أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ماهر علي دسوقي - كلب ومواطن وحاوية!














المزيد.....

كلب ومواطن وحاوية!


ماهر علي دسوقي

الحوار المتمدن-العدد: 3988 - 2013 / 1 / 30 - 17:14
المحور: المجتمع المدني
    


كلب ومواطن وحاوية !
ماهر دسوقي

هي سطور ليست من وحي الخيال، أو من نصوص "الهزار أفسان" بل واقع أليم بتنا نحياه يومياً، وآخذ بالتكرار في أكثر من مدينة او حارة او زقاق ..

كانت بدايات النهار تعلن عن ذاتها، وبالكاد ترى مركبة او انساناً يتحرك، شارع متفرع عن خط أشبه بالعام، في منتصفه تقريباً حاوية نفايات من الحجم الكبير، احرق ما فيها اكثر من مرة إبان اضراب عمال النظافة المطالبين بتحسين أجورهم، فبانت "سيدة" تجميع النفايات بلا لون واضح.

زائر الحاوية لا يلتفت الى لونها ولا يعنى بالمنازل المحيطة وحدائقها المترفة، فجلّ ما يشد بصره ما بها من "مقتنيات" .

هو ذو ملامح قاسية عجنتها الأيام ، بجبهة عريضة وعيون جاحظة، لا يعير المارة على قلتهم صباحاً أي اهتمام، يحمل على كتفه كيساً من "الخيش" ، يمدّ يده بداية لداخل "المستطيل الحديدي" وكثيراً ما ينزل فيه، يقلّب ما بداخله، يبحث ، يتمتم .. ولا يردّ الصباح على أحد، بل يشيح بوجهه عن القلة المارة.

إعتدت على رؤيته يومياً تقريباً، وقبل أيام كانت الصاعقة المفاجأة ، لربما، كان قد اقترب من الحاوية وإذ بكلب ضخم في المكان، شعرت وأنه قال في قرارة نفسه ما الذي جاء به الى هنا، ألم يعلم بقدومي هذا اللعين؟

لم يهب، تقدم بخطى واثقة الى حيث يجب ان يكون، لم يحرك الكلب ساكناً وبقي متمسمراً مكشراً عن انيابه، وأخذ بالنباح، تقدم "صاحبنا" اكثر وأكثر حتى كاد يلامس الكلب.. لا هذا يتراجع ولا الكلب يتحرك، هيأت نفسي للحظة الخطر ولم اكن ادري بأن انياب الفقر ستنتصر على انياب الكلب..نزال لم اشهد له سابقة.

أدرك الكلب ان الرجل لن يتراجع، فتراجع الى مكان قريب .. ارتسمت على محيا الرجل ابتسامة سرعان ما ذابت وقفز الى داخل الحاوية.. سحب ، عبث، أخرج ما اراد وقفز ثانية الى الشارع.. وسار الى "حاوية اخرى" باحثاً عن بعض فتات او بقايا وليمة القى بها مترف.. في هذا الصباح بادر بإلقاء التحية !!

فأنشدت محرفاً قول الفرزدق:
هو الذي تعرف الحاوية وطأته والكلب يعرفه والخيش والقلم



#ماهر_علي_دسوقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقل ربع قرن في كفي
- ناجي العلي تمرد على أبيس
- أَبَسَ عباس الكفاح المسلح
- جيفارا القدس .. ميلاد
- خبز مسرطن!
- الى الشيخ القرضاوي.. إليك سيرة القسام
- شتان ما بين نجم كوزوموتوا ونجم بن علي
- المشروعية الكفاحية في المواثيق الدولية بعد اوسلو
- طفلة فلسطينية تحرج مسؤولاً في منظمة التحرير
- جالدو نساء السودان .. يجلدون!
- الشعب الامريكي اولى بالثورة على نظامه
- حماية المستهلك الفلسطينية 1989-2011 تجربة شعبية رائدة (6)
- في ذكرى يوم الارض .. عين على مجازر الصهاينة
- حماية المستهلك الفلسطينية 1989-2011 تجربة شعبية رائدة (5)
- فتوى كَعِطرِ مَنشِم
- حماية المستهلك الفلسطينية تجربة شعبية رائدة 1989 - 2011 (4)
- في ذكرى جيفارا غزة
- حماية المستهلك الفلسطينية 1989 - 2011 تجربة شعبية رائدة (3)
- حماية المستهلك الفلسطينية 1989 - 2011 تجربة شعبية رائدة (2)
- حماية المستهلك الفلسطينية 1989 - 2011 تجربة شعبية رائدة


المزيد.....




- شاهد..إضرام متطرفين إسرائيليين النار بمحيط الأونروا
- الأونروا- تغلق مكاتبها في القدس الشرقية بعدما حاول إسرائيليو ...
- مصاعب جمة يعانيها مرضى السرطان النازحين إلى القضارف السوداني ...
- طلاب وناشطون يتظاهرون قرب جامعة جورج واشنطن دعما لغزة
- الخارجية الفلسطينية: اعتداء المستوطنين على مقرات الأونروا في ...
- أونروا: ارتفاع عدد النازحين من رفح مع اشتداد القصف الإسرائيل ...
- حماس تدين التنكيل بالأسرى الفلسطينيين في سجون إسرائيل
- الأونروا تغلق مقرها بالقدس بعد إضرام مستوطنين إسرائيليين الن ...
- الجمعية العامة في الأمم المتحدة تصوت اليوم بشأن منح دولة فلس ...
- خارجية فلسطين تدين اعتداء المستوطنين على مقرات -الأونروا- با ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ماهر علي دسوقي - كلب ومواطن وحاوية!