أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - الحايل عبد الفتاح - تشابك شياطين وملائكة السياسة والاقتصاد في الوطن العربي















المزيد.....

تشابك شياطين وملائكة السياسة والاقتصاد في الوطن العربي


الحايل عبد الفتاح

الحوار المتمدن-العدد: 3997 - 2013 / 2 / 8 - 23:39
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


تشابك شياطين وملائكة السياسة والاقتصاد في الوطن العربي
فعلا عنوان غريب بالنسبة لعدد من القراء؛ لكنه في العمق يختزل الوضع الإنتقالي الذي يعيشه العالم العربي والدولي حاليا. استوحيناه واستنتجناه من الواقع والمعرفة السائدة منذ اندلاع الثوراث العربية المجيدة. عنوان سيجعل القارئ يتسائل : من هم شياطين السياسة والاقتصاد ؟ ألم يكن الشيطان ملاكا من قبل ؟ ومن هم ملائكة السياسة والاقتصادي؟ وكيف ولماذا يتشابكان ؟ هذا مع فرضية الأخذ بوجود شياطين وملائكة في الكون الذي نحيا فيه.
ولن نجيب عن هذه السئلة الميتافيزيقة لأن لها ميدان ومقام آخر غير هذا...
أما عنوان هذه الكتابة فهو إن صدق على مخلفات حدث الثورات العربية عامة، فهو يصدق بالخصوص على الثورة المصرية. وهو إن صدقناه جزئيا في وطن معين مثل الوطن التونسي والليبي والسوري، فنحن نصدقه على إطلاقه في مصر...
تشابك شياطين وملائكة السياسة والاقتصاد في الوطن العربي
المعطى الأولي الذي لا يمكن لأحد أن ينكره هو أن العالم العربي الآن في محطة تاريخية وفكرية لم تألفها الشعوب العربية الأمزيغية من قبل؛ يعيش مرحلة عجن وخلط فكري وواقعي لكل المعطيات السياسية والإقتصادية الماضية والحالية، الوطنية والدولية...
فعلا، العالم العربي جرب كل النظريات الغربية بما فيها القبلية والرأسمالية والإشتراكية والشيوعية والفوضوية والدكتاتورية والجمهورية والملكية والتيقراطية...جربها او عايش سيطرتها بشكل من الأشكال لديه أو لدى الشعوب الأخرى...فكانت النتيجة الفشل الدريع للسياسيين في الواقع العربي الحالي... الشعب العربي رفض كل هذه التنظيرات بطريقة أو أخرى. وكان آخر نظام عاشه جزء من العالم العربي هو "الدكتاتورية الناعمة"...
المعطى الثاني، أن أغلب ساسة الدول العربية في حالة استنفار قصوى وتحسب لكل محتمل...فأغلبهم الآن في وضعية غير مريحة وغير مؤكدة وغير مستدامة...كراسيهم أصبحت مهددة بالإنكسار في أي وقت يريده الشعب...يعلمون أن وصولهم لسدة الحكم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة لا تقوم على أسس ديمقراطية بكل ما تحمل كلمة ديمقراطية من معنى...يعلمون أن الثورات العربية علمتهم أن لا ثقة في الشعب...كما أنهم متيقنون من أن الشعب لا يثق بهم مهما كانت صفاوة ونقاوة سرائرهم وبرامجهم...
المعطى الثالث، أن غالبية المثقفين من العرب وغير العرب لم يستوعبوا بعد حقيقة هذه الثورات ولا نتائجها. بل هم في حيرة من تكذيب أو تصديق الوقوع الفعلي لهذه الثورات. لا يجرؤون على تأييدها أو نصرتها، ويقفون متفرجين بقلق وحيرة...فتارة يقايضون مكاسب الثورات العربية بدريعة الخوف من الفوضى وفقد ( سكون النون) رتبهم؛ وثارة أخرى يقفون متفرجين لترقب الغالب والمغلوب في خضم الأحداث...قلقون محايدون جبناء مترددون...يجهلون كيفية التصرف بمعطيات الواقع...الواقع تجاوز طموحهم...كانوا تحت ظل الديكتاتوريين، مغمورين ومهمشين بل أكثرهم مهددون...ليست لهم ضمانة نجاح الثورات العربية...سبل الحوار بينهم وبين الشعب منقطعة مند عهد بعيد...الشعب لا يثق بهم لأن أغلبهم باع الشعب...وهم لا يثقون في الشعب لأن الشعب أحبطهم في عدة مواقف...
المعطى الرابع أن الشعب العربي ألف الدكتاتورية والاستبداد والقمع لمدة طويلة...كمريض تشافى من ضره مبدئيا لكنه لا يصدق أنه تشافا وتعافى...خروجه من الديكتاتورية يجعله لا يعرف أين يتجه وماذا يختار لتصديق القطيعة مع الماضي...ثقافته محدودة في المعطيات الثقافية الماضوية أوالدينية المبتدعة...لا يعرف بديلا للوضع الجديد...لا يعرف كيف يتعامل مع "ما بعد الديكتاتورية"...إزاحة الديكتاتورية خلق له فراغا فكريا تصوريا في اختيار البديل...فالشعب الآن ينتقل من الدكتاثورية المفزعة إلى البديل المفزع... والشعب العربي بثقافته البسيطة ومعلوماته الضئيلة لا يستطيع فرز فلول الدكتاتورية من غيرها...
العطى الخامس، في خضم هذه الثورات، هو أن الأنظمة الدكتاتورية السابقة لم تمت ميتة بدون رجعة، بل أن أنصاره والمستفيدون من بنيته الاقتصادية والسياسية والفكرية. ديول الأنظمة الديكتاتورية يحاولون الحفاظ على مصالحهم المكتسبة...انهيار الدكتاتور لا يعني انهار مؤيدي الدكتاثورية أو الدكتاثور نفسه...اقتصاد الديكتاتور وطريقة توزيعه لخيرات البلاد صعبة التخلي عنها وسط هذا الإنهيار...مؤيدوا النظام الدكتاتوري لا يرضون بالواقع...وحلهم الوحيد والأوحد هو أن يختلطوا بالثوار، أن يلبسوا ثوب الثورة بعد أن خلعوا بزة الديكتاتور...فهم يبدون وكأنهم مع الثورة...لا فرق بينهم وبين غيرهم من المسحوقين الذين عانوا من الثورة لحقبة طويلة...
تشابك شياطين وملائكة السياسة والإقتصاد بمصر العربية:
بعد ثورة مصر على الدكتاتورية، أجريت اتخابات خرج منها رئيس الدولة مرسي...وتلاها الإستفتاء على الدستور الذي وافق عليه المصريون بمايفوق 60 في المائة...وهذه التطورات في الأحداث كانت تبشر ببداية خطوة نحو الديمقراطية.
لكن قلة قليلة من المصريين السدج، ومن ضمنهم بعض المثقفين المصلحيين، وورائهم فلول النظام السابق لم ترضخوا لهذه النتائج التي أفرزتها صناديق الإقراع، رغم أنها كانت ديمقراطية بامتياز...
فرعونة ورفض هؤلاء للعبة الديمقراطية دليل على أنهم يرفضون الديمقراطية من أساسها...فهم ألقوا كل الأعذار وتشبثوا بمختلف التعرضات...بل منهم من نظم نفسه تنظيما سياسيا ورفض أن يشارك في حماية الثورة...وبسببهم عاشت وتعيش مصر العربية وضعا اجتماعيا وسياسيا غير مستقر...
وهؤلاء إن قسمناهم إلى فرق فسنجدهم متوزعون كالتالي :
- ديول وفلول النظام الدكتاتوري السابق بمصلحييه من السياسيين والموظفين السامين والمثقفين والفنانين ...ورغم قلتهم بالنسبة لعدد سكان مصر، فهم يؤثرون بشكل أو بآخر في محيطهم الضيق أو الواسع. نجدهم في مختلف المواقع...فهم مدراء وكوادر بالوزارات، ورؤساء بالمكاتب الإدارية بالوظيفة العمومية، وأعيان المدن والقرى أيام الدكتاتور...كانوا يستغلون مناصبهم ويستفيدون من ريع وهبات ومسروق الدكتاتور...فهم شلال مترابط التدفق والهرمية...مصلحتهم هو فبركة كل الوسائل القانونية بل حتى الديمقراطية ليثبتوا للمصريين أن نتائج الثورة والوضع بعد الثورة "لم يكن" و"لن يكون" بأحسن من الأوضاع والمعطيات التي كانوا يعيشونها أيام الديكتاتور...فهم شياكين السياسة والإقتصاد المصري...
- البرادعي وعمر موسى وغيرهم من المقسيين سياسيا، وجدوا في الثلة السابقة الذكر بمتغاهم ومصالحهم...فهم يعرفون كيف يسيسون الأمور وكيف تشعل نار الفتنة والفوضى...مناصبهم أيام الدكتاتور وتجربتهم السابقة مكنتهم من احتواء مصالح ديول وفلول الدكتاتور...
وبكل حياد أؤكد أنه لولا تهافت عمر موسى والبرادعي لما وصلت مصر إلى ما هي عليه الآن من فوضى وضحايا. وكل فشل ينال الثورة وكل ضحية تسقط وكل وقت ضائع من الثورة سببه التاريخي والواقعي والسايسي هو عمر موسى والبرادعي...
فليرجع البرادعي وعمر موسى لقراءة تاريخ الثورات. فقد كان من اللازم على المصريين أن يحاكماهما أو يعدماهما وفق الشرعية الديمقراطية...لأنهما هما شيطاني الثورة المضادة وسبب الفوضى بثوب ملائكة الثورة...
حين تختلط الأطروحات وتتشابك وجهات النظر يستحكم للعقل ليفرز الحل الأقل ضررا للشعب ( المصري والأمة العربية) ماذا يقول العقل ؟
العقل والمنطق يقول أن المصريين الكادحين والمقهورين والمنخورين، قبل الثورة، لم يكن لهم صوت في أي مؤسسة دستورية أو كانت لديهم لكنها كانت مجرد أداة صورية بيد وإرادة الدكتاتورية البنيوية للنظام السابق...
الشعب اختارما يسمى ب "الإخوان المسلمين" ومرسي كرئيس دولة...
وما العيب في ذلك؟ ف"الإخوان المسلمون" جزء من القاعدة أي الشعب. عانوا هم أيضا، كباقي المهمشين من الأحزاب والتنظيمات، من الدكتاتورية ما يقرب من نصف قرن...
فهم شرعيون ولو كانوا لا ينسجمون نظريا مع العديد من الأفكار الديمقراطية...فلنتركهم يتصرفوا حتى نعرف نواياهم، لا أن نحكم على نواياهم قبل تصرفهم وقدرتهم...
وتخوفات البعض من وصولهم لدفة الحكم هو في الحقيقة مجرد وهم وشيطنة لا مبرر لها...هذه التخوفات هي في الحقيقة تصب في مصالح ديول وفلول النظام الدكتاتوري السابق...بل هي تخوفات تشكك في مقدرة الشعب المصري على اختيار ساسته سواء من الإسلاميين أو غير الإسلاميين...
فلنكن صرحين مع الواقع والمنطق. فالمصريون اختاروا مرسي كرئيس وصوتوا على الدستور الجديد فلماذا نحرمهم من اختيارهم الحر الديمقراطي؟
من يريد حرمان المصريين من حرية تقرير مصيرهم فهو يريد ديل وبلطجي النظام الدكتاتوري السابق...ومن يريد أن يقيم وصاية على اختيار الشعب المصري فهو لا يعرف تعنت وقوة الفكر الجماعي لما يراه صوابا أو خطأ...
نحن متيقنين من أنه لو استقال الرئيس مرسي اليوم وأعيدت الإنتخابات الرئاسية بعد أسبوع فسوف يصوت الشعب بنفس النتيجة...لأن الشعب يعلم ما يسمى ب " الإسلاميين" لم تتح لهم لحج الآن لا ظروف العمل ولا الوقت لمعرفتهم وتجريب نواياهم...فهو واع بأن اختياره صحيح وأن من يريد إزاحة الرئيس فهو ضد الرئيس وضد إرادة الشعب المصري وضد الديمقراطية...
فرضية أخرى: فلو استقال مرسي لانقض العسكر على النظام وأعيد لقمان لداره ولعمت الفوضى والحرب الأهلية...وهذه الفرضية تذكر رجال السياسة بالتجربة الجزائرية التي أدت إلى حرب أهلية دامت أزيد من عقد وتمكنت الديكتاتورية العسكرية بالجزائر من التقاط أنفاسها وتقوت...
وهل " الإخوان المسلمون" قوة ضعيفة عدديا وإديلوجيا إلى درجة أن تترك لغيرهم إقالة الرئيس أو تعطيل بالدستور؟ وهل سيسكت الإخوان المسلمون إن قدر واستقال أو أقيل الرئيس؟ وهل من سلم اجتماعي واستقرار أمني إن أصاب الرئيس مكروه ؟
فلنترك مرسي و "الإخوان المسلمين" يعملوا وفق الدستور لنحكم بعد ذلك على عملهم؛ لا أن نحكم عليهم بمجرد تخوفات لا أساس لها من الصحة...فالشعب والعقلاء يدركون أن الشغب المحيط بالرئيس وحكومته يجعل عطائهم مرتبكا وتفكيرهم غير مركز...وبالتالي سيكون عطاؤهم غير مريح...وبعدها إن فشل "الإخوان المسلمون" فسيتدرعون هم أيضا بوجود هذا الشغب المفتعل...
في نظرنا، ما يسميه البعض ب"الإخوان المسلمين" ليس سوى أكذوبة لشيطنة الإخوان...بل الغريب في الأمر أنه في بعض السير والأحاديث لدى بعض المثقفين أصبح مصطلح "الإخوان المسلمين" سبة ومذمة...وقدحا بدون مبرر في كل من ينتمي من قريب أو بعيد للإخوان المسلمين...
أليست الحكومة التركية من "الإخوان المسلمين"؟ أليس الوزير الأول المغربي من "الإخوان المسلمين".."الملتحون"...؟
وما الضرر في أن نجرب "الملتحين" ؟
بالفعل "فالإخوان المسلمون" ( دائما بين قوسين) بمصر، عملوا أكثر من قرن من الزمن لنشر فكرهم وأفكارهم؛ وتقف ورائهم الآن قاعدة قوية ومتفوقة عدديا إديلوجيا...وبوسيلة هذه القاعدة الواسعة فهم قادرون على فرض وجودهم بكل طريقة سلمية أو غير سلمية لإنجاح الثورة واستتباب الأمن وتوزيع خيرات البلاد بشكل أكثر عدالة وإنسانية مما كان عليه الوضع في عهد حسني مبارك وشردمته المبلطجية...
فهم في آخر المطاف ليسوا سوى تنظيما من التنظيمات السياسية الوطنية. لهم برنامج سيحاولون تطبيقها تحت رقابة الشعب ومؤسساته الدستورية...
فلينظم غيرهم أنفسهم في تنظيمات أخرى ليصبحوا معارضة...فقانون الأحزاب حسب الدستور المصري الجديد والديمقراطية لا يمنعان تكوين الأحزاب بل العكس؛ فهو يشجع على ذلك...ومن استطاع إقناع الشعب وتنظيمه فلينتظر الإستحقاقات الإنتخابية ليحصل على نتيجة عمله وتنظيمه...
وحذار أن يضن البعض أن مصر هي إيران...ومصر لن تكون إيران أبدا...
وبعد هذا وذاك، فلنكن صرحاء مع أنفسنا ومع الشعب المصري وذلك بطرح السؤال التالي:
هل بمقدرة "الإخوان المسلمين" وحلفائه أو بمقدرة حتى ما يسمى "بجبهة الإنقاذ الوطنية" أن يغيروا مجرى واقع المصريين بجرة قلم؟ لا. لأنهم أمام آلاف المشاكل المطروحة والمتراكمة. فهم إن نجحوا فقط في مشروع يعيد به المصري كرامته ويقوم خطى الطريق الصحيح للديمقراطية فهذا كاف لشكرهم...
"الإخوان المسلمون" في مصر، رجال ونساء، يشبهون كل الناس وكل السياسيين.. "الإخوان المسلمون" بمصر وغيرها من الدول يحملون أفكارا ككل البشر... تصرفاتهم إنسانية ككل خلق مرغم على التفكير والتصرف...وكل يرى الخير للغير ونفسه بمنظوره ومبادئه...
وبغض النظر عن هويتهم الفكرية أو مرجعيتهم التاريخية، يمكننا أن نحكم على تصرفاتهم الآنية بأنها غير منسجمة مع الوضع والواقع المفروض...ولهم عذر في ارتباكهم، ألا وهو الفوضى المحيطة بعملهم وصفتهم كحكام جدد...
فهم أتبثوا لحد الآن أنهم لطفاء ومتواضعين أكثر من اللازم. فهم تسامحوا مع "الشياطين" وخدمة النظام المباركي والبلطج إلى أقصى الحدود...لم يتخذوا القرارات الصارمة والصادمة الصائبة...بل خالفوا قاعدة سياسية صحيحة حين وصلوا لدفة الحكم بمصر. فهم لم يتفكروا في المقولة السياسية التي استعملها الراحل الحسن الثاني والتي تقول " كبرها تستصغر". بل أنهم استصغروا مقامهم واستصغروا مواقفهم، وترفقوا بأعدائهم إلى درجة أنهم تركوا الداء للداء عوض أن يفهموا أن الدواء خلق للداء...
ملائكتهم كانت غير قادرة على فهم فكر وتصرف شياطين النظام الذي سبقهم...
التجربة كانت تنقصهم ومعرفتهم بخبايا السياسة تنطلق من مقولات أكل عليها الدهر وشرب..."وعاملهم بالتي هي أحسن..." و" ادفع بالتي هي أحسن..." ...لم يعرفوا ولم يفقهوا أن السياسة شيطان لا يقبل المنافسة السياسية والإقتصادية، رغم أنهم في عمق ومحور المنافسة السياسية والإقتصادية المضادة لهم ولفهمهم وفلسفتهم وبنية تفكيرهم...
و"كأنهم في مبارة حاسمة في كرة القدم وتنازلوا عن هدف سجلوه وذلك بعلة أن خصمهم يحلف بالله، أنه صادق، وعلى حق، وبشهادة شهود" ..
لا يعرفون شياطين السياسة والإقتصاد رغم معرفتهم لجزء من فكر ملائكة السياسة والإقتصاد والفكر والديني التقليدي....
بالفعل "فالإخوان المسلمون" ( دائما بين قوسين) بمصر، عملوا أكثر من قرن من الزمن لنشر فكرهم وأفكارهم؛ وتقف ورائهم الآن قاعدة قوية ومتفوقة عدديا إديلوجيا...وبوسيلة هذه القاعدة الواسعة أن يفرضوا وجودهم بكل طريقة سلمية أو غير سلمية لإنجاح الثورة واستتباب الأمن وتوزيع خيرات البلاد بشكل أكثر عدالة وإنسانية مما كان عليه الوضع في عهد حسني مبارك وشردمته المبلطجة...


لكنهم حاليا بالنظر إلى ما آلت له مصر، لا يعون قدرتهم ولا قاعدتهم ولا يعرفون كيف يقضون على خصومهم لتحطيم كل العراقيل السياسية والإقتصادية الآنية...
فهم بغثوا كما بغث المصريون والعالم من حولهم...وجدوا أنفسهم في موقع لم يكوونوا مهيئين له سياسيا واقتصاديا وفكريا...
وجهلهم هذا كان سببه تهميشهم في ساحة السياسة خلال العقود السابقة أو عدم رغبتهم في خوض اللعبة السياسية للتعلم والإستفادة والتمصلح...
سبل وطريقة حماية الثورة المصرية وضمان نجاحها :
نصيحتنا وتوجيهنا ( اقتراح) لمن يحكم مصر حاليا وفي موقع القرار هو :
- على "الإخوان المسلمين" أن يثقوا بأنفسهم وقدرتهم على إدارة البلاد وحدهم...إدارته بشكل ديمقراطي...
- على النظام المصري الحالي أن يفرض الأمن بأي ثمن ولو كلفه ذلك صخب الأقلية وضوضاء الغوغاء وبلطجة النظام السابق...فليتركوا الحوار مع خصومهم تركا واضحا وبدون هوادة...وعليهم أن يقطعوا الحوار مع ما يسمى بالمعارضة أو "جبهة الإنقاد الوطني"...ولا حوار ولا نقاش مع من يرفض الديمقراطية بقواعدها العالمية...فكل قبول للحوار مع أعداء الثورة وأعداء الشرعية مآله الفوضى "واللخبطة" والتشتت...
- على المصريين أن يتركوا للشعب تنفيذ اختياره عبر منتخبيه...
- على "الإخوان المسلمين" أن يكونوا ثوريين قبل غيرهم وقبل أن تفوتهم الفرصة وتزهق منهم السلطة؛ وليدخلوا في تنفيذ برامجهم الإقتصادية قبل السياسية والفكرية. مثلا عليهم بالضرورة، في الظروف الحالية، رفع أجور الموظفين بنسبة 40 في المائة، والعمال والمستخدمين في القطاع الخاص بنسبة 30 في المائة، والتقاعد بنسبة 50 في مائة، ومنح شهرية لدوي الإحتياجات الخاصة...وليوافق من يوافق وليرفض من يرفض " طوز" فيهم وفي حساباتهم...
- يجب عليهم كسب ثقة الشارع والعامل الكادح والعامي والمتواضع والقاعدة ككل بطريقة لا حسابية اقتصاديا...وليكن ما يكن...وهذا جواب سيجعل من يطمح في الحكم بمصر مهددا من قبل الشعب ومصالحه وحقوقه المكتسبة... وبعد هذه الزيادات فليتركوا الحكم لمن يريد أن يحكم لننظر ماذا سيفعل بعد هذه الزيادات في الأجور وفيما سبق ذكره...وكما يقول المثل "فليكبرون الفضيحة فستصغر"...وهذه الزيادات في جيوب الشعب ضمانة لهم لاستمرار تأييدهم وستكون ورقة تسكت وتكمم بها ألسنة كل من يطمح لحكم مصر بعد الإخوان المسلمين أو غيرهم من الفصائل السياسية... فالإخوان المسلمون الآن يراهنون على نجاح الثورة بدون قرارات سياسية محرجة...( هذا الحل يصدق على كل دول عربية تعيش الفوضى والصخب الإجتماعي حاليا).
وهم إن لم يقوموا بهذه المبادرات ( المبادرة الإصلاحية الجريئة) فسيجدون أنفسهم خارج السلطة وخارج المدار السياسي بقوة الشعب وطموحاته...وستفشل الثورة بعد فقدهم لسلطة الحكم...وستعم الفوضى في كل بقاع مصر...لأن المصريين لهم اقتناع واحد هو التغيير الجدري لجيوبهم ولقوتهم الشرائية...
تمويل هذه الزيادات في الأجور والتقاعد والمنح سيأتي به الاقتصاد الواقعي من كل حدب وجدب مع مر الزمان...
وفي هذا المقام، لا يسعنا إلا أن نقول بوضوح أن ما يسمى بالإخوان المسلمين ليسوا سوى قوة سياسية من بين القوات المتواجدة حاليا، لا فرق بينهم وبين غيرهم...لا ضرر في أن ينجح الثورة العربية عدوي أو صديقي السياسي...لا فرق بين من يتخذ مبادرة استتباب الأمن والعدل ومحاربة الإستبداد أكان مسلما أو مسيحيا... كافرا أو مؤمنا ، يميني أو يساري أو وسطي...المهم أن تنجح الثورة ويستتب الأمن والعدالة بالدول العربية، ويهزم الاستبداد والظلم الاقتصادي والاجتماعي والسياسي وتنتصر الديمقراطية بالوطن العربي...

الحايل عبد الفتاح، المغرب



#الحايل_عبد_الفتاح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة مفتوحة إلى السيد وزير الداخلية المغربي
- هل بالجزائر آخر نظام عسكري في الدول العربية؟
- كيف نميز بين الصحيح من الخطإ ؟
- قلة المتخصصين والخبراء بالمغرب مشكل حاد وعويص.
- لوبيات بوزارة التربية والتعليم بالمغرب
- الفيروزات والميكروبات الفكرية الضارة
- مساهمة في إصلاح منظومة القضاء بالمغرب
- رسالة مفتوحة إلى معالي السيد الوزير الأول المغربي بن كيران
- الثورة المصرية بين جهل التابعين والمفسدين وتقاعس غالبية المث ...
- هل المنظومة السياسية لمبارك أقوى من الثورة المصرية؟
- سرقوا منا مؤقتا إنسانيتنا ووطنيتنا وكينونتنا.
- المهم هو إنجاح الثورة المصرية بالتصويت بنعم
- الثورة تهدد مراكز الفساد والاستبداد
- اللبراليون واليساريون ليسوا كلهم ديمقراطيين
- التصويت المصري بنعم للدستور انتصار للمسار الديمقراطي
- سرية معلومتا الخلد والملك في النص القرآني
- رسالة مغلقة لجناب وزير التربية والتعليم المغربي
- فشل تجربة كل الإديلوجيات لدى العرب
- الثورة العربية الإسلامية الثالثة
- ظاهرة التعيينات بالوظائف العمومية


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - الحايل عبد الفتاح - تشابك شياطين وملائكة السياسة والاقتصاد في الوطن العربي