أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - الحايل عبد الفتاح - هل المنظومة السياسية لمبارك أقوى من الثورة المصرية؟















المزيد.....

هل المنظومة السياسية لمبارك أقوى من الثورة المصرية؟


الحايل عبد الفتاح

الحوار المتمدن-العدد: 3953 - 2012 / 12 / 26 - 23:21
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    



اليوم يجب أن يعترف المصريون، والعرب والمسلمون والمسيحيون واليهود والأقباط والبوذيون واليساريون والغنوصيون وكل الفصائل والأحزاب كافة، بقوة عمق النظام السياسي الذي رتبه الرئيس المخلوع حسني مبارك وشرذمته... حسني مبارك قبل رحيله أسس ونظم المجتمع، بوعي أو بدونه، خلال اربعين سنة، بطريقة تخدم مصالحه ومصالح عائلته والمقربين منه ومن تبعهم إلى يوم ثورة 25 يناير. اللعب والترتيب السياسي الذي انتهجه خلال حكمه أنتج بنية سياسية واقتصادية واجتماعية شاذة ومحرجة لثورة مصر. حسني مبارك مع من كان يحوم حول نظامه فرض واقعا صعب التحليل والتشريح والتشخيص... وضع مصر كمن كان يلعب لعبة الستر نج وانسحب وبقيت لعبة الستر نج محتاجة لمن يتممها أو يهدمها ليعيد اللعب من جديد. فمن جهة، فاللعب من جديد ممنوع أمام المعطيات الواقعية الفعلية المفروضة؛ ومن جهة أخرى، فتتميم نفس الروند le ronde من اللعبة صعب. صعب على من جلس مكان حسني مبارك أن يتمم ما بدأه سابقه في اللعبة، خاصة أن حسني مبارك ترك لعبة السطرونج في مرحلة " كش ملك" أي échec et mat . فحسني مبارك ترك الشعب في وضع خلطت فيه الأوراق والتبس الحق بالباطل والمفسدون بالوطنيين والمصلحة العامة بالمصلحة الخاصة... طريقة تفكيرحسني مبارك جعلت الشعب اليوم في حيرة وفي مأزق الإختيار. احلا الإختيارين مر إما متابعة لعب حسني مبارك أو إعادة اللعب من جديد مع "كش ملك" échec et mat . يجب أن يفهم المصريون أن ما فعله حسني مبارك بمصر ليس سهل الفهم والتتبع التشريح والتشخيص، لأن لا إمكانية لمن وصل لحكم مصر أن يعلم كيفية وطريقة مبارك في تسيير مصر... فلو أمكن ذلك لسهل الإنتقال من العهد البائد إلى العهد الجديد الموالي للثورة. صعب فعلا على الشعب المصري أن يستوعب أن ما بناه حسني مبارك خلال أربعين سنة أن يهدمه يوم أو سنة أو سنتين من حكم رجل آخر ولو كان من قراء "وعرافي" الماضي والمستقبل. مصر عانت الكثير من حكم حسني مبارك. نزف منها دم كثير وتعرضت لاغتصاب لا ينسى واستغلال لا يقدر. فهل المصريون مستعدون لبدل وقت كاف لفهم ما كان يحيط بهم من المستبدين والمستغلين والمفسدين؟ لا أظن ذلك. فالشعب لا يعرف سوى النتيجة. لا يبالي لا بالإكراهات ولا بالضغوط ولا بالماضي الأليم الذي أنتجه حسني مبارك.
فالشعب في غفلة من الوضع الراهن. الشعب لا يعرف معنى الإنتظار، ويريد نتيجة آنية في مصلحته بعد الثورة؛ الثورة بالنسبة إليه هي قطيعة مطلقة مع الماضي...مطلقة لا فراغ بينها وبين الماضي... فهو لا يعرف الوقت الذي يتطلبه تهيئ مشروع قانون والتصويت عليه قبل دخوله حيز التطبيق. وقت الشعب لا يقاس بوقت من يحكم أو يقرر. تمطط وتقلص الوقت لا يفهمه العامة ومن هم في الفقر والحاجة الآنية والحالية. سوئ فهم للوضع السابق واللاحق على الثورة يجعل الوضع مشلولا. فإما أن تكون نتيجة أو أن من جلس على كرسي مبارك فهو مشبوه في نيته ومشابه له.
لكن الحقيقة والواقع هو أن ما خلفه النظام الحسناوي البائد لا يمكن هدمه بين ليلة وضحاها، بين ثورة وغدها...فلتصحيح الوضع وإحقاق الحقوق وترتيب نتيجة لثورة 25 يناير يجب أن يتريث الشعب ويفهم أن التغيير يتطلب الوقت للتصحيح والتقويم.
النظام السابق كان مرضا مستحكما في شرايين وعروق العديد من المصريين ومن الصعب تشخيص وعلاج المرض بين ليلة الثورة وضحاها. فتكسير شوكة وفلول ومفسدة النظام السابق والمتعاملين بعملته يتطلب وقتا نسبيا وجهدا ونيات حسنة...
تخيلوا معي أن مريض مصر، منذ أربعين سنة، جاءه طبيب لا نعلم حنكته أو جديته في علاج المرض الذي استدعي من أجله؛ فحص الطبيب المريض وأعطاه وصفة لإيقاف المضاعفات المرضية؛ فإذا بشخص من عائلة المريض بعد الغد بصرح للجميع أن ذلك الطبيب لا خبرة ولا حنكة ولا اختصاص لديه في علاج المريض المتحدث عنه...
هذا ظلم وبهتان وكذب... فالطبيب لم ينهي عمله والمريض لم يتناول الدواء لمدة معينة لنعرف نتيجة عمل الطبيب ونجاعة وصفته...
مصر تعيش نفس الحالة المرضية... فهي كانت مريضة منذ أربعين سنة، وبعد ثورة 25 يناير يريد البعض ممن لا يحب الأطباء ولا الديمقراطية أن تجد مصر الراحة والشفاء بعد غد الثورة...
فهل من المستساغ أن نطلب ونفرض على مرسي وحاشيته أن يهدموا منظومة حسني مبارك بين ليلة وضحاها ؟ هل مرسي ومن معه لهم من الحنكة السياسية والإقتصادية والإجتماعية والمعجزات ما هو كفيل بتبليغ نتائج الثورة بسرعة تفوق الزمن وقوة النظام البائد ؟
البعض من المصريين لا يفهم معنى خلق نظام جديد وقيادته تبني ثورة ونصرتها. فهذا البعض يزبد ويرغي بدون علم بما حدث لمصر خلال أربعين سنة وما يحدث لها وفيها حاليا. والسبب في تصرفات هؤلاء هو رغبتهم في استمرار نفس اللعب الذي كان يلعبه حسني مبارك وشردمته أو أنهم لا يعرفون تكتكة الوقت دقدقة الزمن... الزمان كالمكان، لا يستطيع أحد أن يقصرهما أو يطولهما بزيادة أو نقصان.
مصر اليوم تحتاج لمن يفهم مرضها قبل علاجها. وفي حالة فهم وتشخيص مرضها يجب انتظار مفعول الحقنة والدواء الذي وصفه لها الشعب عبر صناديق الإقتراع. الرغبة في تمطيط الزمان أو تقليصه ونعث، من وصل لدفة الحكم شرعيا وديمقراطيا، بالفشل عبث وأكذوبة...
على الشعب المصري أن ينتبه لسن الثورة ومقدرتها على هزم منظومة حسني مبارك. فمن المستحيل أن تحقق الثورة كل متطلبات الشعب المسحوق بدون تضحية... يجب أن يفهم المصريون أن الحكم على مرسي منذ يومه الأول هو حكم باطل... وأن مرسي ومن معه لم يجدوا الفرصة لتطبيق برنامجهم؛ فهم أقحموا في نقاش وجدال وشوشرة لم تسمح لهم بالقيام بمتطلبات الشعب... أما ما سمي بالمعارضة على الدستور فهو مجرد مناورات سياسية تريد أن تفرض نفس اللعبة التي فرضها حسني مبارك...
النية الصادقة والإيمان بالديمقراطية يتطلب إعطاء الوقت لمن وصل ديمقراطيا وانتظار مدلول عمله...
والغريب في أمر بعض ديمقراطيي مصر وغيرهم في الدول العربية أنهم لا يؤمنون خلال هذه المرحلة الصعبة بالديمقراطية وأن التيار الإسلامي ( رغم أنه حزب سياسي لا غير) أصبح اليوم أكثر ديمقراطية ممن ينسبونها لأنفسهم منذ عقود...هكذا سيشهد التاريخ أن من بين الديمقراطيين بالعالم العربي من لا يؤمن بالديمقراطية حين لا تناسبه ونتائجها، وأن من بين من كان لا يؤمن بالديمقراطية قد يصبح في يوم من الأيام مضطرا لاحترامها وتطبيق قواعدها كمخرج من الحرج والورطة ولحما ية الثورة من المنظومة السياسية لحسني مبارك وفلوله الصامدة...
الحايل عبد الفتاح، الرباط، المغرب.



#الحايل_عبد_الفتاح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سرقوا منا مؤقتا إنسانيتنا ووطنيتنا وكينونتنا.
- المهم هو إنجاح الثورة المصرية بالتصويت بنعم
- الثورة تهدد مراكز الفساد والاستبداد
- اللبراليون واليساريون ليسوا كلهم ديمقراطيين
- التصويت المصري بنعم للدستور انتصار للمسار الديمقراطي
- سرية معلومتا الخلد والملك في النص القرآني
- رسالة مغلقة لجناب وزير التربية والتعليم المغربي
- فشل تجربة كل الإديلوجيات لدى العرب
- الثورة العربية الإسلامية الثالثة
- ظاهرة التعيينات بالوظائف العمومية
- حرب الأفكاء بدأت
- رسالة مفتوحة إلى المجلس الوطني لحقوق الإنسان بالمغرب
- مجلس الجالية المغربية بالخارج والمجلس الوطني لحقوق الإنسان و ...
- القاضي والمحام لا يرغبان في استقلال القضاء ولا نزاهته ؟
- موقف الغربيين من الثورات في الدول العربية-الإسلامية
- الثورة المصرية ملك أيضا للشعب العربي الإسلامي وغير الإسلامي.
- دعوة للإحتفال ب -عيد الثورة العربية-الإسلامية- بتاريخ 17 دجن ...
- أخيرا، النخبة المثقفة بكاملها تنظم إلى الثورة المصرية
- هؤلاء يساهمون في تأخر مجتمعهم الوطني والدولي الإنساني.
- لا مانع ولا تحريم في الجمع بين الدين والعلمانية


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - الحايل عبد الفتاح - هل المنظومة السياسية لمبارك أقوى من الثورة المصرية؟