أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن - قصي غريب - رئيس خارج عن القانون















المزيد.....

رئيس خارج عن القانون


قصي غريب

الحوار المتمدن-العدد: 3456 - 2011 / 8 / 14 - 01:08
المحور: اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن
    


رئيس خارج عن القانون

قصي غريب

اخر ما صرح به بشار الأسد رئيس النظام الشمولي الذي يحكم سورية وشعبها بالتشبيح وسفك الدماء، ان المنتفضين السلميين الذين يطالبون باسقاطه واسقاط نظامه المستبد الفاسد، وينشدون الحرية والكرامة للشعب السوري، في ظل دولة مدنية حديثة تقوم على أساس مبدأ سيادة القانون والمواطنة، أنهم خارجون عن القانون، وواجب الدولة حماية مواطنيها منهم، ولكن هذا الكلام غير المسؤول مردود عليه للأسباب الآتية :
- ان الخارج عن القانون هو الرئيس الذي لا يحترم القانون، والذي حدث فكذب ووعد فاخلف، فلم يحترم يوماً حديثه ووعده للشعب السوري بالاصلاح والتغيير ووقف العنف والقتل، وما زال سادراً في غيه بالكذب الى اليوم منذ توليه السلطة في تموز 2000 بترقيع دستوري مفضوح، ومصراً بسفه على حكمه بالإكراه والقهر والتفرقة والتمييز والقوة والقتل والإعتقال والتدمير باسم العروبة المزيفة والمقاومة الكرتونية والممانعة الكاذبة.
- والخارج عن القانون هو الذي يتهم أغلبية الشعب السوري الواحد الذي ثار عليه في عموم البلاد ويطالب باسقاطه واسقاط نظامه المستبد الفاسد بالخيانة والعمالة للولايات المتحدة الأميركية، في حين ان واشنطن لم تكن في أي وقت من الأوقات في وارد الضغط على النظام في سورية بقصد تغييره وانما تغيير سلوكه، لانها لا تريد الاستغناء عنه، على الرغم من كل ما صدر منها من تصريحات وعقوبات لا قيمة لها تجاه"النظام الذي فقد شرعيته"، و"يمارس الافعال الشائنة"، "ورئيسه الذي ستكون سورية أفضل من دونه"، والتي قد جاءت للضغط عليه من أجل انتزاع ملفات اقليمية منه يوظفها أوراق ابتزاز لاستمرار بقائه في السلطة، فما تزال سياستها الخارجية وإلى اليوم تراهن عليه ومع استمرار بقائه بحيث لم ترفع الغطاء الدولي عنه، على الرغم من كل ما اقترفه من جرائم، مما شجعه ودفعه على الإيغال في اراقة دماء أبناء الشعب السوري بحيث وصل إلى ارتكاب جرائم ضد الانسانية، والدليل ان وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون منذ البداية قد وصفت رئيس النظام "بانه اصلاحي، وبانه لا يزال بامكان النظام في سورية القيام باصلاحات"، ثم أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر"ان الولايات المتحدة لا تعمل على تقويض النظام في سورية"، فواشنطن لا تجد ضرورة في تغيير النظام، أو المطالبة الجادة بتنحي الرئيس، وان كان قد صدر منها ذلك للاستهلاك الاعلامي ومن أجل الضغط عليه ليس أكثر، لانها ما تزال ترى انه من الأفضل للمصالح الأميركية والاسرائيلية تشجيع النظام على تغيير سلوكه وانتهاج طريق الاصلاح، ولكن الاصلاح الشكلي الذي لا يقوم على الارادة الشعبية ويتكيف مع استمراره وبقائه الى الأبد، والذي لا ينسجم مع ما يريده ويطالب به الشعب السوري من قيام دولة القانون والمواطنة التي تستند على احترام حقوق الانسان، والتعددية السياسية، والتداول السلمي للسلطة، لانها ترى في تغييره قفزاً الى المجهول الذي يمكن أن يأتي بما لا تريده ولا يريده الكيان الصهيوني، ولكن يبقى تغيير الموقف الأميركي من اسقاط النظام ورئيسه مرهون بقوة زخم واتساع الحراك السلمي للشعب السوري.
- والخارج عن القانون هو الذي يتهم أغلبية الشعب السوري الواحد الذي ثار عليه في عموم البلاد ويطالب باسقاطه واسقاط نظامه المستبد الفاسد بالخيانة والعمالة للكيان الصهيوني، في حين ان تل أبيب تفضل بقاء النظام ورئيسه ولا تريد الاطاحة به، ففي 2005 مارس اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة الضغط على ادارة الرئيس جورج دبليو بوش لمنع وصول الضغط على النظام في سورية الى حد اضعافه وتغييره، واليوم حالة من القلق تنتاب الكيان الصهيوني من احتمال سقوط النظام في سورية بسبب الانتفاضة الشعبية، فلقد ورد في مقال بصحيفة هآرتس الصهيونية في 1 نيسان 2011 تحت عنوان :"الأسد ملك اسرائيل":"ان كثيرين في تل أبيب يصلون من قلوبهم للرب بان يحفظ سلامة النظام في سورية الذي لم يحارب اسرائيل منذ عام 1973 على الرغم من شعارته المستمرة وعدائه الظاهر لها".
- والخارج عن القانون هو الذي يحكم البلاد والعباد بالقوة المفرطة الغاشمة، ويواجه بالحديد والنار المظاهرات الشعبية السلمية التي تعم المدن والمناطق السورية، والمطالبة برحيل النظام ورئيسه، فيقوم بصلافة بسحب المدافع والدبابات من الجبهة مع الكيان الصيهوني ليحاصر ويقصف ويقتحم بها المدن والمناطق السورية، وخاصة حماة ودير الزور وادلب ليقتل ويعتقل أهلها ويروعهم ويجبرهم على النزوح إلى داخل سورية وخارجها، كما يقوم باغتيال الجنود والضباط السوريين الشرفاء الذين يرفضون ترويع وقتل أبناء شعبهم، وقد ظهر ذلك من خلال ظهور حالات انشقاق الكثير منهم عن الجيش.
- والخارج عن القانون هو الذي يستخدم المرتزقة من عصابات الشبيحة، ويستعين بالمليشيات الطائفية الأجنبية، في قمع وترويع واعتقال وقتل المتظاهرين السلميين من أبناء الشعب السوري.
- والخارج عن القانون هو الذي يفرق ويميز بين أبناء الشعب السوري الواحد على أساس التصنيف العرقي والطائفي في التعيين في مؤسسات الدولة، وخاصة العسكرية والأمنية منها، ويحرض في خطاباته الرقيعة على الطائفية، ويحاول جر البلاد والعباد الى حرب أهلية هو خاسر فيها من أجل الخلاص من الوقوف أمام المحكمة الجنائية بتهمة اقتراف جرائم ضد الانسانية.
- والخارج عن القانون هو الذي يتحالف مع دول طائفية شعوبية وميليشيات طائفية شعوبية عميلة للأجنبي، عندها مشروع طائفي شعوبي مغلق ومتخلف مكشوف وواضح في المنطقة يعمل عليه بخطوات حثيثة، ويقوم هو بخدمة هذا المشروع بتقوية أدواته الرخيصة.
- والخارج عن القانون هو الذي يدعي المقاومة الكرتونية والممانعة الكاذبة، ويحتفظ دائماً بحق الرد على الاهانات والصفعات التي توجه له من قبل الكيان الصهيوني، في حين يرد بسرعة البرق على المتظاهرين السلميين من أبناء الشعب السوري الذين لا يريدونه ويهددهم ويتوعدهم بالحرب في خطاباته، كما يتغاضى باستسلام ذليل عن احتلال الجولان السوري، ولا يسعى بشكل جدي الى استرداده، وبات يحرس ويحمي حدود الكيان الصهيوني، ويحرص على ضمان امنه واستقراره، وخاصة بعد اتفاقية فك الاشتباك في 1974، وتبني خيار السلام الاستراتيجي، فسليل نظام حاضنة المقاومة الكرتونية، وقلعة الممانعة الكاذبة، والمتهم بسرقة الاقتصاد السوري المدعو رامي مخلوف، قد ربط استقرار الكيان الصهيوني باستقرار النظام في سورية ووجوده، فقال لصحيفة نيويورك تايمز:"إذا لم يكن هناك إستقرار في سورية فمن المستحيل أن يكون هناك الإستقرار في اسرائيل لا يوجد طريقة ولا يوجد احد يضمن ما الذي سيحصل بعد اذا لا سمح الله حصل أي شيء لهذا النظام".
- والخارج عن القانون هو الذي يدعي انه نظام وطني وقومي مقاوم وممانع في حين انه بالحقيقة نظام طائفي شعوبي يعمل بالسخرة الأمنية والاستخبارية والسياسية للأجنبي وخاصة للولايات المتحدة والكيان الصهيوني وايران.
- والخارج عن القانون هو الذي يزعم انه نظام قومي عربي في حين انه في الواقع نظام سياسي طائفي بحت ومقزز رائحته تزكم الأنوف وتصل الى عنان السماء، والعروبة السياسية منه ومن كل من يؤيده ويقف معه براء، وخاصة الذين مردوا على النفاق وانتقلوا من خندق الى اخر، ويدعون زوراً وبهتاناً انهم من التيارالقومي العربي، وأغلبهم قد كشفته الانتفاضة الشعبية السورية وأظهرته على حقيقته الرثة، بانهم لم يستطيعوا يوماً مغادرة الإنتماء الثانوي المغلق والمتخلف الذين ينتمون اليه وظل الولاء الأول والأخير له، فعندهم نجاح انتفاضة الشعب السوري وتغيير النظام يعني تغيير المعادلة الاقليمية في المنطقة برمتها، وهذا ما يقلقهم، ولهذا هم مع بقاء النظام وان ذبح أغلبية الشعب السوري بناء على حساباتهم الضيقة الرخيصة، فضلاً عن ذلك فقد أظهرت انتفاضة الشعب السوري البعض من التيار القومي العربي بانهم جهلة لا يزالوا يعيشون في الماضي فالغباء العاطفي جعلهم لا يدركون مدى خطر استمرار وبقاء مثل هذا النظام "العلقمي" على مستقبل السوريين والعرب و"العروبة السياسية"، كما أظهرت بعضهم الاخر على انه جبان ومتخاذل ليس له موقف مع انهم أمطرونا على مدى عقود بالثورة الشعبية والحرية والديمقراطية ضد النظم الرجعية والاستبدادية، وعلى الرغم من هذا فان التيار القومي العربي الحقيقي الأصيل يقف مع الانتفاضة الشعبية السورية ضد النظام الشمولي الفاشي واستبداده وضد جرائمه، ومع الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية للشعب السوري وللشعب العربي.
وبناء على ما تقدم فان بشار الأسد رئيس النظام الذي يحكم بلادنا وشعبنا الأبي بالقوة المسلحة والإكراه والتفرقة والتمييز والسخرة للأجنبي رئيس خارج عن القانون، وسيقدم هو وعصاباته الفاشية إلى المحكمة الجنائية عاجلاً أو آجلاً لينالوا العقاب الذي يستحقونه على ما اقترفوا من جرائم ضد الانسانية تجاه أبناء الشعب السوري الثائر الذي يستحق بجدارة وامتياز الحرية والحياة الكريمة.



#قصي_غريب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعاون والتنسيق الأمني والاستخباري بين النظام في سورية والو ...
- قراءة في زيارة السفيرين الأميركي والفرنسي لدى سورية الى مدين ...
- نظام كذاب بامتياز
- فات أوان الحوار الوطني
- في الذكرى السنوية الأولى لرحيل الأممي السوري سهيل راغب
- في الذكرى السنوية لمؤتمر النقلة النوعية
- هل المنحة الأميركية للمعارضة السورية دعماً أم تشويهاً لها؟


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- الفساد السياسي والأداء الإداري : دراسة في جدلية العلاقة / سالم سليمان
- تحليل عددى عن الحوار المتمدن في عامه الثاني / عصام البغدادي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن - قصي غريب - رئيس خارج عن القانون