أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - عبدالرحمن النعيمي - المجتمع أمام إرهاب الدولة














المزيد.....

المجتمع أمام إرهاب الدولة


عبدالرحمن النعيمي

الحوار المتمدن-العدد: 1180 - 2005 / 4 / 27 - 11:50
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


لا حديث في الوسط السياسي البحريني ومؤسسات المجتمع المدني هذه الأيام سوى مشروع قانون مكافحة الإرهاب الذي قدمته الحكومة بصفة مستعجلة إلى المجلس الوطني حيث نشطت الجمعيات السياسية والفعاليات القانونية والمؤتمرات والاجتماعات الواسعة وأخذ الناس يستعيدون ذكريات السبعينيات من القرن المنصرم عندما تقدمت الحكومة بمشروع قانون تدابير أمن الدولة، فحلت المجلس الوطني لاحقاً، وأقامت أمن الدولة على حساب أمن المجتمع وأفراده، وكانت النتائج كارثية.

في تلك الأيام أرادت الحكومة أن تلعب على وتر الكتل النيابية المتصارعة حيث أوحت للكتلة الدينية بأن القانون يستهدف قوى اليسار عموماً، وبالتالي لابد أن تقف الكتلة إلى جانب الحكومة، إلا أن الكتلة الدينية أدركت بحسها الشعبي أن القانون موجه ضد الجميع، وأن من مصلحة المجتمع بأكمله وفي كل المواقع الوقوف ضده وإسقاطه، وعدم اسباغ آية شرعية عليه، مما دفع الحكومة إلى حل المجلس وتعليق أبرز مواد الدستور العقدي، والتصدي لكل قوى المجتمع متسلحة بالنفط وعائداته التي تزايدت بدرجة كبيرة مكنتها من تكميم الكثير من الأفواه في تلك الفترة، لكنها برهنت على أنها معادية للديمقراطية والمشاركة الشعبية الحقيقية.

ولكن الوضع يختلف بعض الشيء بعد مرور ثلاثين عاماً على تلك الأيام، حيث الأجواء العالمية ضاغطة باتجاه المزيد من الحريات الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان ضمن معايير دولية تتخذها أعلى مؤسسات دولية كهيئة الأمم المتحدة ولجانها المتعلقة بالحقوق الأساسية، بالاضافة إلى الأضواء الكشافة المسلطة على المنطقة برمتها تراقب كل حركة من حركات هذه الأنظمة، هذا من ناحية ومن الناحية الداخلية، فإن الحكومة التي دشنت الاصلاحات السياسية والانفراج الكبير في مطلع عام 2001، وأصدرت الدستور الجديد في العام اللاحق، الذي فصل مجلساً وطنياً على مقاسها، لم تكن تتصور أنها ستصل في يوم من الأيام إلى إصدار مثل هذا القانون، كما أنها لم تكن تتصور أنها ستجد نفسها مجبرة على رفض الحوار مع القوى السياسية كما فعلت عام 1974، بحكم الضوابط والموانع المتعددة التي تضمنها الدستور الجديد. لكنها وجدت بعد سنتين من نشاط المعارضة الدستورية، التي حشرتها في زاوية ضيقة بعد المؤتمر الدستوري الثاني الذي أكد أن الاصلاح السياسي هو في جوهره إصلاح دستوري، وحيث ان السلطة قد تراجعت دستوريا إلى مسافات بعيدة، فإن الإصلاح السياسي قد تراجع مسافات كثيرة، وإذا كانت السلطة تراهن على المؤسسات التي أقامتها لاسباغ الشرعية على القوانين التي تعدها سلفاً، فإن المعارضة قد استخدمت سلاح الحركة الشعبية ومؤسسات المجتمع المدني والضغوطات الشعبية المتعددة الأشكال لإفشال المشاريع التي تطرحها السلطة بين الفترة والأخرى أو تعريتها وتقديم البدائل عنها كما فعلت مع قانون الجمعيات السياسية الذي حشدت له كل الجمعيات السياسية وقدمت جمعية العمل الوطني الديمقراطي كطرف أساسي في التحالف الدستوري مشروع قانون التنظيمات السياسية المتعارض كلية مع جوهر مشروع السلطة للجمعيات السياسية، بالإضافة إلى العريضة الدستورية التي وقع عليها قرابة 75 ألف مواطن يطالبون الحكم بالدخول في حوار مع المعارضة لإجراء التعديلات الدستورية المطلوبة، فرفض الحكم تسلم العريضة، في الوقت الذي يردد ليل نهار أن مجالس الحكم مفتوح أمام المواطنين.

وحيث اتخذت المؤتمر الدستور الثاني قراراً بالتحرك الشعبي وباشر خطواتها الأولى في المسيرة الشعبية يوم 25 مارس في منطقة سترة ليكون بداية التحرك الشعبي الضاغط والمتناغم مع التحرك السياسي الداخلي والخارجي لإقناع النظام بأن الدستور الذي قدمه صبيحة الرابع عشر من فبراير لا يمكن قبوله في مرحلة الديمقراطية وحقوق الإنسان المتصاعدة في المنطقة العربية، وأن عليه ان يدخل في حوار مع القوى السياسية المتوافق حول التعديلات التي يجب ادخالها على الدستور الجديد بما يدفع العملية السياسية إلى الأمام، أو يجد الحكم نفسه محشوراً في مجلسه «الوطني»، متقبلا التبريكات المؤقتة من زعماء الغرب الذين يريدون الحركة الإصلاحية الرسمية البحرينية متوافقة مع ما تفرزه ضغوطاتهم على دول المجلس الأخرى في الإصلاحات التي يجب ادخالها على نظمهم السياسية التي يراها الغرب عموما وواشنطن خصوصا، بأنها خارج العصر وخارج كل شروط الانخراط في برامج العولمة، الاقتصادية والسياسية وسواها، بإيجابياتها وسلبياتها في الظرف الراهن.

وبالرغم من وعي الجميع للعبة السلطة، وكون المشروع إفرازا للاحتقان الداخلي المتصاعد لدى الحرس القديم من النمو الكبير للمعارضة لمشروعه، فقد أرادت السلطة إعادة اللعبة نفسها ولكن هذه المرة مع التيار السلفي، سواء المتمثل في المجلس أو خارجه، حيث تريد التأكيد أن الآخرين «التحالف الدستوري» لديهم أجندات خارجية أو خاصة أو سرية تتعارض ومصلحة الوطن «أي مصلحة النظام» ومن مصلحة التيار السلفي أو الاخوان المسلمين الوقوف الى جانب الحكم «وترديد الوقوف إلى جانب المشروع الإصلاحي» وبالتالي مع هذا القانون وتمريره في الغرفتين ليتم التصديق عليه من قبل المالك باعتباره قانونا ارتضاه مجلسا يعبر عن «الشعب».

من هنا يتوجب على القوى السياسية والمجتمعية إدراك اللعبة الأساسية وإفشالها، والدخول في حوار حول هذه الموضوعات إذا لم يكن ممكناً الدخول في حوار وطني شامل، فإفشال هذا القانون تعبير عن وعي شعبي وسياسي متزايد في البحرين، رغم قناعتنا بأن قوى الضغط الخاجي مدركة مخاطر هذا القانون على العملية الإصلاحية التي تريدها نموذجاً لدول المنطقة، لكنها تراقب الموقف مدركة العلاقات الوثيقة بين القوى السلفية وقوى متنفذة في النظام ترى أن التقدم إلى الأمام بالاتجاه الديمقراطي الصحيح يعني بالضرورة أن تخسر الكثير من المواقع، وهذا ما يفسر تقلبها في المواقف السياسية والمنعطفات المفصلية التي تمر بها البلاد، ما بين الأمريكان والسلف!!



#عبدالرحمن_النعيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منتدى من أجل المستقبل
- من يستطيع تخفيف الاحتقان الطائفي في البحرين ؟
- قمة لتحصين البيت العربي أم للتطبيع مع العدو
- هموم الناس، وسط الحديث عن الإصلاح الاقتصادي
- الاصلاح الاقتصادي والذكرى الاربعين لانتفاضة مارس
- البعد الاقتصادي في الاصلاح الشامل
- كيف نصحح مسار الجدار الدستوري العازل؟
- اصلاح المنظومة الاعلامية كجزء من الاصلاح الشامل
- الاصلاح والتجاذبات بين القوى المتصارعة
- مكافحة الفساد وحقوق الانسان ومجلس التعاون الخليجي!!
- معركة الفلوجة ومدلولات حرب الابادة الاميركية في العراق
- مسؤولية الحركة السياسية ورجال الدين والقيادة السياسية والموا ...
- ولي عهد البحرين يعلق جسر الإنذار
- مؤسسات المجتمع المدني ومساهماتها في صنع القرار
- مساهمة في الحوار حول تحرير سوق العمل
- خطط لتحرير سوق العمل في البحرين
- هل يشعل البحر إشكالية جديدة في البحرين؟
- عائدات النفط المتصاعدة وترابطها مع الإصلاح السياسي
- معتقلو دول مجلس التعاون في الأجندة الأمريكية
- الإعلام ودوره في مرحلة الإصلاح والحوار الوطني


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - عبدالرحمن النعيمي - المجتمع أمام إرهاب الدولة