أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - قصي غريب - في الذكرى السنوية لمؤتمر النقلة النوعية















المزيد.....

في الذكرى السنوية لمؤتمر النقلة النوعية


قصي غريب

الحوار المتمدن-العدد: 1550 - 2006 / 5 / 14 - 00:27
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


في مثل هذا الشهر من العام الماضي و تحديداً في 6 ايار 2005 انعقد في دمشق المؤتمر القطري العاشر لما يسمى (حزب البعث العربي الاشتراكي).
لقد انتظر عقد المؤتمر و راهن عليه البعض من شعبنا على امل أن تكون مقراراته و توصياته خطوة جادة نحو وضع الشعب السوري على طريق الحرية و الحياة خاصة و ان الرئيس بشار الأسد كان قد أكد على منبر ما يسمى بـ(مجلس الشعب) و هو يعلن انسحاب الجيش السوري من لبنان تحت ضغوط الادارة الأميركية و القرار الأممي 1559 و ارادة الشعب اللبناني الشقيق ان المؤتمر القطري العاشر لحزب البعث العربي الاشتراكي سيكون (نقلة نوعية).
و لكن منذ اللحظة الاولى لافتتاح المؤتمر المرتقب خسر الرهان و تبدد الحلم و تبخر الأمل و حلت في النفوس التوّاقة للحرية و الحياة الخيبة و الإحباط للإسباب الآتية:
1. شعار المؤتمر:
إنعقد المؤتمر القطري العاشر لحزب السلطة أو مؤتمر النقلة النوعية كما وصفه الرئيس بشار الأسد تحت شعار ((رؤية متجددة و فكر يتسع للجميع)). لقد جاء شعار المؤتمر متماهياً مع المادة 8 من دستورهم لعام 1973 ان ((حزب البعث العربي الاشتراكي هو الحزب القائد في المجتمع و الدولة)).
و يا للخيبة يقرأ من هذا الشعار ان العقلية الشمولية للفئة الحاكمة ما تزال تصر على الوصاية و تأكيد الاستبداد من خلال فرض سلوك الإحتواء و الهيمنة على الآخر المختلف مهما كانت أفكاره و معتقداته. فالرؤية المتجددة لمؤتمر النقلة النوعية هي استيعاب و ابتلاع التيارات الفكرية العربية و الإسلامية و الماركسية و الليبرالية المعارضة دفعة واحدة في فكرهم المشوه الشمولي بدل أن يتم التأكيد و بنقلة نوعية على الإعتراف بالآخر و إحترامه و تبادل الرؤى و التصورات و تكامل القدرات و الإمكانيات معه.
2. أعضاء المؤتمر:
إن السير في طريق التنمية و الإصلاح و التقدم نحو الأمام لا يتم إلا بفكر جديد أو متجدد يقوده أفراد جدد بعقلية و أدوات جديدة قاعدتها كافة الخبرات و القدرات و الإمكانيات الوثابة نحو الأمام, و ليس بفكر شمولي إستبدادي شاخ و خرف و قيادات عتيقة هرمت و ما زالت تعيش في الماضي لا تتكيف مع الحاضر و لا تتشوف المستقبل و أدوات تثلمت و أصبحت صدئة و مهترئة, فأي تنمية و إصلاح و تقدم نحو الأمام في مؤتمر لا يوجد فيه الشباب, و أي نقلة نوعية في ظل عقول متكلسة تسري في عروقها دماء جامدة.
3. عبادة الفرد:
دائماً و أبداً الفكر الشمولي يكون رحماً و حاضنة لعبادة الفرد و الإستبداد, و لقد ظهر في مؤتمر النقلة النوعية إن عبادة الفرد و تبجيله و تقديسه و تأليهه ما زال مع الأسف ساري المفعول في سورية, ففي كلمات إفتتاح المؤتمر كان كلما ذكر متحدث إسم الرئيس بشار ضجت القاعة بالتصفيق الحاد و كلما دخل القاعة و قف المؤتمرون يصفقون و يبدو إن الرئيس بشار كان مرتاحاً لهذا الوضع على الرغم من إننا نعيش في عصر الديمقراطية و إحترام الذات و الآخر, و عصر ثورة المعلومات و الإتصالات و المواصلات.
إن التصفيق الحاد للرئيس بشار لمجرد ذكر اسمه تذكرنا بالمؤتمرات السابقة للحزب المذكور و بمؤتمرات الأحزاب الشيوعية في الإتحاد السوفيتي و الكتلة الإشتراكية.



4. قيادات ما يسمى أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية:
إن ظهور ما يسمى بقيادات الأحزاب المنضوية في الجبهة الوطنية التقدمية الشكلية على منبر المؤتمر و هي تردح كان جالباً للإحباط و اليأس و القنوط, فأي نقلة نوعية و إصلاح مع أحزاب شخصية و كرتونية و وراثية و إنتهازية و منافقة تزايد حتى على اعضاء الحزب( القائد للمجتمع و الدولة).
5. نجومية الدكتورة بثينة شعبان:
يبدو إن مؤتمر النقلة النوعية الذي وعد به الرئيس بشار الشعب السوري كانت نقلته النوعية في ظهور النجمة المفوهة و المتفذلكة الدكتورة بثينة شعبان, صاحبة لازمة ((ما أريد أن أقوله)) لقد ظهرت الناطقة الرسمية للمؤتمر إنشائية تصفط الكلام و لا تعرف المفردات و لا المفاهيم التي تقولها, و يبدو انها كانت تحلم بمنصب عضو قيادة.
في مؤتمر النقلة النوعية بانت الدكتورة شعبان على حقيقتها الأصلية بأنها ليست كاتبة و مثقفة كما تقدم نفسها للآخرين, بل إنها في عصر العولمة و الأمركة مثقف أمن في ثياب وزير, فعندما سألها صحفي مغترب عن كيفية حضور رئيس إتحاد الفلاحين المؤتمر و هو متهم و مدان بالفساد كشرت عن أنيابها و قالت له: تذكر بإني وزيرة مغتربين و أنت مغترب و يبدو إن إمرأة الأمن المثقفة الدكتورة شعبان كانت تهدد الصحفي المسكين المغترب بحجز جواز سفره.
6. حالة النوم:
في مؤتمر النقلة النوعية ظهر بعض أعضاء المؤتمر أثناء إلقاء الكلمات و هم نيام, لا يصحو إلا على ضجيج التصفيق الحاد لذكر إسم الرئيس بشار, فأي نقلة نوعية و حاميها (القائد في المجتمع و الدولة مبعوث العناية الآلهية) يغط في النوم.
إن في عرض هذه الأسباب الواردة فقط و من دون تناول مقررات و توصيات مؤتمر النقلة النوعية كافية لإصابة المواطن السوري المبتلى بالرفاق بالإحباط و اليأس و القنوط.
بعد مرور عام على عقد المؤتمر القطري العاشر لحزب السلطة, ما هي النقلة النوعية التي حققها المؤتمر بناءاً على ما قاله رئيس النظام بشار الأسد؟
عندما إنعقد المؤتمر كانت بلادنا و ما تزال تعيش في ظل أزمتين قاهرتين, الأولى: شمولية و إستبداد النظام فالشعب السوري يعاني من إنسداد الأفاق حيث تقمع الحريات و يسحق الأنسان, فالنظام الحاكم منكمش على ذاته متمسك بفرديته يتعامل مع ازمات البلاد السياسية و الأقتصادية و الأجتماعية بعقلية ارتجالية متخلفة جامدة خارج العصر و الزمان, مع إن شعبنا الأبي له تطلعات و طموحات و أشواق توّاقة الى الحرية و الحياة.
و الثانية: إن بلادنا تعيش تحت وطأة التهديدات الأميركية المستمرة من جرّاء سياسات النظام الرعناء غير المسؤولة و التي و ضعت البلاد و العباد على كف عفريت.
و مما لا شك فيه إن هاتين الأزمتين تستدعي وقفة وطنية شجاعة و واعية لمواجهتهما, و لا يمكن أن تحل بالهروب الى الأمام عن طريق التصلب و التخندق في السياسة الأمنية المفرطة بالتعسف القائمة على سياسة الهراوة و منطقها و التعبئة الغوغائية المستندة على الردح الذي لايغني و لا يسمن.
و لكن يا لخيبة الأمل من هذا النظام البائس فبدل أن تكون النقلة النوعية مرتكزة على ردم الهوة بينه و بين الشعب من خلال التحول الى الديمقراطية كمنهج و نظام حياة ما يزال مستمراً في إقتراف فادح الأخطاء تجاه المواطن و الوطن.
إذن لم يحدث أي نقلة نوعية في سورية بناءاً على كلام الرئيس بشار, بل إن سلوك النظام التعسفي قد وصل الى الحضيض و كانت نقلته النوعية هي في العودة بالبلاد الى الوراء و على كافة المستويات و خاصة في مجال الحرية و حقوق الأنسان. لذلك فإن إنقاذ البلاد يكمن في إطلاق الحرية لأنها هي الشرط الأساس و الضروري لضمان مناعة المواطن و الوطن و فرصته لإرساء قواعد ديمقراطية راسخة.
لذلك فإن الحل الوحيد لإنقاذ سورية هو التحول نحو الديمقراطية و إحترام الأنسان كبشر كرّمه الله.
و عليه و بما إن النظام الإستبدادي مستمر في طغيانه و جبروته و يضيع فرص قطع دابر الحكم الفردي و التحول الى الديمقراطية, فإننا من موقعنا المعارض له نضم صوتنا الى المعارضة السورية و نكرر الدعوة مرة أخرى لقيادات النظام سواء كانت رسمية أو حزبية و مهما كانت مواقعها التمرّد على السلطة.
و من الجدير بالذكر هنا عليهم أن يعلموا بأنهم ليسوا فقط شركاء في مسؤولية إتخاذ القرارات و حسب و إنما يتحملون مسؤولية إضافية في إستخدامهم أغطية للتستر على فردية و طائفية النظام و جرائمه و موبقاته, لذلك عليهم أن يكونوا في مقدمة العاملين من أجل التغيير الجذري للنظام الإستبدادي ليكفرّوا عن خطاياهم.
إن إقامة نظام ديمقراطي تعددي يحترم القانون و حقوق الأنسان يتطلب جهود كافة أبناء الشعب السوري, لذلك علينا جميعاً أن نقوم بهذه النقلة النوعية لندخل في عالم الحرية و الحياة.



#قصي_غريب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل المنحة الأميركية للمعارضة السورية دعماً أم تشويهاً لها؟


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - قصي غريب - في الذكرى السنوية لمؤتمر النقلة النوعية