أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إيرينى سمير حكيم - لست أنا العورة .. انتم العورة














المزيد.....

لست أنا العورة .. انتم العورة


إيرينى سمير حكيم
كاتبة وفنانة ومخرجة

(Ereiny Samir Hakim)


الحوار المتمدن-العدد: 4011 - 2013 / 2 / 22 - 01:59
المحور: الادب والفن
    


البنات فى بلادى تتكالب عليها
غرائز أشباه الرجال كالكلاب
وهؤلاء يمتنعون عن تفعيل الحقيقة ساعين إلى استغلال الحقيقة
وهى أن المرأة تشغل حقول عقولهم وتمتلك رغباتهم
فيدفعونهن للتخلى عن حقوقهن ويسعون دائما لقهرهن
لئلا يمسكن حقا مقاليد حياتهم

وفى مجتمعنا الميت عندما تتحدث المرأة عن ثورة الأنثى
يعتقد رجال من كافة الخلفيات الاجتماعية والثقافية
أنها تريد جنسا
لا يدركون أنها تبحث عن حقوقها من الثورة الإنسانية
ولا تعلن عن سوق رقيق جديد سيفتتح على ناصية الشارع

وبالتعود والسلبية واللامبالاة
تحولت المرأة فى مجتمعنا إلى كائن
لا أعلم بماذا يُلَقب وما هويته
لكنه من المؤكد ليس بأنثى
ليست كل أنثى كذلك
إنما هى صبغة المنهج الغالب

قالوا أن جسد الأنثى هو الغواية
وحين حجبوها عنهم وعنها
حجبوا جمالها .. فطرتها .. وطبيعتها حتى براءتها
لم يعرفوا حين ذاك أنهم سيُهوَسون بها
سيولعون بنار اشتهائها والاحتياج إليها
ربما علموا بعد ذلك أنهم حجبوا رجولتهم أيضا عنهم وعنها
فقدر زيفوا حقيقة الخليقة

فما معنى أنثى يا سادة؟
أنثى تعنى رحم الحياة
من يريد أن يطمسها يغلق على البشرية الوجود
ويضع ذاته فى هاوية المسوخ
تلك هى الحقيقة وليست كلمات رنانة مزوقة
فمن أراد محو الأنوثة فنهاية كيانه معها

إنما من يسمع ومن يفهم ومن يُقِر؟
فالحديث عن الأنثى أعمق من أن يستوعبه التافهون
وحقيقة الأنثى أصبحت اكبر من أن يعترف بها المُقنّعون

وانتى
يا من يتهمونك وهم مُتَهَمون فيكِ
يا من يشبعونك تعييرا وهم مشبعون هوسا بيكِ
يا من يلفقون لكِ القضايا وانتى قضيتهم
يا من يسجنوك داخلهم وهم بالحقيقة حبساءك
انطلقى وثورى واصرخى وانتهريهم
فالتخلص منكِ خطتهم لابقاءكِ فيهم

ولا تنسين ما تملكين من طاقة للمواجهة والشجاعة
فحين تضحى الأنثى بنصف غذائها
ونصف صحتها .. ونصف سلامتها
وتعطى الباقى من عمرها بذلا لطفلها
وتجازف بكل حبها وإخلاصها وتقدماتها
فهذا يعنى انه
حقا الشجاعة أنثى وهذه إحدى مظاهرها

إن أفكارهم العقيمة جعلتكِ فى نظرهم مجرد كائن للإثمار
لا تصدقيهم وانظرى كم بداخلك ينعم به الكون من أسرار
لا تستسلمى للذين ضدك فما بداخلك أعظم من سذاجتهم

ولا تحتقرين إمكانياتك الضعيفة
ولا تستبعدين أحلامك القوية

فربما فى وجودك تشعر بوجودهن أخريات
ربما فى إيمانك بحريتك تؤمن بحريتهن أخريات
ربما فى آلامك تساندين فى آلامهن أخريات
لذا فلا تستهينى بوجودك
ولا تكفرى بحريتك .. ولا تخجلين من آلامك
لا تخافى فانتى أكثر من ذاتك

وانتى
يا من تعانين من السقوط والانحدار
يا من تتعافين قناعة بالصمت وبزيف الاستقرار
هل كرهتى ذاتك يوما؟
لا تلومين سوى نفسك فإن كنتى صامدة امام الاخرين
لما سحقوا وجودك واخذوا منك حقوقكِ
واغتصبوكِ فى وضح النهار بعنفٍ مبين
وحقا هناك من الإناث من يستحققن إسقاط أنوثتهن عنهن
كمن تسقط عنه جنسيته
فلا تكونى إحداهن

افيقى من غفلتكِ
فمن أحرف الكلمات يولد فكركِ
من أرواح الكلمات تولد روحكِ
من نبض حقيقتها تكونى حية
من انطلاقة صدقها تكونى حرة
فلا تبتعدين عن نور المعرفة

ولا تتنازلين للجهل وتنتظرين مغفرة
شهيدة الكتب وضحية الروايات
وفريسة من دافعوا عن حقوقك
وربحوا لحديثهم عن قضاياك
واستغلوا أجسادا دفاعا عن جسدك

أما عن نفسى
فلن أُروِض اجنحتى أبدا
وسأشق الغيوم كيفما أريد وقدر ما استطيع
لن يوقفنى شئ ولن تعنينى أوامر احد
فانا خلقت متمردة
يا لحظكم التعيس!!

وأخيرا أذكركم

لست أنا العورة
انتم العورة



#إيرينى_سمير_حكيم (هاشتاغ)       Ereiny_Samir_Hakim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بئس ثائر يحتقر المقهور وشعب هو هولوكوست وطنه لندرة الرحمة وو ...
- أصبحنا لا نقدس الحياة ولا نحترم الموت
- متى تصبح إنسانية المواطن المصرى قضية رأى عام؟
- تحدثوا عن الأحياء موتا ولو قليلا
- مسرحية -العملة- إنذار فنى لمجتمع غافل فى فتنة التعصب
- لأننى مسيحية
- البحث عن الحقيقة إيمان
- سقوط وقيام هكذا أنا الإنسان
- لجنة الرصد والمواجهة تتصدى للتعديات على الآثار
- مجتمع يزرع الدود
- طوبى لمن كفر بإلهٍ زائف
- راسبوتين يتحدى الثورة
- مؤمن وملحد كلاهما حزين
- سأحيا حتى الموت
- نضال يسوع
- استغلينا أنفسنا بالصمت
- احدب نوتردام واحدب مدينتنا
- مناقشة الدستور المصرى الذى نريد ومطالبات بحل التأسيسية فى مك ...
- مَن قتل توم وجيرى؟!
- -تآمروا على طفولتى- إهداء إلى أرواح الأطفال ضحايا حادث قطار ...


المزيد.....




- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إيرينى سمير حكيم - لست أنا العورة .. انتم العورة