مُظاهرات الموصل : الإسلام هو الحَل !

امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3962 - 2013 / 1 / 4 - 15:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

- مظاهرات اليوم الجمعة 4/1/2013 ، في الموصل .. أظهرتْ الوجه الحقيقي لِمُنظمي التظاهرات والإعتصامات .. فلقد ثبتَ بأن [ العُلماء والدُعاة ] في الموصل هُم الزُعماء وهُم القادة الفعليين لهذهِ الحركة . وحتى لو كانتْ هنالك مجاميع من الشباب المُستقل ، العاطلين عن العمل .. من الشباب المُستائين من أفعال الطبقة السياسية ، والمتذمرين من سوء الخدمات ، والداعين الى وقف الفساد المستشري .. فأن أصوات هؤلاء الشباب ، قد خفتَتْ تدريجياً منذ أيام ، وضاعتْ وسط الصياح الهادر ، للخُطباء والدُعاة ، بِمكبرات الصوت العملاقة والتنظيم الدقيق الذي يَدُل على الحرفية والإمكانيات والتمويل الجيد . أما مَنْ يُغّذي حركة " العلماء والدُعاة " ومَنْ يُمّولها ومَنْ يساندها ويساعدها على التصعيد والإستمرارية .. فأن العلماء أنفسهم ، يقولون ، بأن الحركة تعتمد على التمويل الذاتي ، وليسَ هنالك أحدٌ في الداخل او الخارج يمولهم او يدفعهم ! .
- الفرق بين موجة المظاهرات في كل من الرمادي وتكريت ، من جهة .. ومظاهرات الموصل من جهةٍ اُخرى .. ان مظاهرات تكريت والرمادي يطغى على منصاتها ، شيوخ العشائر بدرجةٍ رئيسية ، يليهم رجال الدين .. بينما في الموصل ، فأن " العلماء والدُعاة " كانوا هُم فقط ، ومنذ اللحظة الاولى .. مَنْ يتولون الأمور . وقبل أيام لم يسمحوا ان يتحدث السياسيون من على منصة المظاهرة .. واليوم قالَ رجل الدين بِكُل وضوح ، عندما حضر محافظ نينوى " أثيل النُجيفي " بعقالهِ العربي ، الى باحة الجامع الكبير ، حيث المظاهرة الرئيسية .. قال الخطيب فوراً : ليأتي السياسيون او المسؤولون ، الينا .. الى المُظاهرة ، لإبداء تأييدهم .. ونحن نقبل ذلك ، ولكن بإعتبارهم مواطنين عاديين ، وليس بصفاتهم الرسمية ! . فبقى النجيفي لوقتٍ قصير ، ثم غادرَ بهدوء ! .
- من المُلفت ان الشعارات والهتافات ، في الجامع الكبير ، أي جامع النوري ، حيث منارة الحدباء .. والمنصة الرئيسية المُشرفة على الجموع المنتشرة ، كانتْ كلها شعارات وهتافات قريبة الى شعارات الاخوان المسلمين والسلفيين .. من قبيل : ( ما نِنذَل .. ما نِنذّل .. الإسلام هو الحَل ) . ( بالروح بالدَم .. نفديك يا إسلام ) . ( إحنا إسلام .. ما نخاف من الظُلام ) . ( يا مالكي يا جبان .. ياعميل إيران ) . ( يا مالكي يا جبان .. يا عميل الامريكان ) . ( يامالكي شيل أيدك .. هذا الشعب مايريدك ) . مع هتافات مُنددة بالفرس والمجوس .
- العديد من " العلماء " في المنصة ، كانوا يُحّرضون بين الفينة والفينة ، صارخين في الجموع : " ان أخوانكم في الجانب الأيسر ، يتعرضون الى الضرب من قِبل الشرطة الإتحادية ، ويمنعونهم من الإلتحاق بالمظاهرات " . أو " وردنا للتو ، ان أهالي الحي الزراعي ، مُنعوا من الخروج من بيوتهم " . و " جاءنا ما يلي ، ان القوات الامنية تطلق الرصاص على المتظاهرين في الجانب الأيسر ! " . و " بشرى سارة .. ان اخوانكم في الشرطة المحلية ، أعلنوا عن تأييدهم لكم ووقوفهم معكم .. الله اكبر .. ألله اكبر . وتتعالى الهتافات المُطالبة : بخروج الجيش والشرطة الاتحادية من المدينة .
- قام أحد المعممين بتلاوة مطالب المتظاهرين ، التي وصلتْ الى خمسة عشر مطلباً ، مشابهة بمطالب متظاهري الرمادي وتكريت .. وكان ابرزها : إطلاق سراح السجينات والسجناء / إصدار قانون العفو العام / إلغاء إجتثاث البعث / إلغاء قانون 4 إرهاب / إجراء إحصاء سكاني .
- لم تتم الإشارة على الإطلاق ، الى مسألة البيشمركة او الأسايش او المناطق المتنازع عليها . ربما هو تصّرُفٌ ذكي ، من منظمي الحركة ، لتحييد الكُرد !.
- هي المرة الأولى .. كما اعتقد ، ان يسفر الاسلام السُني ، بوضوح وبدون مواربة ، عن نفسه وبقوة .. ويحاول إقصاء الرموز السياسية من المشهد في الموصل .. وطرحه لنفسه ، بديلاً جاهزاً ، تحت الشعار العتيد [ الإسلام هو الحَل ] ! .

#امين_يونس (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل