أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - دارين هانسن - خطر تفكك المجتمع السوري الأن















المزيد.....

خطر تفكك المجتمع السوري الأن


دارين هانسن

الحوار المتمدن-العدد: 4006 - 2013 / 2 / 17 - 08:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


خلال السنة الماضية من الثورة السورية بدانا نلاحظ توتر طائفي لم يسبق أن رأيناه في سورية من قبل. حيث كان يعيش الشعب السوري بكافة أطيافه معاً ضمن حالة من التلاحم والوحدة. لا يفرقه دين أو طائفة.
لكن مع تزايد وتيرة العنف في سورية والقتل العشوائي من قبل قوات النظام، فقد خلت الساحة وسنحت الفرصة لبعض الجهاديين والإسلاميين لتقوية نفوذهم في سوريا. ما ساعدهم على ذلك هو دعم بعض الدول أو الأشخاص ذات الأجندة الخاصة والتي تسعى إلى تحويل سورية إلى دولة يشتتها الإنقسام الطائفي حسب مصالح تلك الدول أو هؤلاء الأشخاص كدول الخليج العربي مثلاً. مما يؤثر بطريقة سلبية على وحدة وتماسك الشعب السوري.
حين اندلعت الثورة السورية في 15 أذار كانت قد خرجت كصف واحد تطالب وبسلمية بالإصلاحات واحترام حقوق الإنسان، وتبنت شعارات تخدم هذا الغرض. لكن اليوم وبعد مرور سنتين من العنف اليومي والقتل اليومي والتعذيب والتنكيل فقد اندلعت تيارات جديدة بشعارات تخدم مصلحة فئة معينة أو طائفة بحد ذاتها. مما ساعد على توسيخ الشرخ بين العلمانيين من جهة وبين المتدينين من جهة أخرى. وبدا اليوم الخوف واضحاً من وصول تيارات سلفية إلى الحكم واستلامها القوة في البلاد.خاصة أن معظم هؤلاء يمتلكون السلاح والمال، مما يسهل مهمتهم في جذب شرائح كبيرة من المجتمع لصالحهم، ولا غرابة في ذلك. فالجائع لن يفكر بسياسة هذا الحزب أو التجمع أو ذاك مقابل حصوله على قوته اليومي.
وقد نجح بعض هؤلاء كجبهة النصرة مثلا في تكوين قاعدة شعبية لها في البلاد، حيث قامت بتفجيرات نوعية أربكت النظام السوري وكبلته خسائر فادحة في العتاد والأرواح. وبهذه الطريقة هم قد ظهروا لبعض الناس بطريقة الحامي المستميت لهم والقوى التي تحميهم من بطش النظام الأسدي فشجعوهم ووقفوا إلى جانبهم تجنباً للموت على أيدي قوات النظام. لكن ما هو الخطر الذي تمثله جبهة النصرة أو غيرها من الجهاديين الذين بدأوا علنا يدعون إلى تشكيل أو إعلان الجهاد من أجل تأسيس دولة إسلامية في سوريا؟
هذا السؤال الذي طرح من قبل عدة مرات. والخطر الذي يمثله هؤلاء اعتماداً على بنية وتركيبة المجتمع السوري يتمثل في إقصاء الأخر وتكبيل حريته وتهديد أمنه واستقراره، مما يؤدي إلى خلق منحاً أخر معاكس لمبادئ وأخلاق الثورة. ربما يرى البعض مبالغة في هذا الجواب، لكن الأعمال التي مارسها هؤلاء الجهاديون والتي وصلت إلى تحليل ذبح بعض من العلوية أو المسيحية عبر فتاوى شرعية تم نشرها على بعض مواقع الإنترنت. بالإضافة إلى عدم قدرة المرأة غير المحجبة على التحرك من دون حجاب في المناطق التي ينتشر فيها هؤلاء الجهاديون يدق ناقوس الخطر. بحيث أن الجماعات غير المسلمة في سورية سوف تبقى على حياد مما يجري وعلى الأرجح فإن أغلبهم سيتمسكون بنظام الأسد كحامي لحقوقهم كأقليات. خاصة بعدما نجح نظامه وعلى مدى الأربعنين سنة الماضية في تعزيز هذه الفكرة وغرسها في نفوس البعض. وذلك يعني انقسام وحدة المجتمع السوري وتقسيمه إلى أقليات وجماعات صغيرة لا تستطيع لوحدها من دون الأخرى دحر وإسقاط نظام الأسد. وبالتالي ممكن لذلك أن يقود إلى حرب دامية طويلة الأمد يدفع نمثها أبناء الشعب السوري، بينما النظام يتفرج معتزاً بنصره في نشر الطائفة كسرطان يقضى على كل قوة مجتمعية من شأنها أن تهزه. كل ذلك لا يعني أبداً سلب حق هؤلاء الإسلاميين من التمثيل والمشاركة في الحكم، ولكن بشرط تقبل الأخر واحترام الإختلاف. والسؤال الذي يطرح هنا: هل من الممكن للبعض مثلا كجبهة الرة العمل بمبدأ ديمقراطي قائم على احترام حق الإنسان وحريته؟ وكيف نعمل على تجنيب سوريا الإنجرار إلى حرب أهلية قد يطول أمدها والتركيز فقط على مبادئ الثورة والعودة بها إلى نهجها؟
ليس من السهل الإجابة على هكذا سؤال في ظل اختلال توازن القوى في الشارع السوري. فالحاجات الأساسية للبقاء كالطعام والشراب والسكن وغير ذلك قد قلت بشكل خطير، في المقابل فأن بعض تلك الجماعات تتلقى معونات ومساعدات ضخمة من الخارج والتي لا يصل شيء منها إلى شباب الثورة السلميين. هذا يؤدي إلى انجرار بعض الشباب خلف تلك التيارات بغض النظر عن أهدافها وإيديولوجيتها وذلك من أجل سد الحاجات الأساسية كالجوع والعطش. ولكن ماذا يتوجب على هؤلاء الشباب أن يقدموا لتلك الجماعات مقابل الماء أو الحماية أو الطعام هو الإنخراط في صفوف تلك الجماعات التي حرفت مسار الثورة عن سلميتها وشموليتها لكافة أبناء الشعب إلى تسليحها وتوظيفها بخدمة بعض الأغراض التي تنكر كل الطوائف الأخرى وتضعها بمستوى المجرم، وبذلك فلا أرى كيف يمكن لتلك الأطراف أن تحترم مبدأ ديمقراطي يساوي بين كافة أطياف الشعب السوري من دون وعي الشارع والضغط الكبير منه عليها لإسترداد ثورته منها. ويمكن للشارع أن يضغط وبقوة في حال اتحد ووحد صفوفه وابتعد عن كل ما من شأنه تقسيم المجتمع وفي المقابل العمل وبوعي كبير على لم الشمل من أجل توحيد القوى المختلفة. فكثير من المعارضين يركزون على ما هو دور الإسلام في الحكومة المقبلة، يمكن لهم أن يركزوا على المبدأ الديمقراطي للحكم لأنه بالنهاية يتم اختيار الحكومة بمبدأ ديمقراطي وانتخابات عادلة والتي سوف تقرر ما هو دور الإسلام وكيف يتم تمثيل كل أطياف الشعب السوري من دون تحجيم أو تصغير وتخويف مجموعة دون غيرها والذي لا يؤدي لشيء إلا للكراهية والحقد بين السوريين أنفسهم.
الكل يعرف التأثير الكبير للإعلام على المواطن العادي خاصة في وقت الأزمات، ونحن كمعارضة حين نركز على النظرة للمجتمع السوري والثورة الثورية كتركيبات طائفية أو كثورة من إنتاج السنة دون غيرهم فنحن بذلك نقضي على المجتمع ونساعد إعلام النظام في ترسيخ رسالته التي تحض على التحريض الطائفي. من كل ما سبق صار السوريون بحاجة إلى الحذر والإنتقائية في اختيار المفردات.يجب على الثوار أن يعتمدوا الإنتقائية في اختيار مفرداتهم، ليس ذلك هرباً من الواقع أو التلاعب بالكلمات، وإنما من أجل أن نتذذكر بأن الطائفية لم تكن يوماً سمة من سمة أبناء سورية.لذلك يجب التركيز على باختيارالكلمات التي تجمعنا وليس تفرقنا لأن وقع مفردات التي تفرق له تأثير سلبي على الثورة، فمثلاً جمعة قائدنا إلى الأبد محمد لا تمثل كافة السوريين الذين بالحقيقة قامت ثورتهم من أجل ضحد أبدية قائد معين أو زعيم معين، بل تدفع بالأديان الأخرى للإمتناع عن المشاركة والتظاهر لأن التسمية وببساطة لا تمثلهم. إذاً حان الوقت لليقظة وإعادة الثورة إلى صانعيها والتركيز على ما يجمعنا كسوريين وليس فقط على ما يفرقنا ويضعفنا، ومن دون ذلك فليس من الممكن لنا أن نتخلص من الطاغية بشار وأعوانه إلا بعد تدمير البلد وقتل الألاف من أبنائه. وحينها يكون فات الأوان.



#دارين_هانسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وطن وأنثى وحلم مشترك
- حان الوقت لإنتفاضة المرأة العربية
- أنا هي وهي أنا
- لاجئات لا سبايا
- مجرد فيلم أوقظكم
- طوبى لياسمينك الطاهر
- مفردات يومية 1
- سيدهم البطة تهنئتنا لك باتت قريبة
- دمشق تضع النقط على الحروف
- ألم يحن الوقت عنان كي تستيقظ
- كلهم بديل
- لربما بداية ديمقراطية
- ليست فقط اسماء
- أليس وقت الجنون
- ثم ماذا بعد الثلاثاء
- أنثى من الشرق 2
- أوقفتني عن قتل الوقت
- وبلدي أنثى ستكمل كل القصص...
- سوريتي أنثى أيضاً
- أنثى من الشرق


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - دارين هانسن - خطر تفكك المجتمع السوري الأن