إسلامية
- الشعب السوري في ظل الحماية الدولية بموجب القرارين الأممين 20 ...
- القتلة في سورية هدفهم الحصانة
- الربيع العربي صناعة شعبية عربية وليس أميركية
- المقاومة الوهمية والممانعة المزيفة
- اعلان مبادئ دستورية لسورية المستقبل
- رئيس خارج عن القانون
- التعاون والتنسيق الأمني والاستخباري بين النظام في سورية والو ...
- قراءة في زيارة السفيرين الأميركي والفرنسي لدى سورية الى مدين ...
- نظام كذاب بامتياز
- فات أوان الحوار الوطني
- في الذكرى السنوية الأولى لرحيل الأممي السوري سهيل راغب
- في الذكرى السنوية لمؤتمر النقلة النوعية
- هل المنحة الأميركية للمعارضة السورية دعماً أم تشويهاً لها؟


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قصي غريب - شكل الدولة في سورية الغد