أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين عدنان هادي - العرب من اجل الحرية














المزيد.....

العرب من اجل الحرية


حسين عدنان هادي

الحوار المتمدن-العدد: 3683 - 2012 / 3 / 30 - 00:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نعم اقف اجلالا واحتراما وتوقيرا على ما شاهدته من أعمال بطولية دراماتيكية من قبل الشباب العربي بعد ما علا صراخه وزعيقه من اجل حريته التي سلبوها منه لعقود طويلة, وبعد ما قال الشعب كلمة الفصل للحكام الطغاة (الشعب يريد اسقاط النظام) وبالفعل تحقق ما كان يصبو اليه.! لكن السؤال المزعج الذي يطرح نفسه هنا, هل الشعوب العربية قادرة بعد ان تسنى لها الحكم وتربعت عليه ان تمارس الديمقراطية والحرية بشكل صحيح التي كافحت وناضلت وبذلت الغالي والنفيس من اجلها, أم انها ستعجز عن ممارسة هذا المفهوم العملاق وبتالي تذهب جهود كل من قام بالتهيؤ لها ادراج الرياح؟
من هذا المنطلق اقول تشابك وتصارع الكثير من الكتاب حول مسألة شرعية الثورة وهل كانت ثورة ام انقلاب ام تمرد ام....الخ لن اخوض في هذا الغمار بل سأتحدث عن الوجوه الجديدة التي بدأت تعزف على اوتار السياسة بسمفونية اسلامية , هل سترسخ مبادئ الحرية والديمقراطية هل تقبل الرأي الاخر؟؟ من هنا اقول ان الثورة ولدت من رحم المعاناة والفقر والحرمان لهذه الدول وبعد ولادة عسيرة تمكنت من ان تلد انظمة على الرغم من ركتها وضعفها لكنها تطمح لبناء الدولة الديمقراطية ولهذه الثورات خصوصية واهمية كبيرة تكمن اهميتها بأسقاط العتاة من حكام الانظمة الفاسدة, لكن السؤال المزعج الاخر الذي يفرض نفسه هنا هل ان هذه الثورة قادرة على ان تنحت صورة جديدة لأنسان جديد كما فعلت ثورات العالم الغربي بل انها اهتمت بالمظهر دون الجوهر وبالقشور دون اللباب؟, فالإجابة لازالت مبكرة فنجد ان هذه الثورات قاطبة قد غيرت هرم السلطة دون تغيير القاعدة التي تعتبر المحك الرئيسي لعملية الاصلاح والتغيير التي انتفضت وثارت من اجله, لكن مازال الوقت مناسبا ومبكرا وفي بداية المخاض ان تبدء بداية حقيقة مرتكزة على قبول الاخر وحرية الرأي والتأسيس لدولة ديمقراطية بالمعنى والمضمون.
من البديهي ان كل تغيير يحصل في أي مجال يواجه مشاكل وعقبات امامه لكن كلما كان ذلك التغيير مستندا على فلسفة وحكمة التغيير ستتقلص المشاكل وتزول العقبات, ان ما حصل ويحصل في الدول العربية اليوم هو عملية تهيؤ وتحول ديمقراطي وليس المباشرة الفعلية للديمقراطية فالثورة ليست عصى سحرية تنقل من الحكم الديكتاتوري فاسد الى الحكم الديمقراطي متكامل, اذن فنحن الان في صدد بناء الدول العربية بناءآ ديمقراطيا مؤسساتيا تكنوقراطيا , فالسؤال الاكثر اهمية كيف تتم عملية البناء الدول العربية بناءا ديمقراطيا؟, ان اول ما تستند اليه عملية البناء هي روح الانسان ذاته فمتى ان يكون الانسان متهيئا روحيا وجسديا للديمقراطية التي ترتكز على روح التسامح والقبول بالآخر وعملية التنافس لا الصراع فنحن نكون في مأمن من دكتاتورية جديدة أخطبوطيه ذرائعية متعددة الاذرع ونضع حجر الارتكاز لبناء الدولة العصرية . واما الطريق الثاني لبناء الدولة الديمقراطية تضمين النقطة الاولى في اطار دستوري يضمن ذلك وتقنين وتشذيب هذا الدستور من النقاط الخلافية بين الاطراف المتنافسة والعمل بكل قوة على اعطاء القانون قوة عليا لا متناهية, اضافة الى ذلك لا يخفى على احد ان هنالك تدخل كبير في شؤون الدول العربية تعمل بكل قوة على اثارة الصراعات والنزاعات في داخل هذه الدول وترويض الثورة واهدافها والحكومة المتمخضة عنها لصالحها لكي تكون بمأمن من الاسلام الثوري الصاعد واسرائيل تتصدر هذه الدول, فان ترك الخلافات والصراعات سيشكل مرتكزا اخر في بناء هذه الدول.
بات من شبه المؤكد أنّ الخارطة السياسية الجديدة للعالم العربي مقبلة على متغيّرات كبيرة من شأنها إعادة ترتيب هيكلية ومنظومة الشعوب العربية، وطبيعة اهتماماتها. وأنّ هذه المتغيّرات ستحتاج إلى فترة زمنية حتى تكتسب هوية مستقرة، من خلال دساتير جديدة تصوغها مجالس تأسيسية منتخبة، بما يعني أنّ هناك مخاطر حصول قلاقل وتوترات واحتدامات في المرحلة التمهيدية والتحضيرية للديمقراطية، كما هو حال كل الدول التي انتقلت من الحكم التعسفي الغاصب إلى الديمقراطية الحقة الحاضنة لكل المكونات مما يستوجب الحذر من تدفق المتربصين بالتغيير، الذين يحاولون ركوب موجته وامتطاء شعاراته، وفي رأس كل منهم أهداف وأحلام شتى من وحي ما قبل التغيير.
ان من الطبيعة الغريزية لأنسان مهما كان او يكون يتوق إلى الحرية فهي جزء أساسي من تكوينه النفسي والاجتماعي، لذا فإنه لا محالة من أن تعم الحرية الأرض العربية وستبزغ سماؤها المتلألئة بأشعة الإرادة الشعبية بالحرية والكرامة, وهكذا نجد أنّ الشعوب العربية الآن، من خلال دروس ثورتها الجديدة، لم تعد تقبل بترقيع واقع الاستبداد أو تجميله, وانما نجدها تكافح وتكابح في بناء معالم الحرية ديمقراطية حقيقية إنّ الثورة العربية الجديدة أنهت حقبة سلطات الحكم الفردي الغاشم، ودشنت بداية عصر المواطنة والمواطنين، ولبست ثوب الديمقراطية ناقلة السلطة من الدول الفاشستية البالية والعاتية إلى المجتمعات المدنية العربية للمرة الأولى في التاريخ. فيا لها من صحوة عربية تجتاح هذا الوطن الكبير، كأن الأمة صارت رجلاً واحداً استفاق من سباته الطويل، واكتشف حكامها فجأة أنّ لديهم شعوباً حقاً لا رعايا يحكمونهم بالخوف والبطش والاستبداد، تريد بهذه الثورة الشاملة تقويم تاريخها وتغيير مسارها بسلاح إرادتها.
وقالها العرب...........من اجل حريتي انتفض واموت من اجلها



#حسين_عدنان_هادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قمة بغداد.... ما خفي كان قمة!
- ايران والغرب.... صراع العقول وقرع الطبول
- متى يفيق الساسة العراقيين من سباتهم؟!
- الارهاب...تصنيع امريكا وتخصيب اسرائيل!
- أيران والعرب....أسباب التنافي وشروط التصافي
- سوريا بين تحديات الداخل ورهانات الخارج
- تركيا والدور الأقليمي المزعوم
- العراق بين أستحالة الأصلاح وحتمية التغير
- الهوية الوطنية العراقية بين اندثار الماضي وطمس الحاضر
- الفدرالية ومستقبل العراق
- الأعلام العربي بين التعتيم والترويج والتسويق


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب في نيويورك
- الاتحاد الأوروبي يعاقب برشلونة بسبب تصرفات -عنصرية- من جماهي ...
- الهند وانتخابات المليار: مودي يعزز مكانه بدعمه المطلق للقومي ...
- حداد وطني في كينيا إثر مقتل قائد جيش البلاد في حادث تحطم مرو ...
- جهود لا تنضب من أجل مساعدة أوكرانيا داخل حلف الأطلسي
- تأهل ليفركوزن وأتالانتا وروما ومارسيليا لنصف نهائي يوروبا لي ...
- الولايات المتحدة تفرض قيودا على تنقل وزير الخارجية الإيراني ...
- محتال يشتري بيتزا للجنود الإسرائيليين ويجمع تبرعات مالية بنص ...
- نيبينزيا: باستخدامها للفيتو واشنطن أظهرت موقفها الحقيقي تجاه ...
- نتنياهو لكبار مسؤولي الموساد والشاباك: الخلاف الداخلي يجب يخ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين عدنان هادي - العرب من اجل الحرية