الثورة المصرية بين جهل التابعين والمفسدين وتقاعس غالبية المثقفين

الحايل عبد الفتاح

الحوار المتمدن-العدد: 3954 - 2012 / 12 / 27 - 00:57
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    

مصر تعيش محنة الانتقال الديمقراطي لأسباب سبق الفصل في موضوعها. ومحنتها ظاهرة صحية تبشر بالخير المستقبلي.
لكن أكثر ما يحز في نفس المثقف العربي الديمقراطي هو وجود طبقة مصرية مثقفة لا تريد أن تدخل حلبة نصرة الثورة... والسبب في تقاعسها عن الإدلاء بدلوها هو تخوفها من دخول مرحلة الديمقراطية...لا ترى ضمانة في نصرتها ...ولكنها لا تدري ماذا ستضيه على طبقتها وشعبها بعد حين...
هذه الطبقة المثقفة هي التي بقيت متراجعة أيام الثورة لكنها استدركت موقفها فيما بعد لنصرة الثورة...خاصة خلال الإنتخابات الرآسية ...فكان ما كان وحدثث الثورة...وطويت صفحة مبارك وديله
فعلا غابت عن المشهد السياسي والإعلامي المصري والدولي وجوه سياسية وفكرية مرموقة كانت طوال عقود تنور الرأي العربي من بعيد أو قريب...وتبدي الرأي السديد...ولا داعي لذكر الأسماء لما في ذلك من حرج لهم ولنا...
هل سبب ذلك هو انعدام ثقتهم في المستقبل؟ لا. فالمستقبل يخلقه الشعب بمثقفيه لا بجهاله والمغمور عليهم...
سكوت هؤلاء يترك المصريين الكادحين في مواجهة شردمة حسني مبارك...
على المثقفين المصريين أن يتحركوا في وجهة الثورة لا ضدها...في وجهة المشروعية لا ضدها...وعليهم أن يجندوا كل طاقاتهم قبل أن تغصب الثورة من طرف فلول النظام السابق...النظام السابق له قوة دفع وردة فعل أعمق مما يتصورونه...وعليهم أن يغتنموا فرصة وقوع ثورة، بدون سابق إنذار ليدافعوا عنها ويثمنوها...ثورة 25 يناير فرصة لا تعوض...لا تعوض وضمانة لدولة الحق...
مصر في مفترق الطرق ومحتاجة للمزيد من مثقفيها لتنوير الرأي العام والمخدوعين...مصر لها من الإمكانيات الفكرية ما هو كاف للإشعاع على باقي الدول العربية والمجتمع الدولي...
رفيقي وأخي المثقف المصري والعربي، لا تبخلوا بالصدع بالحق والمشروعية...لأنه هو السبيل الوحيد لانتصار الثورة ولو عن مضض...فطريق الثورة طويل ويتطلب الحسم في المواقف...كونوا في مستوى الواقع المفروض بطريقة أو أخرى...

الحايل عبد الفتاح، الرباط، المغرب.

#الحايل_عبد_الفتاح (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات