أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - بشَّار مجاهِداً!














المزيد.....

بشَّار مجاهِداً!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 4036 - 2013 / 3 / 19 - 10:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



من الآن وصاعداً، لا لَقَبَ له إلاَّ "المجاهِد الأكبر"؛ فالرئيس السوري بشار الأسد خاطَب الآن "حلفائه الطبيعيين"، وفي مقدَّمهم "الحليف الإيراني"، قائلاً: "إنِّي لستُ علمانياً"، أو "إنِّي ما عُدُتُّ علمانياً"؛ فَحَيِّي على "الجهاد"، الذي هو في معناه الأُم "القتال دفاعاً، ومحاماةً، عن الدِّين (أيْ عن "الإسلام" في الحالة السورية).
لقد بَلَغ به "الإصلاح"، الذي توعَّد به شعبه، مبلغه؛ فأعاد تعريف نفسه (مع هَرَم حُكْمِه، قِمَّةً وقاعدةً) على أنَّه "المجاهِد (الإسلامي)"، الذي يجاهد في سبيل الله، بما يملك من أنفس، وبما يملك من أموال غيره، أيْ أموال إيران والعراق؛ والذي لن يكون، بدءاً من إطلاقه لسان "المفتي" للحضِّ على "الجهاد"، الذي هو الآن "فَرْض عَيْن" في سورية، إلاَّ حَرْباً (مبتغاها النَّصر أو الشَّهادة) على "ديار الكفر (أو الفسطاط الآخر)"، و"دَيَّاريها (أيْ ساكنيها)" من الكَفَرَة والعلمانيين، الذين تمادوا في "حربهم الكونية الصليبية" على "قلعة الإسلام والمسلمين الأقحاح (وعلى "العرين" من فسطاط الإسلام)"، والتي، عن خطأ صُحِّح الآن، وربَّما عن ضلالٍ انتهى الآن بهداية من الله، سُمِّيت، من قَبْل، "القلعة القومية المقاوِمة"؛ فلقد جاء الحقُّ، وزَهَق الباطل، وها هو "البعث الإسلامي"، مع "المفتي"، الذي سيُعيَّن عمَّا قريب أميناً عاماً له، يقيم الدليل على أنَّ الإسلام يجبُّ ما قبله من الانتماء القومي، ومن كل انتماء يخالِف شرع الله.
وإنَّني الآن لأدعو العليِّ القدير أنْ يُريَ المجاهد بشار الحقَّ حقَّاً، ويرزقه اتِّباعه، والباطل باطلاً، ويرزقه اجتنابه، فيأذن للمفتي نفسه أنْ يتجشَّم مهمة ثانية هي إعادة تعريف العدو؛ فلا يصح في هذا العهد الأسدي الإسلامي الجهادي الجديد أنْ يظل العدو بأسماء وصفات تَمُجَّ سماعها الآذان الإسلامية، من قبيل "القاعدة"، و"السلفيين"، و"التكفيريين"، و"الجماعات الأصولية"، و"الجماعات الإرهابية"؛ وإنَّني لاقترح على "المجاهِد" و"المفتي" أنْ يُعاد تعريف العدو، وأنْ تُغَيَّر أسماؤه وصفاته، وأنْ يُصَوَّر جهاد "البعث الإسلامي"، بما يُوافِق كِتاب الله، وسُنَّة نبيِّه؛ فهذا العدو (الذي يَلْقى التأييد بالمال والسلاح والرجال.. من ديار الكُفْر) إنَّما هو شراذم من المرتدِّين الذين باعوا أنفسهم لـ "الشيطان الأكبر"، العدو اللدود لإيران، من قَبْل، ودائماً، والعدو اللدود لـ "الجمهورية البعثية الإسلامية السورية الأسدية" الآن، أو من الآن وصاعداً.
ولا بأس الآن من توسيع دائرة العدو، بالتوازي مع اتِّساع نطاق الثورة، ليتَّسِع لشراذم وفئات أخرى، كالضَّالين، والعلمانيين، واليساريين، والديمقراطيين، والقوميين، والمنادين بـ "الدولة المدنية" لقطع الطريق على "الدولة الإسلامية"، التي تُبَرْعِم الآن، وإنْ على شكل مجازِر، في حمص على وجه الخصوص، وبصفة كونها عاصمة الثورة الكافِرة.
بعد اليوم، إيَّاكم، ثمَّ إيَّاكم، أنْ تَتَّهموه بـ "العلمانية"، أو بـ "الانتماء إلى طائفة دينية ضئيلة نسبياً"، أو (من ثمَّ) بـ "العداء للأكثرية الطائفية الدِّينية من أبناء شعبه"؛ فهو، وبشهادة "المفتي"، مُسْلِمٌ حنيف حتى الجهاد، مُنْتَصِرٌ لأُمَّة الإسلام جميعاً، لا شيء يستبدُّ بتفكيره إلاَّ إعلاء شأن الإسلام، والعودة إلى زمن "الفتوحات الإسلامية"، على أنْ تبدأ هذه الفتوحات بفتح حمص، لإعادة وَصْل من أنقطع من طريق بين الساحل ودمشق، عاصمة الأمويين الجُدُد؛ وإنَّ كل من يقف الآن مع المرتدِّين والضَّالين والمغضوب عليهم، ومع ثورتهم، لا يمكن إلاَّ أنْ يكون عدوَّاً لله ورسوله، وللإسلام والمسلمين، وللذي هو الآن قاب قوسين أو أدني من أنْ يلبس "صلاح الدِّين الأيُّوبي"، ليُحرِّر الشَّام من الصليبيين؛ لكن من غير أنْ يتهوَّر، ويتَّجِه بجيشه نحو بيت المقدس.
إنه الآن مُنْشَغِلٌ بحربٍ يائسة على هذا "الجديد"، أيْ على "الربيع العربي" في سورية؛ وهذا الانشغال لا يتعارَض، بل يتوافَق ويتكامَل، مع سعيه، بمعونة "المفتي"، إلى "استحضار أرواح الماضي"؛ فبشاعة الحرب التي يخوض ويقود تستدعي "شكلاً" يستمد جمالا من "الماضي"، أي ممَّا مضى واندثر وأصبح أثرا بعد عين؛ لكن "ظلاله"، من فكر، ولغة، وأزياء، وشعارات، لم تفقد بعد نفوذها في عقول وأفئدة الأحياء؛ وهذا "الشَّكل" لن يفي بالغرض إذا لم يُشْحَن بشيءٍ من جمال وجلال وهيبة ووقار وقدسية "القديم" و"القِدَم".
لقد شرع يستعير من الماضي الأسماء، والشعارات القتالية، واللغة، والأزياء؛ وكأنَّه يُمثِّل مسرحية جديدة على المسرح القديم نفسه، والذي احترق، فَلَمْ يبقَ منه إلاَّ بعض الممثِّلين؛ وربَّما نراه عمَّا قريب يرتدي رداء القائد الإسلامي القديم، فتَبْلُغ لعبة الخداع مبلغها؛ أمَّا "الجديد" الذي سيأتي به فعلاً فلن يكون إلاَّ "أسْلَمَة الثورة المضادة (للثورة العظيمة للشعب السوري)".



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرية -فائض القيمة- تُجيبكم الآن..!
- دَحْضَاً لحُجَج مُنْكري فَضْل ماركس!
- لهذه الأسباب ما زال ماركس حيَّاً وعلى صواب!
- أربع سنوات ونَلِد -حكومة برلمانية-!
- متى تتفتَّح -زهرة الآخر- في -الربيع العربي-؟!
- شيءٌ من -الديمقراطية التوافقية- يُنْقِذ ثورة مصر!
- المرأة العربية ما زالت للعبيد عَبْدة!
- القصة الحقيقية ل -العجز في الموازنة-!
- مشكلة اللاجئين الفلسطينيين في ضوء مأساة مخيَّم اليرموك!
- فضائيات لبثِّ السُّموم الطائفية!
- -جبهة الإنقاذ- ولعبة -المُنْقِذ البونابرتي-!
- ما ينبغي للمعلِّم أنْ يَعْلَمه!
- -إخوان الدولة- و-دولة الإخوان-!
- هذا الاحتلال الإسرائيلي للرواتب الفلسطينية!
- طلاسم عهد حكومي أردني جديد!
- لهذه الأسباب لا يُسلِّح الغرب المعارَضَة السورية
- ضَعْفٌ يعتري -قوَّة المثال- في -الربيع العربي-
- -مجموعة العشرين- تنزلق في -حرب عملات سرِّيَّة-!
- مجرمون في عيون الشعب.. أبرياء في عيون القضاء!
- -عَبُّود- يَصْنَع التاريخ!


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - بشَّار مجاهِداً!