جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3949 - 2012 / 12 / 22 - 14:07
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
هذا المقال هو تكملة للمقال الاول (انا منافق – انت منافق)
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=337670
لا نتعجب لتطور معاني كثيرة للنفق لان الحفرة هي الاساس المادي الملموس لصياغة معاني مجازية كثيرة و الحفرة تشير الى الغش و المصاعب و المشاكل و هي نوع من التكتيك الحربي لايقاع الخصم فيها و القبض عليه و اصبحت جزء من الاقوال في جميع اللغات مثل (من حفر حفرة لأخيه وقع فيها) و النفق ايضا مكان تحت الارض للاختباء او حفظ السر فالشخص المنافق هو الذي يخبئ وجهه الحقيقي وراء ستار.
نظرا لكون الحفرة (النفق) مكان للاختباء فاذن هي ايضا نوع من الادخار لاجل تحمل تكاليف الصرف (النفقات). يتبين هنا ان الطبيعة المادية اساس اللغة التجريدية و لكننا ايضا نلاحظ ان المنافق تطور من النفق و ليس من الحفرة لان الحفرة قد تكون ظاهرة مبينة من الخارج في حين ان النفق يختفي عن الانظار لا يرى بالعين فالنفاق اذن استراتيجية حربية ذكية تعلمها محمد من فنون الحروب الفارسية و فن حفر الخنادق (الخندق من الفارسية كنده قارن الكردية كند) وهذا يعني ان المنافقين كانوا اذكياء في استغلال محمد و لكن محمد (وفق القرآن) كان اذكى منهم و استطاع ان يكشفهم و استطاع الاخرون ايضا كشف نفاق محمد من جهة اخرى. كان للنفاق اذن صفة فعلا حميدة لمحمد.
طبعا النفاق صفة لجميع البشر نلمسه في حياتنا اليومية و ليس جديد لذا ان اتهام شخص ما بالمنافق ليس له معنى لان الذي يصف الاخرين بالمنافق ليس معصوما من النفاق بنفسه. في الحقيقة يمكن اعتبار النفاق صفة ذكية في البشر مهمة لاجل السيطرة والفوز او الانقاذ. يعتبر المستشرق الالماني الكبير Nöldeke (الذين نافقوا في القرآن) استعارة من الاثيوبية للاشارة الى الذين تبعوا محمد و لكنهم كانوا في صميمهم ضده اما Montgomery Watt فيعتقد ان معنى المنافق في عهد محمد كان اقرب الى المعنى الحرفي للنفق اي كان يشير الى الذين زحفوا الى حفرتهم مثل الفئران تماما مثلما فعل الرئيس العراقي السابق صدام حسين خوفا من الامريكيين اي ان المعنى الاصلي للكلمة و علاقته بالنفق لم يختفي و لربما تطور معنى الكلمة في القرآن لاول مرة.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟