أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أوسم وصفي - أزمة الهوية الدينية














المزيد.....

أزمة الهوية الدينية


أوسم وصفي

الحوار المتمدن-العدد: 4002 - 2013 / 2 / 13 - 11:44
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الذين كان إيمانهم مُكَوّنا أغلبه من "التربية" و "الثقافة" و "الانتماء" و"ضغط الأقران" يختبرون الآن أزمة هُوِّية روحية. وهذا ليس شيئاً جديدا يحدث لهم،ً وإنما هو امتحان وكشف للغطاء عن الحقيقة الروحية الحادثة بالفعل.
ليس هذا نتاج "الثورات" السياسية بقدر ما هو نتاج "الثورة الاجتماعية المعرفية" التي تتحدى وتفحص كل هذه المكونات. هذه الثورة هي ببساطة نتاج عصر جديد دخله العالم (مثل عصر الفحم والبخار والكهرباء وكل هذه العصور التي أدخلت تغييرات جذرية على البنية الثقافية والمعرفية والاجتماعية للعالم) هذا العصر الجديد اسمه "عصر الانترنت" وذلك لأن الانترنت قد أعطى الشباب انتماءاً كونياً عابراً للثقافة والدين بل والجغرافيا والتاريخ، فاهتزت كل الانتماءات المحلية أسرية، أو دينية.

لعلنا نتساءل كيف يصبح شباب بعد الحداثة هكذا وطنياً رغم انفصاله عن التاريخ الوطني؟ أتصور أن الانتماء الوطني تزايد عند شباب الانترنت وذلك لأنه شكلٌ مقبولٌ من أشكال الانتماءات الكلية الجامعة ربما لا يصل إلى بُعد إلى الانتماء الكوني، ولكنه يتخطى الانتماء الأسري العرقي الطائفي الضيق. شباب الانترنت.. شباب الثورة .. لا يطيقون الانتماءات الضيقة. وهذا في تصوري هو سبب غضبهم الشديد على الإخوان لأنهم اكتشفوا كيف أنهم "ضيقوا" الانتماء بشكل لا يستطيع أن يقبله هذا الجيل من الشباب.

هذه الثورة الشبابية العالمية الخارجة على المألوق والثقافية والعرف والانتماءات الضيقة أسرية أو عرقية أو دينية. هي من أتت على سبيل المثال بأول رئيس أسود من خلفية إسلامية لأكبر دولة في العالم، وأعطته فترة رئاسية ثانية، وهي من تريد أن "تحتل وول ستريت"!! وربما تضع على رأس دولة أوربية ، أو أمريكا نفسها، امرأة صفراء بوذية، أو من أصل بوذي.

والحقيقة هي أن الثورات العربية ليست إلا نتاجاً لوصول تلك الثورة الاجتماعية المعرفية إلى الشرق العربي. هذه الثورة المعرفية العالمي البعد-حداثية (وإن كان قد قفز عليها القبل حداثيين الاسلاميين ، ولا يستطيع مجاراتها الحداثيون من جبهة الإنقاذ) هذه الثورة الشبابية تتميز بجوعها الروحي (للحق والخير والجمال والأخلاق والكرامة والعدالة الاجتماعية)، وتمردها على المسلمات والموروثات التي لا تسمح بالفحص والتمحيص والتطبيق. لذلك يهتز إيمان من كان إيمانهم مبنياً في أغلبه على تلك المسلمات والموروثات دون اقتناع عقلي كافٍ واختبار وجودي مُشبع يقدم بدوره البرهان الاختباري للاقتناع العقلي.

البعض الآن يبحث عن هذا الاقتناع وذلك الاختبار بصدق، والبعض ممن لا يملكون أدوات البحث العقلية ودأبه وصبره، يبحثون، بشكل لاواعي، بدلاً منه، عن اختبار عاطفي، جمعي، جماهيري سياسي أو ديني يشبع جوعهم الوجودي المتزايد. أما القسم الثالث فيقع في العدمية واللامعنى، من خلال الإلحاد واللأدرية، أو ربما الإدمان والمرض النفسي.

في هذا الإطار علينا أيضاً أن نواجه جروحنا القديمة من "الآباء" والأمهات ورموز السلطة التي نسقطها على رموز السلطة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية، ثم نسقط جروحنا من الجميع على "رمز السلطة الكوني" ـــ الله.



#أوسم_وصفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأصولية ليست أصيلة
- حكماء اللحظة التافهة
- أيُّ الإسلامَينِ هو -الإٍسلام-؟
- المشي على الصراط
- الله محبة... وكذلك الإنسان!!
- طوبى لكل إنسان
- لا نَعبُدُ إلهاً يبول!!!
- حقوق الفرد والجماعة في الثقافة العربية
- رجم الزانية..
- انتهاك النساء والأطفال
- أمريكا وثلاث نماذج للدول العربية
- الشريعة في المسيحية
- مصر الإنسان
- ادفنوها قبل أن تموت مصر
- ما الذي يُضعِفنا؟
- أشكرك .. لكن (كنت) اتمنى
- مصر المُباعة -من فوق الهدوم- وهل هناك ثمّة أمل؟!
- يسقط التمييز. يحيا التمايز
- الثقافة القبلية والثقافة المدنية
- ثقافة الشباب


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أوسم وصفي - أزمة الهوية الدينية