أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - قاسم حسن محاجنة - المؤمنون بين مطرقة التطنيش وسندان التطفيش














المزيد.....

المؤمنون بين مطرقة التطنيش وسندان التطفيش


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 4003 - 2013 / 2 / 14 - 17:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


المؤمنون بين مطرقة التطنيش وسندان التطفيش
مرت فترة طويلة ، دون أن التقي به ، انه صديق منذ الشباب المبكر ، طبيب وشاعر ، كان طبيبي الشخصي لفترة طويلة الى أن انتقل للعمل في عيادة اخرى . زرته معية صديق في عيادته الجديدة ، وكعادة الأصدقاء القدامى ،كان الشوق ، اللهفة وفرحة اللقاء سادة الموقف للحظات طويلة . نظرت اليه مليا ، كان قد حلق شعر رأسه (على الصفر )تقريبا ، بادرته السؤال : مالك اقرع هكذا ؟؟
اجابني بأبتسامة : لقد عدت من العمرة قبل ايام فقط !!!
عقدت الدهشة لساني ،لكنني لم اعلق على اقواله ،وأكدت له ان لدي رغبة في اجراء حديث معه حول التحول الذي حصل له !!
لا ...انه ليس من اولئك الذين ومقابل حفنة من الدولارات يبدلون جلودهم ، فهو انسان صاحب مباديء ، ذكي ، رقيق ويتحلى بصفات انسانية رائعة . اذن لا بد وأنه مر بتجربة او توصل الى قناعة ، اوصلته الى الايمان "ومع ذلك ما زال يساريا "، لكن ماذا حدث...؟؟
فحياة الانسان سواء رغبنا ام كرهنا ديناميكية ، تتأثر وتؤثر في ومن الاخرين ، من التجارب الحياتية ، من التحولات والتغيرات على الصعيد الشخصي والعام ، لهذا فأنا شخصيا ارفض اصدار الاحكام على الاشخاص لأنهم يختلفون أو يتفقون معي في وجهات النظر ، بل احكم عليهم من منظور افعالهم وسلوكياتهم وانتمائهم الانساني .
أن تقسيم البشر الى قسطاطين ، الكفر والايمان ، التنوير والظلامية ، هو في افضل الحالات تسطيح للامور والتي هي مركبة ومعقدة اكثر من مجرد المعتقد والايمان ، وتعود بنا الى "المراهقة الفكرية " التي رأت العالم وفق منظور التقدمية والرجعية ، الاشتراكية والرأسمالية ، وقسمت العالم الى معسكرين متناحرين .
بالتأكيد ، فالصراع بين القوى المتناحرة والمتصارعة على السيطرة ،كان وما زال السمة المميزة للتطور البشري على مدى العصور والازمان ، ولكنه ليس ميزة فردانية ذاتية ، فالفرد بما يحمل من فكر او معتقدات هو الذي يقرر موقفه من الصراع !!
ولعل الفرض الفوقي لفكر او معتقد على عامة الناس قد فشل فشلا ذريعا ، لأن لم يراع الخصوصية الفردية لكل انسان . فالأنسان بطبعه يتمرد على الاملاءات وخصوصا الفكرية ، ولو سايرها ظاهرا ،حرصا منه على تحقيق مكسب مادي او تفاديا لشر ، لكنه في النهاية يعتقد ويؤمن بما يراه مناسبا "ويدخل عقله "الغليظ احيانا !!!!
لا يكفي الاقتناع بأن هذا في مصلحته ، بل يجب أن يقتنع هو بأن هذه هي مصلحته ،لكي يدافع عنها . وهذه هي مشكلة الاسلام السياسي ، الذي يعرف مصلحة البشر ،اكثر من البشر انفسهم !! لهذا ومن هذا المنطلق يجب "تطبيق" المصلحة رغما عن البشرية !! ولو أدى ذلك الى قتل الثلثين ليصلح الثلث الاخير ، اذن هي في المحصلة نظرة فوقية استعلائية ، تحتكر "المعرفة ، الخير والصلاح " لهذه الامة البكماء البهماء!!
لكن هل الوسيلة لمجابهة هكذا فكر ، هي "بالتطنيش ، الالغاء ، والاستهتار " بمن يؤمن بالدين!!!!
وأعود واكرر ما كنت قلته بأن مشكلة اليسار ليست مع المؤمنين ، فهم اهلنا ،جيراننا وابناء شعوبنا التي نتمنى لها الرقي والازدهار ، وانما مشكلتنا مع من يتاجرون بالدين ويفرضون فهمهم المتخلف والبدائي والسطحي للدين على عامة المسلمين ،ولو استعملوا العنف الجسدي او الاغراء المادي !
واجب اليسار ، كتيار سياسي ان يعري تيار الاسلام السياسي ، الابن المدلل للغرب البوست كولونيالي واعوانه من ملوك وامراء النفط ، وبالمقابل الامتناع عن مهاجمة الدين كدين ،لأن الدين يمكن أن يكون حليفا في الصراع مع التخلف والظلم .
فالذي يهاجم المؤمنين البسطاء انما يطلق رصاصة على قدمه هو ،فمن اجلهم يناضل اليسار واليساريون في المحصلة ، لأنهم الاغلبية ولأنهم ابناء الوطن .
اما التكفيريون، فقد رأينا النساء في مالي واللواتي خرجن بالزغاريد لاستقبال الجيش الفرنسي القادم لتحرير شمال مالي من التكفيريين !!! لم ينفع التكفيريون ادعائهم بأنهم يطبقون شرع الله الذي فيه الخير كل الخير ، فالناس تحكم على ممارساتهم ! وما الوقفة بالمرصاد للاسلاميين في مصر وتونس ، الا دليل على أن الشعوب قد ملت الكلام عن الشريعة السمحاء وتريد أن تعيش بحرية وكرامة ، فحركات الاسلام السياسي بأفعالها ، كذبها وتلونها ، تقوم بالتطفيش (الى درجة تحريم الحب والاحتفال به ) وكل عام وانتم بخير في عيد الحب، وعلى اليسار أن لا يتمم الأمر بتطنيش الناس المؤمنين البسطاء ! بل عليه ان يحتضنهم وبدلا من المهاترات التي لا تسمن ولا تغني من جوع ، عليه ابداء الاحترام للمعتقدات الفردية ومحاربة ظواهر "املاء " المعتقد على الافراد ،وان يرفع شعار : حرية المعتقد هي حرية فردية !!!!



#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شعب واحد ودولتان ....
- سبعون وجها لها !!!!
- يهود....وعنصريون ؟!!!!!
- -العاقل - يحكي ... -والمجانين- يستمعون !!
- الرحيل (1)
- مساواة في الفقر
- حضارة الهدم
- من هو اليهودي ؟
- صراع الاديان ...والحوار
- الكاميرا الخفية وصناعة الوهم
- العرب...خارج الاسوار
- التموضع في المركز
- انتخابات محسومة سلفا -نظرة على الاحزاب الاسرائيلية
- صراع الهويات
- وحدة وصراع الهويات
- أمي .. وأنا
- اليسار الاسرائيلي 2
- اليسار الاسرائيلي
- خارج التداول
- مهاجرون من العربية الى العبرية - سيد قشوع


المزيد.....




- إضرام النيران في مقام النبي يوشع تمهيدا لاقتحامه في سلفيت
- أبسطي صغارك بأغاني البيبي..ثبتها اليوم تردد قناة طيور الجنة ...
- إيهود أولمرت: عملية رفح لن تخدم هدف استعادة الأسرى وستؤدي لن ...
- “بابا تليفون.. قوله ما هو هون” مع قناة طيور الجنة 2024 بأعلى ...
- قائد الثورة الاسلامية يستقبل المنتخب الوطني لكرة قدم الصالات ...
- “نزلها لطفلك” تردد قناة طيور بيبي الجديد Toyor Baby بأعلى جو ...
- تقرير فلسطيني: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى
- مصر.. هيئة البث الإسرائيلية تكشف اسم رجل الأعمال اليهودي الم ...
- كهنة مؤيدون لحق اللجوء يصفون حزب الاتحاد المسيحي بأنه -غير م ...
- حجة الاسلام شهرياري: -طوفان الاقصى- فرصة لترسيخ الوحدة داخل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - قاسم حسن محاجنة - المؤمنون بين مطرقة التطنيش وسندان التطفيش