أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - سائق اللصوص الشريف!














المزيد.....

سائق اللصوص الشريف!


عبد المجيد إسماعيل الشهاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4106 - 2013 / 5 / 28 - 00:56
المحور: كتابات ساخرة
    


هو مثل هذا الشخص الذي يسوق بمجموعة من اللصوص إلى حيث مقصدهم الإجرامي لكنه لا يتحصل منهم على أي نصيب من عائد سرقتهم ولا يأخذ سوى أجره العادل المعتاد كما من أي توصيلة أخرى. هو ربما يعلم بالمقاصد الإجرامية سواء المعلنة أو المضمرة في نفوس الذين يقلهم في سيارته، لكنه في الوقت نفسه غير معنى بما يدور في ضمائرهم وغير متورط في أفعالهم الإجرامية- مجرد يؤدي عمله بإتقان وحرفية وأمانة وإخلاص يرتاح له ضميره. دوره، كما قد يظن في قرار نفسه، يبدأ وينتهي داخل حدود عمله المحددة بشكل واضح وقاطع، دون أي يتحمل أي مسؤولية على الإطلاق عن أعمال أي من الآخرين بصحبته. رجاء قبل أن توجه له أي اتهام بالتواطؤ، اسأله أولاً عن ماذا فعل هو نفسه تحديداً وأين أخطأ. لا تحمله أوزار أخطاء الآخرين، حتى لو كانوا ملاصقين له. في العادة، هو لا يخطئ قاصداً متعمداً. هو مجرد قائد محترف وأمين، على أتم الاستعداد لتوصيلك إلى حيث تريد أنت شخصياً مثلما يفعل مع كل الآخرين دون استثناء أو تمييز- حتى لو صادف كونهم مجرمين. ما ذنبه؟!

رغم عدم تورط مثل هذا السائق الشريف قاصداً متعمداً في الجرم ذاته، لا شك أن هو بفضل خبرته وكفاءته المشهود لها في القيادة قد أسهم بشكل ملموس ومباشر في إنجاز العملية بنجاح؛ هو قد دل بالفعل شلة اللصوص معه على الطريق الصحيح وسهل لهم الوصول إلى حيث سرقتهم، علاوة على إمكانية الاستفادة من مهارته وبراعته المثبتة في الإفلات من أي رقابة أو ملاحقة أمنية محتملة. لكن رغم كل ذلك، هو لا يزال مجرد قائد سيارة ماهر ينفذ التعليمات: شمال، يمن؛ أسرع، توقف. هو لا يسأل أبداً لماذا شمال أو يمين، لماذا أسرع أو توقف. هذه هي أوامر الجماعة، التي في جميع الأحوال سوف تتحمل المسؤولية الكاملة عن العواقب. هو مجرد مهني مرتزق، ليس صاحب خطة أو مشروع أو طموح شخصي. رغم مشاركته الفعلية في عملية السرقة وسط- وأحياناً في صدارة- جميع أفراد العصابة الآخرين، هو لا يزال لم يرتكب شخصياً أي فعل إجرامي على الإطلاق، ولم يتقاضى مليماً واحداً أكثر مما يتقاضى من أي توصيلة أخرى. بالتأكيد هو سائق شريف، لكن هو أيضاً يسوق بجماعة من اللصوص- وهو يعلم!

سائق اللصوص الشريف بطل هذا المقال هو السيد جمال جبريل، أستاذ القانون الدستوري ورئيس قسم القانون العام بكلية الحقوق جامعة حلوان الذي شغل منصب رئيس لجنة نظام الحكم باللجنة التأسيسية لوضع مشروع الدستور المصري 2012. هذا الرجل كلما استمعت إليه عبر الفضائيات وجدته لا يجبن أبداً في أي لقاء عن ذكر أي من المثالب الواضحة في الدستور الذي شارك بنفسه في وضعه. لكن مثل هذه الأمانة والصراحة والصدقية النادرة وشبه المنعدمة وسط أعضاء جماعة الإخوان المسلمين الحاكمة الآن وأغلب المتعاونين معها تصدر دائماً على قاعدة سائق اللصوص الشريف. ’هذا هو تحديداً ما قد فعلته، وهذا هو رأيي الشخصي، اذكر لي ما الخطأ فيه. أما هذا الخطأ أو ذاك، اسأل عنه صاحبه، لا تسألني‘، حسب ما قد يجيب اتهامات السائل له في أي مناسبة. هو في أغلب الأحيان محق تماماً فيما يقول. هو حقاً- بصفة شخصية- لم يخطئ. لكن هو في الوقت نفسه يجلس وسط آخرين معه قد أخطئوا. علاوة على ذلك، هو يعلم بخطئهم، ورغم ذلك يستمر في الجلوس معهم وإعانتهم على خطئهم!

في الواقع، ربما يكون السيد جبريل قد أسهم بالفعل ببعض من أنصع وأرقى المواد والنصوص الدستورية، لكن ماذا لو كانت النية المبيتة من الدستور مجملاً أشبه بعملية سرقة دولة كاملة، وكان الدستور مجرد الخطة المرسومة بليل لذلك الغرض غير النبيل؟! بماذا يفيد الجسم الممشوق إذا كان القلب لا ينبض أصلاً، إلا كمرتع للديدان والثعابين؟!



#عبد_المجيد_إسماعيل_الشهاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذا كلام الله مش كلامي
- الدين الخارج عن القانون
- في العقلية الخرفانية
- إسلام بالقسوة
- إيران الإسلامية في سوريا العلمانية
- مصر- بلد .....
- صناعة العبيد
- عودة عمرو
- صناعة الأديان
- السيسي بونابرت
- عبدة الشياطين
- في البحث عن صهيوني عربي
- أنا بكره إسرائيل وبحب الدولة الوطنية
- في حب إسرائيل
- إيران القنبلة النووية
- مصر تحت الاحتلال
- للزوجة نصف ثروة الرجل
- الإسلام السياسي في ميزان السياسة الدولية (4- تركيا)
- بين القانون والقرآن والسلطان
- الإسلام السياسي في ميزان السياسة الدولية (3- قطر)


المزيد.....




- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - سائق اللصوص الشريف!