أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جهاد علاونه - التسامح أفضل من العدالة














المزيد.....

التسامح أفضل من العدالة


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4017 - 2013 / 2 / 28 - 12:06
المحور: المجتمع المدني
    


إن تطبيق العدالة في بعض الأحيان يكون فيها ظلم كبير جدا للناس وللمجرمين الذين أصبحوا مجرمين بغير إرادتهم, والعدالة أحيانا تكون انتقاما ورد الصاع بصاعين...وعلم الإجرام تقدم جدا ودوافع ارتكاب الجريمة أحيانا تكون سببا لتخفيف العقوبة,فإن قلع لك أحدٌ عينك بطريقة عفوية أو عمداً فليس من الإنصاف أن تقلع له عينه وإن بتر أحدٌ من الناس ساقك فليس من العدالة أن تقطع له ساقه وإن سرق أحدهم من بيتك دينارا واحدا فليس من الإنصاف أن تقطع له يده,أيام زمان كانت الحياة قاسية لذلك كانت القوانين قاسية فتخيل نفسك أيام زمان وكل الناس فقراء جدا ويعانون من سوء التغذية وجاء أحدٌ إلى بيتك وسرق منه كيس الطحين حتما في مثل تلك الحالة ستصاب بالجوع ومن الممكن أن تموت جوعا لذلك كانت عقوبة قطع يد السارق أخف عقوبة من الممكن أن تُطبق بحق سارق سرق وقتل غيره جوعا بقصد أو عن غير قصد,ولكن اليوم الحياة مختلفة وغير قاسية ومعظم الناس يأكلون ويشربون وخصوصا أولئك الذين يعيشون تحت مستوى خط الفقر,فإن سرق اليوم أحدهم من بيتك كيسا من الطحين فحتما أنك لن تكون مكترثاً لذلك لأن هنالك من سيعطيك بدل الكيس كيسين وعليه فإن القانون متميع يتبدل بحسب تبدل ظروف المعيشة فإن كانت الحياة صعبة فإن القانون يكون صعبا وإن كانت الحياة رغدا وسلسة فإن القانون يكون رغدا وسلسا,ومن قال لكم أن شريعة العين بالعين صحيحة 100% فإنه مع احترامي له مخطئ جدا فشريعة العين بالعين ليست عادلة نهائيا لأننا إذا طبقنا شريعة العين بالعين والسن بالسن سنقتل بعضنا البعض وسندمر بعضنا البعض وسننتهك آدميتنا وإنسانيتنا ولن نكون قادرين على أن نوصف أنفسنا بأننا بشر مثل العالم والناس, شريعة العين بالعين والسن بالسن شريعة كلها ظلم للناس وهي ليست عادلة وأنا شخصيا مؤمن بأن هذه الشريعة ليست من الله في شيء وكذلك رجم الزانية لا يمكن لي أن أتصور بأن الله يقول ارجموا هذا الزاني أو هذه الزانية,فهذا الكلام من المستحيل أن يقوله الله,وشريعة العين بالعين والسن بالسن والبادي أظلم فأنا حسب قراءاتي للحضارات القديمة أعرف أن هذه القوانين هي من شريعة(حمورابي)البابلي ,وحمورابي نقلها عن سلفه,والتوراتيون نقلوها عن البابليين أثناء فترة السبي البابلي الأول والثاني...إلخ.


لو طبقنا الشريعة الإسلامية في كل العالم أو اليهودية,وخصوصا شريعة العين بالعين والسن بالسن والبادي أظلم فإننا على مدى عشر سنوات سنجد الملايين من النساء والرجال يمشون في الطريق برجلٍ واحدةٍ والملايين بعينٍ واحدة هذا عدى قطع الرؤوس وسلخ الجلود, ولو طبقنا شريعة رجم الزانية فإننا على مدى أقل من عشر سنوات سنقوم بإعدام 98% من نساء العالم وستظهر مشكلة انقراض الإنسان نهائيا,ولو طبقنا شريعة الزواج بأربع نساء لكل رجل في كل العالم فإننا بعد أقل من عشر سنوات سنجد 99% من نساء العالم في المستشفيات والعيادات النفسية ومعظم الرجال بدون عقول متوازنة ولن نجد على وجه الأرض إنسانا واحدا عاقلا بالغا راشدا.

ولو طبقنا الشريعة الإسلامية بحذافيرها فإننا على الأغلب سنفقد احترام العالم المتحضر لنا نهائيا لأننا سنشعل الفتن الطائفية في كل مكان وسنحرّمَ الفنون جميعها وسنهدم الأهرامات وسنحارب الفن بتهمة ممارسة الدعارة وسنحارب الفكر وحرية الفكر تحت شعار:اللهُ أكبر الحرب على حرية الكفر,إننا على الأغلب سنكون وجها لوجه أمام شعبٍ جديد يريد هدم كل شيء وتحريم كل شيء وسنعود إلى العصور الحجرية القديمة والحديثة وسنكون أمام عالم يهدم ولا يبني طوبة واحدة,والعدالة هنا ليست أسلوبا معتدلا بل تدل على توسع دائرة الجريمة,والمسامح كريم.وأنا مقتنعٌ بأن التسامح أفضل من شريعة العين بالعين والسن بالسن والبادي أظلم.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغشاشون
- عدونا هو ثاني أكسيد الكربون
- الأشرار جدودنا
- خطبة جمعة متناقضة
- اثنان يخافون من النائم:اللص والحاكم
- أشهر جملة العالم
- لماذا لا يسمي الغرب أبناءهم على أسمائنا كعرب مسلمين؟
- صورتي2
- عاري
- أنا إنسان فاشل
- إبرة مخدر
- هذه هي حياتنا
- هل تريد أن تحكم مصر؟
- أنا مثل إسرائيل
- اللعب مع الكلمة
- جهاد في عالم الضياع
- اليوم الذي كنت خائفا منه
- الكل مشهور
- ألم الحرمان
- الأصدقاء المزيفون


المزيد.....




- أمريكا تدعو إسرائيل إلى اعتقال المسؤولين عن مهاجمة قافلة الم ...
- الجمعية العامة للأمم المتحدة تصوت الجمعة على عضوية فلسطين ال ...
- الجمعية العامة للأمم المتحدة تصوت الجمعة على عضوية فلسطين ال ...
- النيابة التونسية -تتحفظ- على مدافعة بارزة عن حقوق المهاجرين ...
- تونس: توقيف رئيسة منظمة -منامتي- التي تناهض العنصرية وتدافع ...
- رئيس البرلمان التونسي: الادعاءات بالتعامل غير الإنساني مع ال ...
- أزمة مياه الشرب تزيد محنة النازحين في القضارف السودانية
- الأمم المتحدة: غوتيريش سيوجه رسالة إلى بوتين بشأن تنصيبه
- رئيس بعثة الجامعة العربية بالأمم المتحدة: إسرائيل غير راغبة ...
- تحقيق لبي بي سي يكشف شبكة عالمية لتعذيب القرود


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جهاد علاونه - التسامح أفضل من العدالة