أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - فاتن نور - صورتان.. ورؤيا ساخرة















المزيد.....

صورتان.. ورؤيا ساخرة


فاتن نور

الحوار المتمدن-العدد: 1149 - 2005 / 3 / 27 - 13:57
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


الصورة الأولى:

الحيوان رفيق الانسان،وقد سهّلت بعض الحيوانات حياة الانسان أو سهّل الانسان حياته بأستخدامها وتطويعها الزاميا كوسائط للنقل والتحميل، او كصهوات مدرعة لدخول ساحات الوغى وتوريطها بدفع ضحايا وشهداء وربما معاقين وجرحى وطبعا تلك الحيوانات تجهل تماما ما الذي يجري ولماذا هي موجودة لتمتطى كي تساق للقتل تحت رايات ومسيمات شتى، من بين تلك الحيوانات المتعايشة مع الانسان والمتحملة لكل صراعاته ونعراته وهي مطأطاة الرؤوس لا تحلم سوى بالماء والعشب وربما القليل من الظل.. يعجبني وبشدة الحمار وسلوكه!!...

مَن منا لم يرى ذلك الحمار وبكل بلادة وهو يقف كالحجر منتصف شارع عام مزدحم بالمركبات والمارة؟... ورغم كل ما يسمعه من اصوات المنبهات الصادرة بعصبية ربما من بعض المركبات وبأمل تحفيزه على التزحزح من مكانه ولو شبرا واحدا الى الأمام او الخلف، تراه يبقى في منأى عن كل المعكرات لصفو خلده ويستمر واقفا بثبات متجاهلا كل الإزعاجات المنطلقة من هنا وهناك... وقد تراه يشيح بوجهه الى الخلف ثم يعود لينظر امامه والنتيجة هي المزيد من الإصرارعلى الإلتصاق بأسفلت الشارع.. ولا ادري لماذا! ربما حين ينظر خلفه لا يرى ما يشجعه للرجوع الى الخلف لإفساح المجال للمركبات.. وحين ينظر الى الأمام ربما لا يجد ما يستثيره للإقدام والاندفاع تاركا منتصف الشارع حرا...رغم بلادة عموم الموقف وضجر الآخرين من هكذا تصرف حيث تنطلق الألسن المتضررة من موقف الحمار بنعته بالغباء! والتأكيد على انه مجرد حمار لا عقل له ولا مذهب.. ويضحك البعض هازئا من غباوة الحمير المستفحلة.. رغم كل هذا انا ارى ان هذا السلوك كونه صادرا من حمار ليس بذاك السوء.. ماذا ننتظر من مجرد حمار؟.. ومن يدري قد يكون للحمار وجهة نظر مقنعة لسلوك على تلك الشاكلة ! أوليس كل الحمير متفقة على التحجر احيانا عند المنتصف؟ يعني السلوك قد نال تصويت العموم من صنف الحمير...وللحمير رؤيا خاصة بسلوكياتهم التي قد لا يفهما البشر!!



الصورة الثانية:

النوع الأنساني وللأسف قد افرز بعض النماذج التي تعتمد امثال تلك السلوكيات وربما قد طورتها بعض الذهنيات فطالها الكثير من التحوير والتنقيح لتكتمل بشاعتها وتصيب اكبر عدد ممكن بالضجر والملل والإزعاج اليومي وفي شتى انحاء العالم...

أنا لا اتكلم عن نماذج او شرائح خرافية بل هي احياء حقيقية تعيش وسطنا وتعلن عن سلوكياتها بصورة تتفق مع ملامح الصورة الأولى وقد تدغم احيانا الملامح نتيجة التقارب الودي الشديد حتى لا نكاد نفرق ملامح الصورة الأولى عن نظيرتها الثانية..

هناك من تم تطويعه للتحميل فامسى مساقا لاهثا مبرمجا يجري نحو الهدف المحدد له بأحماله البارودية ثم تراه وبكل بلادة يتحجر في منتصف الشارع لينفض باروده كي تلتصق اشلاءه في نقطة (او قل نقاط ) التحجر فلا تتزحزح يمينا ولا شمالا.. فقد جاز لنفسه ان يتحجر في المنتصف ميتا متفحما مشتتا، بينما الرفيق من صنف الحمير يلتصق حيا.. وبهذا نرى كيف قد حدث التطوير لسلوكية الوقوف في المنتصف!!

وهناك من طوّع نفسه او تم تطويعه ليقف بين جيلين محركا اردافه لجيل الأمس مستلهما من جيف التاريخ، ومذهولا مرتعدا محملقا في وجه جيل الغد المرتد عن استقبال المزيد من الجيف، فتراه معتكفا بين الجيلين فلا هو قادر على الرجوع الى الوراء ليمارس التعفن بسلام بين يدي من انجب ضرورة التعفن ونواميسها وبين قبورهم.. ولا هو قادر على التوغل والتبحّر في جيل الغد حيث ان الأسوار عالية جدا لأن يجتازها المتعفنون... لذا تراه باركا في المنتصف ولعقود طويلة يزمجر ويقذف نتانته التي نراها صورا مفزعة عن ضحايا من دول شتى وبجنسيات مختلفة.. بينما رفيقنا من صنف الحمير وإن كان يراوح بالنظر بين الخلف والأمام حينما يتحجر بالمنتصف ولكن ليس بتلك الهوة الزمنية التي تمتد قرونا الى الخلف وزمنا مفتوحا الى الأمام، حيث ان تحجره قد لا يمتد اكثر من دقائق تفصل بين الخلف والأمام...

على العموم ورغم أن المناظرة بين الصورتين هي مناظرة ساخرة ولكنها تعكس مدى البلادة التي تتمتع بها التيارات الأرهابية المتعددة كتيار الهجرة والتكفير وتيار التحرير المنادي بعودة الخلافة! وطبعا التيارالسلفي بخطوطه العريضة ومنها خط التكفير الذي احرقوا بظله اسماء لصحابى وفقهاء ومجتهدين عمالقة واجازوا لأنفسهم الإجتهاد (الرافضون له اساسا) في تكفيير من شاء لهم تكفيره وأشادوا بفكرهم على انه فكرا تطهيريا نقيا لا يشوبه اي ابتداع او تجديد علما ان فكرهم مبني اساسا على الإبتداع والتجديد الضلالي والإقتداء بشخصيات تاريخية كانت قد حكمت الدولة الاسلامية في العصرين الأموي والعباسي امتازت بسفكها للدماء وإفسادها للأرض وترويعهم للبشر بأستباحة مدنهم ونسائهم، وقد وجدت تلك التيارات ارضا خصبة لها كي تنمو وتنتشر وتمتد، حيث تميّزت الأراضي التي نبتوا فيها بالبداوة والجهل والسذاحة وسارع اغلب اهاليها للتحالف معهم وتسليطهم على المؤسسات الدينية التي تعتبر في تلك الأراضي من اهم مؤسسات الدولة الفاعلة والتي تمنح للحكومة شرعيتها ،بلادة تلك التيارات متفرعة ومتشعبة فقد التبس لديهم الحابل بالنابل وامسى قتل الأبرياء من اطفال وشيوخ ونساء جهادا يشدّوا له الرحال بحماس أخرق وعقلية تم غسلها كي تتطهر! ونشرها في اركان العالم كي تتفجر،وقد تراهم منهمكين في مكافحة ظاهرة التعري والتي قد يفهم منها ارتداء الملابس الخليعة الفاضحة لعورات المرأة ولكن لو رجعت لما يقصد بها من وجهة نظرهم البليد سترى ان المقصود هو كاحل المرأة ومعصمها، فعدم سترهما هو ظاهرة تعري خطرة ولا بد من ابادتها كي لا تنتشر! .. لا ادري كم من الزمن تحتاج تلك التيارات كي ترتقي بسلوكياتها لتوازي سلوكيات الحمير حيث ان الحمير لا يعتمدوا التفخيخ والتفجيرعند تحجرهم في منتصف الطرق ولا يهدروا وقت البلادة بموضوع الفحش والتعري بقياسات المعصم والكاحل،..
مثلما لا نستطيع ان نفهم بعض سلوكيات الحمير فأننا عاجزون عن ادراك مدى الضحالة في سلوك تلك النماذج المحسوبة على النوع الانساني والداخلة للأسف في احصائيات التعداد السكاني... هناك مثل مفاده أن السحر قد ينقلب على الساحر.. ترى هل ظهرت بوادر انقلاب السحر في الأراضي التي انجبت السحرة واحتضنتهم فبدأت تتعثر بريع سحرهم المبارك؟؟؟

تفتق الذهن البشري عن ايجاد حضائر لرعاية مختلف الحيوانات، الداجن منها والمتوحش، واوجد اصطبلات لمعيشة الحمير رغم ان سلوكيات الحمير غير مريحة احيانا إلاّ ان الانسان اخذ على عاتقه رعايتها لا اكراما لها بل للأستفادة منها، حيث ان الأنسان لا يفعل شيء اطلاقا بلا احتساب الفائدة المتوقعة سلفا.. فهل لنا أن نستفيد من تلك النماذج ونودعها إن وقعت بأيدينا تحت الرعاية التامة وقيد الدراسة العلمية والتجربة للوقوف على ماهية التقهقر المعرفي وطبيعة التفاعل الحسي بين ادمغتهم وواقعهم الموضوعي!..
ولتكن رعايتهم في مباني خاصة مجهزة بأحدث تقنيات الفحص والتقصي ولابأس ان نسميها .. اصطبلات السلف..للدراسة والبحث....



فاتن نور
05/03/26



#فاتن_نور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لنشاطر الهموم بأبتسامة..
- ومضات ... وقرقعة
- ثغر العراق.. متى يبتسم؟
- نداء لمظاهرة بالجينز!
- مقاولات الإعمار في ميزان الفضول
- عقول لم تروّض بعد!!
- حلبجة! بين اينشتين والأثير
- لنا.. شعبٌ تحت الأرض
- رأس الخيط لتحررالمرأة
- عراكيّة وليش لاله
- وهل يموت النضال بقتل المناضلين! - ذكرى الشهيد سلام عادل
- مُداعبة وحوارعلى ظهر الخجل
- ناقصات(أم ناقصون)..عقل ودين - الجزء الثاني
- ناقصات (أم ناقصون)..عقل ودين؟
- غزل! بين شموع لاتحترق
- من فم زرادشت ومن..فمي
- عروس البحر..بيروت..
- بين الأيام..الرب.. الخطيئة
- شهادة ورسالة..عبد الأمير كاظم حمد
- كيف لي.. كيف لكَ


المزيد.....




- لحظة سرقة حانة في شيكاغو بأقل من دقيقة.. شاهد ما فعله اللصوص ...
- العديد منهم بحالة حرجة.. مقتل شخص ونقل 23 آخرين للمستشفى جرا ...
- 21 عاما على سقوط نظام صدام حسين: الفجوة بين الأحزاب الحاكمة ...
- الخارجية الألمانية تعلق على إغلاق قناة الجزيرة في إسرائيل: ي ...
- البحرية الروسية تدمر 5 زوارق مسيرة أوكرانية قرب سواحل القرم ...
- اجتياح رفح.. حسابات معقدة وتكاليف -باهظة الثمن-
- جولة الرئيس الصيني في أوروبا.. فرق تسد؟
- الدفاع الروسية: تحرير بلدتين جديدتين وتدمير طائرة و5 زوارق م ...
- ألمانيا تستدعي سفيرها لدى روسيا للتشاور بسبب -الهجوم السيبرا ...
- -مصر ترفض التعاون-.. الإعلام العبري يكشف عن خطة لترحيل عدد م ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - فاتن نور - صورتان.. ورؤيا ساخرة