أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مختار سعد شحاته - حلقة ذِكر.. قصة قصيرة.














المزيد.....

حلقة ذِكر.. قصة قصيرة.


مختار سعد شحاته

الحوار المتمدن-العدد: 3996 - 2013 / 2 / 7 - 07:29
المحور: الادب والفن
    


(حلقة ذِكـْر) .. قصة قصيرة.

أحارُ حين أبدأُ الحكيَّ عنه، فأنا أعرف صعوبة البداياتِ التي تناسبه، ربما هذه المرة أجربُ بداياتٍ أُخر، فلتكن البدايةُ حين جلس أمام التلفاز و"ميج ريان" كالملاك تركب دراجتها، فتُفاجأُها سيارةُ النقلِ المحملةُ بالــ...... لا .. لا .. لا ... يكرهُ هذه البدايةَ، فهي تستدعي إخوته الكبار في حجرتهم، حين تجمعوا أمام شاشة التلفاز خلسة يشاهدون فيلم "برنو" تعرضه قناة "سيجما + "، وحديثَهم بلغةِ إنجليزيَّةِ الفلاحين التي كرهها صغيرًا، وأتقنها الآن.

لتكن بدايةُ أخرى، مثلا حين يعجز عن تفسير سرِّ بكاء "صقر عبدالرحيم" حين قالت له ميرفت أو غيرُها:
-( أنت لا تصلح سوى للحزن، ومن يصلح للحزن لا يصلح للحب، ومن لا يصلح للحب لا يصلح أبدًا).
نعم، لنبدأ بها.. لكن ذلك قد يتصاعد دراميًا، ويُوتِر صاحب الحكاية وبطلها، حين يُفلسفُ تفاهةَ انتحارِ "صقر" في نهاية رواية "ورود سامة لصقر".. لنغيرها إذن، ولنبحث عن بداية تخالف هذا الحدث.
ربما أُغيرُ ضميرَ الغائبِ، وأُعيرهُ "أنا" الضمير، وليبدأ، أو للأحرى أبدأُ أنا.

حين اعتدلت تهذب شعرها - وللعلم ليس منثورًا، وضعت "بِنسةَ" شعرِها في فمِها بمتعةٍ طاغيةٍ، ضمَّتْ شفتيها خشيةَ سقوطِ "البِنسة.". أخذتْها من فمها أخذَ الخبير بظلام الحجرة، وحبستْ شعر رأسها وراءها.
تمدَدتْ وأخبرتني أن أُسرعَ بالاغتسال والخروج إلى الحضرة والليلة الكبيرة؛ فامتثلت.

في خروجي ينبغي أن أصحبَهُنَّ معي، تلك المُمَددةُ هناك في طرف السرير، وتلك التي لا أدققُ ملامحَها، لكن أعلمُ أنها تحمل طفلي فى عالم الافتراض، متى تضعْهُ هناك ستتخيَّرْ له واحدًا من الآباء الذين يُحسنون حُبَّ الأطفال ورعايتهم؛ ولن أراهما للأبد. أما التي تسير على استحياء زميلةُ العمل، وهي بينَ بينْ، أفضلُ تسميتَها زميلةِ العمل وفقط. والرابعةُ المحصورةُ في زاوية الحجرة هناك، أظنها زوجتي.

في مدخل المسجد نجحتْ محاولاتي في إقناعِهن بالمكوث خارج حلقة الرجال، فنحن هنا في المسجد نحبُهنَ، ونتساءل عنهُنَّ، لكننا لا نُحضرهن إلا خلسةً في "جيوب المَحَاِفظ " أو أرقام الهواتف المشفرة، والرسائل الرقمية.
تبدأ الحضرةُ؛ وأدور مغمضًا في تجليات الحبور والنشوة، أختلسُ النظرَ بين الحينِ والآخر، متفاديًا الاصطدام بملائكةٍ تحلقت تبكي؛ وتدعو الله أن يُمتعها مثلي بمتعة المعصية البشرية، فيعود مشهد"نيكولاس كيدج" فوق عمارة شاهقة منتشيًا بلون وطعم الدم.

ربما يختلط الأمر قليلا، فما بين "صقر عبدالرحيم" و"نيكولاس كيدج" ثمة مجذوب بينهما لا أعرفه، أزيدُ من مرات النظر وتجربة الدوران في الحضرة بوعي المشاهد، وأقترب منه :
-"?What s your name"، فيتجلى..
-"اللــــَـــــــــــــــــــــــــــــــــه".
يدورُ فأدور، يبتعدُ فأقتربُ، وأسأله من جديد:
-"?How many disks in your classroom "، ينتشي في جلال ويركب دراجة "ميج ريان".
-" مداااااااااااااااااااااااااد.. اللـــــــــــــــــــــــــــــَـــــــــــــه".

هنا يتحتمُ على السيارة ألا تصطدم بـ"ميج ريان"، فالملائكة تراها أجمل من أن تموت، وهكذا توجبَ على "ميرفت" أو غيرها أن تعتذر لـ"صقرعبدالرحيم"، فيقرر تأجيل الانتحار عبر شمّهِ زهورًا سامة.. بينما يستمر في تجليه ودورانه بين القرب والبعد من حولي، وأنا أُلِحُ في سؤالِ إخوتي حول الجملة التي قالتها المرأة العارية في قناة"سيجما +"؛ فانفجروا لها ضاحكين، وغامسين صمتهم في نشوة فاقت نشوتها حين اعتدلت، وتأكدت أن "بِنسة الشعر" قد أحكمتْ ضمَّ خصلات شعرها- وللملاحظة غير المنثور.
- تمت –
مختار سعد شحاته.
"Bo Mima".
روائي.
مصر - الإسكندرية.



#مختار_سعد_شحاته (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شعب الطُرشان
- -كليك يمين-. أنا افتراض؛ أنا موجود.
- حاجز الخوف.. كسرناه أم استبدلناه؟
- (ست-حكايات لحبيبي الذي يحب القهوة والأحلام تريحني، وحكاية لا ...
- (خريطة سكندرية خاصة)
- دماء على أسفلت التدين.
- من حالات ربٌّ يُحبُ النساءَ.
- رسالة إلي الشيخ -العريفي-.. أرونا فعلكم قبل خُطبكم الرنانة.
- الحمد لله أنها خلقت من ضلع أعوج.
- الجنة بين الحلم والخيال والواقع.
- .من تاريخ العُري الوطني.
- اقرأ .. وحاجة إلى إعادة فهمها القرآني.


المزيد.....




- دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم -زهايمر- احتفالا بمي ...
- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...
- فرنسا: مهرجان كان السينمائي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في تد ...
- رئيس الحكومة المغربية يفتتح المعرض الدولي للنشر والكتاب بالر ...
- تقرير يبرز هيمنة -الورقي-و-العربية-وتراجع -الفرنسية- في المغ ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مختار سعد شحاته - حلقة ذِكر.. قصة قصيرة.