أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم الموسوي - وصمة عار لا تمحى














المزيد.....

وصمة عار لا تمحى


كاظم الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 4104 - 2013 / 5 / 26 - 13:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وصمة عار لا تمحى، هذا عنوان افتتاحية جريدة الغارديان البريطانية (30 نيسان/ أبريل 2013) حول معتقل غوانتانامو ونكث رئيس الادارة الامريكية باراك اوباما للوعد الذي طرحه حول اغلاق المعتقل ومحاكمة المعتقلين فيه في محاكم مدنية امريكية. ومنذ اقرار المعتقل والفضائح تتوالى. صار المعتقل مثالا للتعذيب والعزل وانتهاك حقوق الانسان. وتحوّل الى عنوان للولايات المتحدة بديلا عن نصب الحرية الذي اشتهرت به، رغم كونه خارج اراضيها. يتذكر اسمه الان نموذجا للعذاب البشري في القرن الواحد والعشرين، تديره ادارة الولايات المتحدة، التي تزعم اكثر من غيرها في تحسين صورتها امام الراي العام العالمي، وتدين غيرها من الدول بشدة في تقارير اجهزتها عن انتهاكات حقوق الانسان. وترد عليها حتى الدول المعروفة بسجلاتها في الانتهاكات والتعذيب باسمه مكتفية به فضحا لتناقض اتهاماتها ووقائع المعتقل القاسية. بات مضرب المثل. وجاء تذكره الان بعد وعد جديد للرئيس اوباما. خلال السنوات الاربع الاولى من حكمه لم تتغير صورته ولا سمعته ولا ما يتسرب منه. فما زال فيه 166 معتقلا للسنوات الطوال التي قضوها فيه دون محاكمة قانونية وحقوق مشروعة. وتحولت قضيتهم بجوانبها الانسانية الى سؤال وسائل الاعلام التي اشارت لها، ومنها افتتاحية الغارديان.، واستفسارات منظمات حقوق الانسان ومناشداتهم الى احترام اتفاقيات جنيف حول الاسرى، والاسراع في محاكمة المتهمين المعتقلين فيه في محاكم مدنية امريكية.
كتبت الغارديان إن" دولة تعتقل أشخاصا دون توجيه اتهام، لأنها تعرف أن أية اتهامات سوف تسقط أمام أية محكمة طبيعية، ليست مختلفة في سلوكها تجاه هؤلاء المعتقلين، عن الديكتاتوريات التي تحتقر حكم القانون". وهي بذلك تهاجم سياسات الولايات المتحدة وبريطانيا وحلفاءهما في الاستمرار في سياساتها في الانتهاكات الصارخة والممارسات الوحشية وتشجيع غيرهما ايضا في ممارسة ما يقومون به من انتهاكات، سواء في غوانتانامو او غيره. يشاركهما الكونغرس الامريكي الذي يتشاكس مع الادارة في حجز توفير التكاليف وفرص المحاكمة، ويتغافل عن سوء المعاملة واستمرار هؤلاء المعتقلين في السجن الامريكي دون محاكمة. كما تفعل بريطانيا ازاء مواطن لها يطالب باطلاق سراحه ومقاضاتها بالتشهير به. وزاد الامر اضطرابا اعلان المعتقلين في غوانتانامو الاضراب عن الطعام احتجاجا على بقائهم طويلا في السجن في ظروف لم تعد محتملة.
ما تسربه وسائل الاعلام عن السجن ومعاناة السجناء تضيف لما كتب فظائع اخرى وفضائح جديدة تدين الولايات المتحدة الامريكية وتقارير وزاراتها وسمعتها في العالم. كشفت شهادات مسربة من غوانتانامو عن معاناة السجناء فيه في تقرير خاص أعده تيري جودو لصحيفة الغارديان (6 مايو/ أيار 2013)، بعنوان "داخل غوانتانامو". كتب جودو إن سجن غوانتانامو يعتبر أزمة كبيرة في تاريخ مراكز الاعتقال، مضيفاً "يضرب العديد من السجناء عن الطعام إحتجاجاً على أوضاعهم اللاإنسانية ". واشار جودو "إستطعنا تسريب شهادات لبعض المعتقلين الذي وصفوا أوضاعهم داخل سجن غوانتانامو، ومعاناتهم خلال إضرابهم عن الطعام"، موضحاً "أن الشهادات التي حصلت عليها أخيرا، تؤكد أن نحو مئة سجين في غوانتانامو يقبعون في زنازين اسمنتية وينامون على الأرض، كما أنهم جردوا من ممتلكاتهم الخاصة وليس لديهم الحد الأدنى الأساسي للحياة مثل الفراش أو الصابون، كما ان سجانيهم عادة ما يدقون على أبواب زنازينهم ويأمرونهم إما بتحريك أيديهم أو أرجلهم ليتأكدوا من أنهم ما زالوا على قيد الحياة". ونقل التقرير عن السجين الكويتي فايز الكنداري قوله "يجبر نحو 23 من السجناء المضربين عن الطعام على تناول الطعام بالقوة عن طريق الأنف مرتين في اليوم، وعادة ما تقيد أيديهم وأرجلهم الى الكراسي التي يجلسون عليها"، "إنه إجراء بشع حيث يتقيأ العديد من السجناء كما تنساب الدماء من أنوفه ."وأضاف الكنداري "لا يسمحون لنا العيش بسلام، ولا الموت بسلام"، مشيراً الى أن "حالة نحو 4 من السجناء المضربين عن الطعام الصحية حرجة ".والكنداري يقبع في سجن غوانتانامو منذ 11 عاماً دون محاكمة (لماذا لا تطالب حكومته به، ولم يطلق سراحه لحد الان؟). من جهته، قال السجين أمير (44 عاما) عن طريق محاميه "من الممكن أن أموت هنا في غوانتانامو، ولا أتمنى ذلك، وفي حال مت هنا، أرجوك أبلغ أطفالي أنني أحبهم أكثر من أي شيء آخر، إلا أنني أردت الاحتجاج على مبدأ يقضي بعدم إحتجاز الأفراد من دون محاكمة، خصوصا إذا تمت تبرئتهم وحكم عليهم بالإفراج.". ووصف السجين المغربي يونس شيكوري كيف ينام على أرضية من الإسمنت وكيف يستخدم حذاءه وسادة ينام عليها، فضلاً عن أن التبريد في الغرفة يكون باردا جدا، وكيف يعمل السجانون على إيقاظهم ليلا للاستحمام"، مشيرا الى أنهم "يعاملون كالحيوانات". هل بعد هذه الشهادات حاجة الى وثائق ادانة اخرى؟. رسائل معلنة تفضح المعتقل وجلاديه والادارة الامريكية وحلفاءها الذين لا يمكنهم الانكار والتنكر لها. وهذا الاضراب احتجاج آخر معلن ايضا لا يمكن صم الاذان عنه. ان وعد الرئيس الامريكي الثاني لاغلاق المعتقل غير كاف. اذ ان ما يجري فيه الان يعد انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان والمواثيق التي صادقت عليها الادارة الامريكية، خصوصا اتفاقيات جنيف، والتي من ضمنها منع تصوير الاسرى وتعريضهم للتشهير او للتمثيل كعبرة لغيرهم، منذ بدايات اعتقال الاسرى، ومنع وسائل الاعلام عن نشر الانتهاكات الصارخة ضدهم، وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، قد اعلنت في 22 كانون الثاني/ يناير 2002، أن الولايات المتحدة خرقت اتفاقية جنيف الخاصة بمعاملة الأسرى، الذين تحتجزهم في غوانتانامو. وتوالت الشهادات من المنظمات الحقوقية الدولية في الاتجاه نفسه. فضلا عما تحاول وسائل الاعلام العالمية من نشر ما يصلها او تتمكن منه من انتهاكات يومية يتعرض لها المعتقلون من المحققين والحراس وطبيعة المعتقل وابنيته التي تفاقم في معاناتهم.



#كاظم_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاول من ايار.. عربيا
- عشر سنوات.. الانسان موقف
- عشر سنوات.. والعراق جريح
- بعد عامين.. الى اين؟
- قمة تقسيم العالم العربي
- عدم الانحياز وحكم القانون
- الوحدة الوطنية صمام الاستقرار
- غائب وغالب
- صراع القهر وعبد الصبور
- إدريس والعالم
- تنوير العقل عبر ثقب إبرة
- يتكلمون بغير ألسنتهم..!
- الشاعر عبد الوهاب البياتي
- حدود مستباحة
- أمريكا: كشف المستور
- غائب طعمة فرمان... روائيا
- بعد كل تلك السنوات العجاف
- محاكمة بوش وإدارته، درس ضروري
- في رحاب الجواهري
- صراع الإرادات في المشهد السياسي العربي


المزيد.....




- الانتخابات الأوروبية في مرمى نيران التدخل الأجنبي المستمر
- أمريكا كانت على علم بالمقترح الذي وافقت عليه حماس.. هل تم -ا ...
- اتحاد القبائل العربية في سيناء.. بيان الاتحاد حول رفح يثير ج ...
- لماذا تشترط واشنطن على الرياض التطبيع مع إسرائيل قبل توقيع م ...
- -الولايات المتحدة تفعل بالضبط ما تطلب من إسرائيل ألا تفعله-- ...
- بعد قرنين.. سيمفونية بيتهوفن التاسعة تعرض بصيغتها الأصلية في ...
- السفارة الروسية: قرار برلين بحظر رفع الأعلام الروسية يومي 8 ...
- قديروف: لا يوجد بديل لبوتين في روسيا
- وزير إسرائيلي يطالب باحتلال رفح والاستحواذ الكامل على محور ف ...
- مسؤول في حماس: محادثات القاهرة -فرصة أخيرة- لإسرائيل لاستعاد ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم الموسوي - وصمة عار لا تمحى