أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فواز قادري - صمود














المزيد.....

صمود


فواز قادري

الحوار المتمدن-العدد: 4104 - 2013 / 5 / 26 - 08:07
المحور: الادب والفن
    


معجزة وراء معجزة، صمود يتتالى، من أقصى الروح إلى أقصى الحياة. لا مكان للرثاء، الجرح أكبر من الكلام والقصائد، الجرح نهر لا يعرف إلى أين امتدّت ضفّتاه؟ الكلام خاسر والقصائد، الوصف يتلفّع بكلمات قصيرة الثياب، ويشمخ عالياً فعل الصمود. الروح الشعبيّة لا يمكن حصارها، أثبتت المدن السوريّ في الثورة، صحّة هذه المقولة، بشكل ليس قابلاً للالتباس. من درعا جنوباً، من داريا إلى حمص التي في قلب القلب، من عشرات القرى والمدن، إلى ابنة الفرات التي يركع لها الشموخ، ديرالزور، أثبت الدم السوري جدارته بمعنى الحريّة العميق.

القصير ملحمة الصمود التي لن تتيح لك أن تتعلم منها شيء يا "حسن نصر الله"! ملحمة وليست نزهة لعارك الطائفيّ الذي غلّفْته بقشرة المقاومة السطحيّة الرقيقة! الملحمة التي عرّتك كما تفعل العاصفة برجل من قشّ، لهذا لن تستفيد من صمود القصير بوجه كلابك لتتعلّم، لم يعد لديك ما يغطّي عورتك الطائفيّة، وتجارة "المقاومة والممانعة" أصبحت مكشوفة ولم تعد قابلة للتسويق، مادام دربك إلى فلسطين " كما ادعيت مراراً" صار يمرّ على أشلاء أطفال ونساء القصير.

امرأة من القصير الصامدة على قناة "الجزيرة" تصرخ: حسن نصرة الله جاي يقتلنا.. هاد الي كنّا حاطين صوره في بيوتنا جاي يقتلنا!!! حزب الله عم يقتل نسوان واولاد هيك ماتو الجيران!!

هل بالإمكان إضافة شيء على ما قالته امرأة من القصير "لسيد المقاومة" الكاذب؟ أنا لا أستطيع إضافة كلمة واحدة على ما سمعتُه!!!

"القصير" منقول عن الفيس بوك:

"القصير تحترق و تتدمر بالكامل مئات القذائف و الصواريخ بكافة اشكالها تسقط على المدينة .
مجازر الان ترتكب في المدينة عدد الشهداء يزيد عن 25 شهيد و عشرات الجرحى اغلبهم من المسنيين وكبار السن و العدد قابل للزيادة بسبب استمرار القصف العنيف و المكثف على المدينة".
هذه أحد "انتصارات" جرائم الأجير "المقاوم" حسن نصر الله التي تُرتكب في القصير. للعلم القصير محاصرة من أسابيع، ومن كل الاتجاهات، والقصف بكلّ أنواع الأسلحة مروراً بطائرات الممانع التي لا تترك فرصة لأطفال القصير أن يناموا على حلم بلا قصف رحيم! ولم يستطع مرتزقة النظام "الممانع" ومرتزقة الطائفي "المقاوم" الدخول إلى قلب القصير الذي ينبض بآلاف الأطفال والنساء والمسنين المحاصرين وهذا المذكور في الأعلى، ليس إلا مجزرة واحدة من المجازر التي ترتكب في القصير، مثلما تُرتكب في كلّ مكان من سورية!

سيّد "مقاومة" قتل السوريين بصفاقة يخجل منهل أعتى المجرمين، ظهربكلّ شكله الطائفي البشع، في خطابه الأخير المهزوز، ولم يعد لديه ما يخجل منه، (هذا إذا كان يعرف الخجل أصلاً!) لن يستطيع أن يفهم كيف تصمد القصير بوجه مرتزقته المسلّحين بكلّ عتاد "المقاومة" الثقيل، إلى جانب طائرات "الغلام الأجير الآخر" الذي يؤجّل الردّ على أربابه في "إسرائيل" إلى يوم القيامة، لن يفهم حتى لو كان يعرف ما سأكتبه تالياً:
اتصلت بنا إحدى الصديقات السوريات من تركيا التي كانت تتابع حالة ابنها هناك، ابنها الذي ينطبق عليه مقولة خالد بن الوليد: " لم يبق في جسدي مكان (لشظيّة) أو لطعنة رمح" ابنها الذي اصبح شبه مقعد والذي أمّنت له "الرابطة السورية الالمانية" في فرانكفورت دعوة إلى ألمانيا من العلاج، اتصلت أمّه بنا، ليس من أجل أن نتابع حالته التي تحتاج إلى عناية خاصة، اتصلت من أجل إقناعه أن لا يعود "عبود" إلى الداخل في حال تحسّن وضعه الصحّي، بسبب إصابته في العمود الفقري، عبود يصر على أن رفاقه يحتاجونه في دير الزور، وهو لا يستطيع أن يخذلهم ولن يجلس ويسمع أخبارهم من بعيد!

لو يعرف حسن نصر الله أن من يقاتلهم في القصير، لا يختلفون عن عبود بشيء، وهناك في سورية آلاف الأشخاص الذين يشبهون عبود، لبقي مرتدياً قناع المقاومة العتيق وصمت!



سيقبل منك غناءك محراب الفرات
حين تتجه عيناك خاشعتين إلى القصير.

تتقاسم قلبي والقصائدَ البلادُ
بطين في الفرات وبطين في القصير
أذين هنا وصمّام هناك
الشهيق محتار والزفير
كيف يُرمّمان وريدي المعطوب؟
وتصعد مع النبض إلى أعالي الدم.

لم تكن يدا القصير مرفوعتين براية بيضاء
هذا شعاع أرواح أطفالها الصاعدة
لم يكن الخوف من يأخذ قلبي
وليس حزناً من قلّبني على رماحه
هذه حصة دراسيّة في مدرسة الخلود
والتاريخ التلميذ الوحيد الذي يجلس عاقلاً
ويتعلّم درس الصمود في الصف.



#فواز_قادري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الذي يحدث ليس قابلاً للتصديق!
- هذه سوريتنا يا أولاد الضّباع.
- يحقّ لها أيضاً أن ترتاح الجسور
- رسائل
- أحوال عينيكِ هذا المساء
- زيد الرحباني طلع فالصو يا محمود.
- أمكنة
- كيف ستكون ذاكرتنا القادمة؟
- لا تشبهني هذه القصيدة تماماً
- وجوه
- ماذا بعد؟
- أيّها العيد، قف على باب قلبها.
- قصيدة -استشراف- والثورة السورية بعد عشرين عاماً
- تغريبة السوريين
- غبار الأصدقاء.. غبار المدن
- على وسادتها ينام التاريخ قلقاً
- ميونيخ بيضاء بلا قطرة دم واحد.
- امرأة ورجل وثلاثة أطفال
- نساء سوريّات في الثورة
- كن رحيماً أيّها الثلج الوسيم.


المزيد.....




- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فواز قادري - صمود