أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصيرة أحمد - انا في محنة 1














المزيد.....

انا في محنة 1


نصيرة أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4095 - 2013 / 5 / 17 - 02:27
المحور: الادب والفن
    


أنا في محنة ...نعم ..هل أدرك هذا ...انا في محنة ..كلماتي تنفلت مني على رصيف الوزارة الرمادي ..زهور وردية يافعة ..الدفلى التي تشامخ طولي وترتفع عني بضعة سنتمترات ...انا في محنة ...نعم ...هل أدرك هذا ..برد شفيفٌ يعابث خدي ,وثرثرات قديمة تتسلل من سياج البيت الاثرى في المكان الحبيب ..ورد جهنميّ اتعثّر به فيسيل دمع احمر تحت الحذاء الانيق ...دمعي اسود على الخد البارد ...أنا في محنة ..أنا في محنة ...من يقولها لي ...هل تدركُ هذا ..؟ ..قلبي خطّ ساخن بين الرصيف والرصيف المعبق بذكريات بغدادية ...ليتك تدرك هذا... أنا في محنة ...نعم ...انا...أشتعل ببؤس اليتم الهمجي في بلدي .تركته على الرصيف المقابل يهذي بمحنته ..لكنه لم يتعرف على الاجزاء التي تبعثرت مني لحظتها ..كتمت صرخة وبكاء من زمن البلاهة العثمانية ينحدر من سهول رانية ..نحو ارض السواد..تتناثر القطع السود خلفي ..مات ..مات ..انتقل الى ...رحل اى ...مضى الى .....أنا في محنة ...نعم من يصدّق هذا ...؟ هل يتراءى لك القلب الشفيف يتلوى تحت الرداء الاسود...عالم يتسّع لعينيك..لغة تثرى بالنحيب الليلي..أنا في محنة ...يأكلني ورق الامنيات البائسة على حروف لاتعرفني او تصم اذنيها عن لغتي...وانا في محنتي...نعم ...انا في محنة ...( كل يوم تنثرين حقولا للخزامى على طريقي الذي يتردد في الوصول اليك ...صحراء ..غابة من الشوك الذي يلسع دمي ...هل تدركين هذا ؟..) ..تركته ينحني لبرد يلسع حزنه بفراقي ..بضعة خطوات ..هل استعيد شيئا من حسرتي وانا انحني لعينيه الدامعتين..؟ ..انا في محنة ..هل أدرك أن انحلال عصري حان الان ...؟..لم اقلها له ..يأكلني صمت فريد على الشاطىء الاخر لنهر لااعرفه..بدأ يأكل المدن القريبة ..صخب تحت السفن الخائفة وبكاء مر لن ينتهي قريبا..وانا بين الجسر والجسر ...الشوارع المرتبكة من خوفي ..أنا في محنة ,..نعم انا في محنة .من يقل لي هذا فأكتم هذا الصراخ المدوي وانا افارق الرصيف الذي ودعته عنده ..؟ ( انتظرك على الطرف الاخر من النهر الذي يغالي بنحيبه ..عجوز بري ينتفض للمسة من البريق المفترض..انتظرك ..لاتقولي لا ..) نعم..نعم انا في محنة ..احلم بك في الليل والنهار علّك تعيد لي زمن الاحتلال الذي عاصرته توا...يهاتفني ليل جديد ,,كم تدور لحظاتي بين طرفي العاصمة التي ماعادت تدفن اولادها ..حفاة في زمن العبث الذي يتعرى كل صباح ...لن أخبرك ان الدنيا توقفت عن الدوران على الرصيف المقابل.وانا محض ترنيمة اجهلها,,بين الجدار العالي للوزارة الانيقة وحديقة الثري الذي رحل الى او انتقل الى رحمة او شؤم في اخرته او مؤخرته البليدة ....بلهاء مدينتي .تبصق دما على سعفات نخيلها وهي لاتدري ..تعيش زمن العهر الاصم..تتعرى للرائح والغادي ..وانا اكتم صرخاتها ..في ليل الارصفة المشبوهة..من يقل لي ....أنا في محنة ..يهاتفني ..ليل بليد انخر في جسده تمثالا للحب المتعالي..ليتك تدرك ان الساعة آزفة بين يديك وانا اضم عيونك بغتة ..لعلك تخفي ارادتي ..نوارس قذرة على الجرف الهلع,,من قالها مرة ..سيضمحل الحب في زمن الفقر...ثراؤك يشغلني ياوطني ..بلا جدوى ..وانا في المحنة ...استجدي لهاث الطريق البري الى وزارة انيقة ..وزهر يتنفس الكذب المر..متى استجديك ياوطني الذي تركتك توا وانا امضي بسرعة نحو الجدار المحكم.وسارية بلا علم ..( أريدكِ لي ..متى ينهار الظلام الاخير ..فتشرق شمس أخرى بسحرك النادر...)..أداري الاسلاك الشائكة بقلب تزدحم فيه الاستغاثات..من يفعل هذا الان..؟ من يدرك انني في المحنة ذاتها وانا اتسلق اشواك الغاصبين ..؟( أريدكِ لي ..كل زمن ..وبلا زمن ..عصف من الحب النادر على ارض بلهاء تتقاعس عن رفع امنيتي...)..أنا في محنة.



#نصيرة_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عناد غزوان ..المرفأ النديّ
- فيس بوك -1-
- كن معي
- زهرة حمراء..
- وجهك الصامت ...
- الفرن -2-
- الفرن-1-
- أين تكمن النهاية ؟
- صمت ..
- كأس بغداد -2-
- كأس بغداد -1-
- ذات ليلة..
- لو...
- شجرة التوت
- ستفتح بابا عليك...
- آه ....( من ذكريات البيت الكبير)
- وطني ...
- رصاصة ..
- نفترق ..
- اشتعال ....


المزيد.....




- تردد قناة بطوط كيدز الجديد 2024 على نايل سات أفلام وأغاني لل ...
- مصر.. نسرين طافش تصالح بـ-4 ملايين جنيه-
- الفنان عبد الجليل الرازم يسكن القدس وتسكنه
- أسعدى وضحكي أطفالك على القط والفار..تردد قناة توم وجيري 2024 ...
- منصة إلكترونية أردنية لدحض الرواية الإسرائيلية في الغرب.. تع ...
- “نزلها الان” تردد قناة نيمو كيدز الجديد Nemo kids 2024 لمشاه ...
- مشاهير الموضة والموسيقى والسينما.. في مهرجان ميت غالا حمل عن ...
- متحف -للنساء فقط- يتحول إلى مرحاض لـ-إبعاد الرجال-
- إيران تقيم مهرجان -أسبوع اللغة الروسية-
- مِنَ الخَاصِرَة -


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصيرة أحمد - انا في محنة 1