غسان صابور
الحوار المتمدن-العدد: 4099 - 2013 / 5 / 21 - 14:17
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بـعـد مـقـال الـبارحـة... تــتــمــة...
إثر مقالي الذي نشر قبل ظهر الـبـارحــة بالحوار المتمدن, بعد أن أربكني وأربك المشرفين على النشر بالحوار, بين نشر وعدم نشر, وطلب تغيير عنوان, وأخيرا نشر بعنوان :
مــاشـي الحال... كلو تمام يا خالتي...
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=360193
وردتني عدة رسائل من أصدقاء مختلفين.. الكترونية وهواتف تتساءل من هو هذا الصديق ــ الكاتب السوري الذي وجهت له المقال ـ الرسالة... حتى أن قليلا منهم تمكن من تحديد اسم هذا الشخص الذي محوته كليا من المقال, ولكنني أعطيت عنه بعض الإشارات. وكم كنت أتمنى أن يتصل بي صديقي هذا الذي كتبت عنه. وخاصة أنه يتمكن من قراءة موقع الحوار, حين يشاء, رغم صعوبة الاطلاع عليه في سوريا نظرا لحجبه. وحيث أنه عند صديقي كل الامكانيات للاطلاع على ما يشاء, والمشاركة في وسائل الإعلام الالكتروني وغيره, لأنه مبدأيا عاطل عن العمل في سوريا, رغم خبرته وتقنياته الإعلامية التي يملكها, و قدرة كتابية مميزة كاملة تعود إلى أكثر من عشرين سنة, في مجالات الإعلام العالمي.. وأنا على ثقة أنه يتابع نشاطه الإعلامي داعما الجيش السوري والسلطة السورية والشعب السوري والـوطـن الـــســوري en free-lance ولو بمجانية كاملة, على ما اعتقد. لأن خبيرا مثله لا يمكنه الصمت وممارسة الكبت فترة طويلة... ولقد رأينا على صفحات التواصل الاجتماعي الالكتروني وصفه للجيش السوري في (معركة) مدينة القصير, كأنه الانتصار الأسمى في معركة الــمــعــارك!!!....
لا أريد إعادة ملاحظاتي عن هذا الصديق المخضرم, ورغم ابتعاده كليا عن أي منبر أو وظيفة أو مسؤولية رسمية أو شبه رسمية, أو حتى نصف مسؤولية.. فهو يتفوق بالوصف عن انتصارات الجيش السوري بمدينة القصير.. عن جميع وسائل الإعلام السورية الرسمية.. كأننا في قلب معركة ستالينغراد في الحرب العالمية الثانية.. وانتصاراتها التاريخية..
أنا لا أريد انتقاد نوعية هذه الانتصارات ومداخلها ومخارجها, وليست لي أية معرفة بالاستراتيجية العسكرية أو حرب الشوارع.. أو حرب العصابات.. ولكن سموها ما شئتم... إنها حرب في قلب سوريا ومدنها وقراها... وأضيف طرقها ومواصلاتها.. حتى أن بعض الشوارع الرئيسية في بعض المدن وبعض القرى.. نصفها الأول تسيطر عليه قوات الجيش النظامي.. ونصفها الآخر تسيطر عليه تشكيلات من جبهة النصرة أو غيرهم من المحاربين الإسلاميين الغرباء...كما روى لي مواطن سوري , مسافر مهاجر هارب شاهد عيان... ولا يمكنني أن أصفق لأي انتصار.. طالما أنه حصل بتهديم وتفجير بنى تحتية وفوقية حساسة, وآلاف القتلى من السوريين, مدنيين كانوا أو عسكريين... ولا يمكنني أن أهلل وأرفع أعلام النصر.. ولا أقبل من الجهة المقابلة المقاتلة صراخات انتصارها كلما احتلت بيتا واحتجزت أهاليه, وتكبيراتها الله أكبر... لأنها لم تناصر.. ولن تنتصر.. ولم تكبر.. وأن الله ــ مهما كان شكله وكانت إرادته ــ براء منها ومن فظائعها...ولا من أمثال المحاكم الشرعية التي تصورها في مدينة سراقب.. حيث تنفذ جبهة النصرة هذه مع حلفائها أحكام الجلد ببعض المواطنين الضعفاء, لأنهم لم يطبقوا الشريعة الإسلامية الأولية بحذافيرها.. حسب رؤيتهم المتخلفة المرعبة... والتي لم يعرج عليها صديقي الكاتب, إهمالا أو لضيق وقته, نظرا لانشغالاته كليا بالانتصارات الرسمية فــقــط... وهي واسعة وهامة... هذه الأيام.. أكثر من المآسي التي يعانيها السوريون في المناطق التي ما زال يحتلها المحاربون الإسلاميون الغرباء..........
بكل هذه المعارك داخل الأرض السورية.. الرابح الوحيد, هي دولة إسرائيل. لآنها آمنة مطمئنة. وما من أحد يسائلها عما تفعل بالمسجد الأقصى ولا بكنيسة القيامة, ولا بالأذى الذي تلحقه بأخوتنا الفلسطينيين, ولا بحركاتها التوسعية الاستيطانية في الجولان السوري وعلى الأراضي الفلسطينية المحتلة, ولا القوانين التعسفية النازية التي تفرضها على الفلسطينيين الذين يعيشون في الباندوستانات المسورة المجنزرة اللاإنسانية...
*************
أكرر مرة أخرى بأنني لا اؤمن بأي انتصار, طالما بقي مقاتل غريب واحد على الأرض السورية... وطالما البلد مهدم مجزأ... وما زالت ترفع على بعض أزقته أعلام سوداء أو أعلام غير العلم السوري الرسمي, المسجل حسب القوانين الدستورية فوق البرلمان السوري وفي المحافل والمنظمات الأممية... ما عدا ما يسمى الجامعة العربية... ويا لزيف وخطأ وعدم صحة التسمية بهذه الأيام التاريخية الحزينة الهزيلة.
ولو بقي صديقي وألف كاتب مثله يرفعون أعلام الانتصار... سوف أحافظ على تشاؤمي الإيجابي, بانتظار عودة إعمار هذا البلد الجميل, إن بقي موحدا, وعودة المهجرين إلى بيوتهم بعد إعادة بنائها أحلى وأوسع وأجمل... وأن نستطيع حينها بناء نظام جديد علماني حقيقي كامل, في بلد حــر ديمقراطي آمـن موحد.. يعيش فيه كل السوريين بــتــآخ ومساواة كاملة. وخاصة المساواة القانونية الكاملة ــ دون أي تردد ـ بين المرأة السورية والرجل الإنسان... يعني الإنسان السوري!!!......
حينها... أصرخ... وأغني... وأطبل.. وأدبك.. وأفرح.. أبكي... وأصرخ وأبكي فرحا... وأصرخ أن سـوريا عادت لسوريا... لا يتدخل بشؤونها أحد.. ولا يفرض عليها ديكتات أحد...
حينها يستحق صديقي الكاتب حتى منصب وزير الإعلام.. إن احتاجت البلد حينها وزارة إعلام.. لأنه في البلاد الديمقراطية لا توجد وزارة إعلام. لأن الإعلام الحر ليس بحاجة لأية وزارة.. ولا لأي وزير أو رقيب... أو من يحاسبها... ويكون لأية وزارة أو رئاسة مكاتب إعلامية. تخبرنا من وقت لآخر ما تريد إعلامنا عن نشاطاتها وإنجازاتها الواقعية لمصلحة الشعب... ونحن.. نحن الشعب الحر, نصدقها.. أو لا نصدقها.. وإن لم نعد نصدق ما تقول. نستطيع تغييرها... بكل ديمقراطية الانتخابات!!!...
حينها... وحينها فقط نستطيع الكتابة عن الانتصارات.. انتصار الديمقراطية والحريات الطبيعية.. لأنه أصدق الانتصارات يا صديقي الكاتب البعيد القريب.. ويا أصدقائي.. وحتى غير أصــدقــائــي!!!...
من يدري.. آمل أن يبقى وأن يكون للحديث تـتـمـة..........
بـــالانـــتـــظـــار... وحتى نلتقي...
للقارئات والقراء الأحبة كل مودتي ومحبتي وصداقتي واحترامي.. وأصدق تحية مهذبة.
غـسـان صــابــور ــ لـيـون فــرنــســا
#غسان_صابور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟