أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين عدنان هادي - العملية السياسية في العراق... بين تراجيديا الازمات و دوجماطيقية الاحتضار














المزيد.....

العملية السياسية في العراق... بين تراجيديا الازمات و دوجماطيقية الاحتضار


حسين عدنان هادي

الحوار المتمدن-العدد: 3958 - 2012 / 12 / 31 - 14:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لعل من نافلة القول بأن الارتباط الوثيق والمحكم بين مأساوية الازمات ووثوقية الاحتضار للعملية السياسية في العراق بات يشكل الكوجيتو الاساس في منظومة الافكار والقيم لبعض الفرقاء السياسين حتى اصبح نص هذا الكوجيتو ((انا افتعل الازمات اذن انا موجود)).
تولى وتتالى هدير الازمات السياسية في العراق بشكل ملفت اللأنضار في الحقبة الاخيرة من عمر حكومة الشراكة التي كانت مطبخا لصناعة الازمات بامتياز وبعد ان كان هذه الازمات لا تخرج عن نطاق الاطار السياسي فاليوم نجد تأثيرها السلبي امتد الى اروقة المجتمع العراقي ولا نستبعد ان يأخذ هذا التأثير يد المكونات الاجتماعية الى الصراع والاحتدام من جديد وتكرار الصورة التراجيدية التي حدثت في الاعوام الخمسة الماضية.
حتى ان بعض زعماء الكتل السياسية اليوم باتوا يتحدثون بلغة شوفينية مقيتة , ليست شوفينية وطنية بل طائفية يغوسنترية اخذت معالمها تتضح من خلال الاداء الوظيفي والخطاب السياسي غير المتزن والحجة في ذلك أننا نواجه سياسة تصفية من تلك الجهة وعلينا ان نقف بوجهها وندافع عن انفسنا من خلال اعتماد اسلوب ديماغوجي, اي بالارتكان الى الشعب وتضليله بكلمات منمقة من أجل تحويل هذا الصراع من سياسي سياسي الى سياسي اجتماعي وبالتالي سنوجه ضربة شمشونية قوية مزدوجة الى الحكومة والى الشعب معا وهكذا سنكون قد اتممنا عملنا وبشكل متقن وتفيذا كاملا لما خططته لنا الدول المحيطة من جهة, ومن جهة اخرى محاولة منا لخلط الاوراق بطريقة دادية واقتباض الامتيازات بطريقة طارقية.
لا بد لنا من وقفة تأمل حقيقية لتحليل اسباب بزوغ هذه الازمات في سماء العملية السياسية الرخوة والهشة في هذا الوقت ولن نقف ضمن حدود تعين الاسباب فقط بل سنغوض ونخوض ايضا في غمار النتائج السلبية لهذه الازمات وعليه فلا نستطيع ان نعول على سبب واحدا يمكن ان يكون كافيا لصناعة الازمة, فهنالك حزمة من الاسباب التي ادت الى خلق وصنع الازمات ويمكننا ان نوجزها كالاتي:-
اولا:- التراكمات الخلافية والتشنجات الطائفية التي ضهرت على الوجود السياسي العراقي قبل وبعد عام 2003 اي العوامل الزمكانية (الزمان والمكان), مما عمق الهوة والفجوة بين الفرقاء السياسين ونعكس بشكل سلبي على صيرورة العملية السياسية.
ثانيا الخلل الواضح في البناء الوظيفي للعملية السياسية برمتها والذي تسبب في تعثر الاداء السياسي على صعيد السلطتين التنفيذية والتشريعية ومما زاد ايضا في تعميق هذا الخلل هو عدم تأسيس خارطة طريق صحيحة متمثلة بالدستور وما يتضمن من نقاط خلافية من جهة, وغياب قانون الاحزاب وقانون الانتخاب من جهة اخرى.
ثالثا , تصاعد اللغة الدغماتية بين الفرقاء السياسين وعدم الانفتاح الفكري والثقافي على الاخر من جهة ومن جهة اخرى غياب تام لمفهوم التخاطب العقلي (التليباثي), اي عدم قراءة الافعال والاقوال التي تصدر من جهة معينة , مما يجعلها تخطأ في تفسير المواقف وقد اخذ هذا الخط العداءي يتغلغل الى كنف المجتمع اكثر فاكثر مما يزيد من احتمالات تفاقم معدلات الازمة.
رابعا :- التدخل الخارجي المباشر في عقلية ومواقف بعض الزعماء القيادين في الحكومة وخارج الحكومة مما كان سبب مباشر في صنع الازمة وعليه يمكن القول بأن بعض من الزعماء كانوا خاضعين لاجندات خارجية بل وكانوا العوبة بيدها واداة لتنفيذ سياساتها مما نستطيع القول ان جزءا كبيرا من الازمة يصنع في الخارج وينفذ عن طريق هذه الزعامات.
خامسا:- عدم وجود عراب سياسي وصمام امان حقيقي يمكن يطفأ جزء من لهيب الازمة اذا ندلعت بستثناء بروميثيوس العراق ( جلال الطالباني) , الذي يعد صمام امان ورجل توازنات وبالتالي فغياب المرجع السياسي ضمن اطار العملية السياسية يزيد احتمالات بزوغ الازمة وتطورها.
اذن فالعملية السياسية في العراق اليوم على مفترق من الطرق مصابة بالوئد ويمكن ان تحتضر نتيجة لتعرضها الى هزات عنيفة ادت الى تناخر جسدها الهاوي الهش, كان ابرزها قضية الاقليم والمركز وكان اخرها قضية العيساوي( قضية قضائية اخذت بعدا سياسيا واجتماعيا), فجميع هذه الازمات ستؤثر بشكل سلبي على صيرورة العملية السياسية وتعمق من الثغرة العداء بين الكونات السياسية وحتى الاجتماعية, والتي يمكن ان تجر البلاد الى حرب ضروس حامية الوطيس يستعر لهيبها ليحرق الاخضر واليابس , وفي نهايتها لا يخرج طرفا منتصر بل الكل خاسر و العراق الحبيب اول خاسرين وعليه لا نريد ان نقع في مصيدة الاعداء الذين يتصيدون في الماء العكر ولا ندع لهم فرصة يولجون من خلالها الينا , بل يجب ان نوحد كلمتنا ونصتف فريقا واحدا بنيانا مرصوصا ضد من وقف ويقف ضدنا.
والله الموفق
حسين الاعرجي



#حسين_عدنان_هادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاغلبية السياسية ... شعار ام مبدأ
- العرب من اجل الحرية
- قمة بغداد.... ما خفي كان قمة!
- ايران والغرب.... صراع العقول وقرع الطبول
- متى يفيق الساسة العراقيين من سباتهم؟!
- الارهاب...تصنيع امريكا وتخصيب اسرائيل!
- أيران والعرب....أسباب التنافي وشروط التصافي
- سوريا بين تحديات الداخل ورهانات الخارج
- تركيا والدور الأقليمي المزعوم
- العراق بين أستحالة الأصلاح وحتمية التغير
- الهوية الوطنية العراقية بين اندثار الماضي وطمس الحاضر
- الفدرالية ومستقبل العراق
- الأعلام العربي بين التعتيم والترويج والتسويق


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين عدنان هادي - العملية السياسية في العراق... بين تراجيديا الازمات و دوجماطيقية الاحتضار