أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - هنا القاهرة 30














المزيد.....

هنا القاهرة 30


عبد المجيد إسماعيل الشهاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4132 - 2013 / 6 / 23 - 18:08
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


قد تكون جماعة الإخوان المسلمين قد وضعت حقيقية أعظم دستور مكتوب عرفته مصر طوال تاريخها الممتد لأكثر من سبعة آلاف سنة إلى الوراء كدولة مركزية؛ وقد تكون جماعة الإخوان المسلمين الحاكمة الآن قد أقامت فعلاً سلطة تنفيذية من رئيس وحكومة لم يشهد المصريون قط نظيراً لها في الأمانة والكفاءة وحسن الأداء؛ وقد تكون جماعة الإخوان المسلمين، فوق ما سبق، قد نجحت خلال السنة الماضية في قيادة سلطة تشريعية من مجلس نواب ثم شورى من أبرع وأمهر ما عينته أو انتخبته أو زورته مصر طوال تاريخها الحديث. رغم كل ذلك وأكثر، باطل وساقط لا محالة في القاهرة يوم الثلاثين من يونيو الحالي هذا الدستور الإخواني والرئيس الإخواني ومجلس الشورى الإخواني، ومن تحت هذا كله البناء النظري والتنظيمي الإخواني الحالي ذاته. بشكلها ومضمونها الحالي، قد انتهت التجربة الإخوانية (الإسلامية) في الحكم إلى غير رجعة.

القاهرة 30 من يونيو هي الصخرة الصلبة العملاقة التي اصطدم بها وسوف يحترق فوقها المشروع الإخواني (الإسلامي) الحالي، وحتى الإخوان (والإسلاميين) الحاليين أنفسهم، حتى ينتب من رمادهم فكر ومشروع جديد وإخوان (وإسلاميون) جدد أكثر انسجاماً وتوافقاً وقدرة على العيش وسط القاهرة، عاصمة البلاد. في الثلاثين من يونيو الحالي، ذكرى مرور العام الوحيد للإخوان المسلمين في الحكم، لن تفوت القاهرة هذه المناسبة حتى تثأر لكرامتها المهدرة والجريحة طوال العام الفائت. خلال عهدهم القصير في الحكم، قد أجرم الإخوان المسلمون بحق القاهرة مثلما لم يجرؤ حاكم من قبل: هم عاملوا القاهرة كغنيمة غزو خاضعة- فكرياً وعملياً- لأطراف ريفية وبدوية على الهوامش، وليس كمدينة قد ظلت متربعة على حكم البلاد طوال آلاف السنين.

القاهرة ثلاثون لن تغفر للإخوان المسلمين استقوائهم عليها في كل مناسبة بحشود من الأرياف والأقاليم التابعة لها يتدفقون عليها مثل الجيوش الغازية كلما وجهت لهم الجماعة النداء، كما يوم الجمعة الماضي في مليونية ’لا للعنف‘. مثل هذه الحشود الإخوانية (والإسلامية عموماً) الوافدة من خارج العاصمة هي ذاتها مثال فاضح على غرابة الفكرة وشخوصها الزاعقين بها على دنيا المدينة الأم، وغربتهم وغربة مشروعهم المزعوم وسط شوارع القاهرة الكبرى. كيف يقدرون على حكم مدينة بينما هم لا يزالون لا يستطيعون تمييز أسماء شوارعها، ولا يتحدثون لغة أهاليها ولا يفهمونهم؟! هم فقط يبرطمون دون كلل أو ملل بكلام لا معنى أو قيمة له حتى فيما بينهم ويتوهمون أن هي تستجيب، وأهلها مأخوذون بوقعه عليهم.

في حقيقة الواقع هنا، من القاهرة، يصنع القرار السياسي ويتنزل تدريجياً عبر عواصم المحافظات إلى كافة المدن والقرى حتى أقصى أطراف المحروسة في أسوان ومرسى مطروح والعريش؛ هنا، من القاهرة، يصنع الفكر وتنتج الأغاني والأفلام والمسلسلات، وتطبع الكتب وتصدر الفتاوى وتنتشر الثقافة إلى بقية ربوع القطر؛ هنا، في القاهرة، يجلس أعظم رجالات الدولة، وأثرى أقطاب الاقتصاد، وعباقرة الإبداع، وأقوى جنرالات الجيش؛ هنا، في القاهرة، تتخذ كافة الدول الأجنبية سفاراتها، والشركات والمؤسسات والجمعيات والوكالات العالمية مقراتها؛ هنا، في القاهرة، تنضبط معاني مفاهيم متطورة مثل الثورة والديمقراطية والتوازن بين السلطات والدستور وحقوق الإنسان ومساواة المرأة بالرجل وحرية الضمير والمعتقد وحق تقرير المصير للشعوب وحقوق الأقليات...الخ.

هنا، في القاهرة الثلاثين من يونيو الجاري، سيسقط حتماً الدستور الإخواني الذي قد تم وضعه وفرضه غصباً ورغماً عنها بقوة الريفيين والإقليميين والبدويين من خارجها، ورفضته القاهرة؛ القاهرة لن تنصاع أبداً لغير دستور يكون من حلمها وفكرها ونقاشها وتوافقها ووضعها هي، كونها العاصمة؛ هذه هي رسالتها الأصيلة المؤهلة لها، حقها الذي لا يمكن أن تنازعها فيه أي مدينة أو قرية مصرية أخرى. إذا ارتضت دون ذلك، تكون القاهرة كالتي فرطت في شرفها العاصمي، الذي يحتم عليها أن تكون هي مركز الفكر والقيادة، لا مجرد تحصيل حاصل وسد خانة لفكر وقيادة فرضت عليها مصنوعة جاهزة من خارجها. مهما بلغ من الفصاحة والإتقان والعبقرية، القاهرة لا تفهم لغة دستور كتبه الإخوان (والإسلاميون)، ولا لغة رئيسهم وحكومتهم، حتى لو كان أدائهم رائعاً حقاً. كان يجب على الإخوان (والإسلاميين) أن يتعلموا لغة العاصمة أولاً ويتدربوا على كيفية معاملتها بما هي جديرة به من إكبار واحترام وذوق حتى تنصاع راضية لحكمهم. لكن هم لم يفعلوا، بل عاملوها كغنيمة صناديق واستباحوا لأنفسهم كنوزاً كثيرة بها لم يسهموا بشيء يذكر في صناعة أي منها.

بجوار القسمة الدينية والطائفية والأيديولوجية، قد نجح الإخوان المسلمون أيضاً في تقسيم مصر والمصريين عبر خطوط تقسيم جغرافية بين ريف وحضر، ويسعون بإصرار في تمكين سيطرة الأول من الأخير. ويتوقع أن تظهر نتيجة هذه المواجهة فوق أرض القاهرة يوم 30 يونيو 2013، حتى يتأكد للمصريين والعالم أجمع من هي صاحبة الكلمة واليد العليا في هذا البلد: العاصمة أم القرية؟



#عبد_المجيد_إسماعيل_الشهاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر الوطنية تصارع مشروع الإسلام السياسي
- أمريكا وإيران من داخل المنطقة العربية
- فضفضة مصرية فوق السد
- إسلام متقدم لمسلمين متخلفين؟!
- في الرحلة مع تطور الآلهة
- بحثاً عن شرعية مفقودة في عرض توقيعات -تمرد- و-تجرد-
- سائق اللصوص الشريف!
- هذا كلام الله مش كلامي
- الدين الخارج عن القانون
- في العقلية الخرفانية
- إسلام بالقسوة
- إيران الإسلامية في سوريا العلمانية
- مصر- بلد .....
- صناعة العبيد
- عودة عمرو
- صناعة الأديان
- السيسي بونابرت
- عبدة الشياطين
- في البحث عن صهيوني عربي
- أنا بكره إسرائيل وبحب الدولة الوطنية


المزيد.....




- ضغوط أميركية لتغيير نظام جنوب أفريقيا… فما مصير الدعوى في ال ...
- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - هنا القاهرة 30