أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - ثقافة الجنوب العراقي فيدراليا














المزيد.....

ثقافة الجنوب العراقي فيدراليا


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 1141 - 2005 / 3 / 19 - 20:05
المحور: الادب والفن
    


إلى حاتم العقيلي
كل الينابيع ستجف يوما ما إلا ينبوع الثقافة فهو حي مادام هناك على البسيطة ذاكرة ‘يسمع على اللوح دبيب خطواتها .
هذا مستهل يساق في رؤى موضوعة غاية في الأهمية أطلقت عليها عنوانا لاجديد فيه سوى انه هاجس يتحرك عند البعض وفي صندوق ذاكرتي نصا حفظته من شاعر داغستان الأسطوري رسول حمزاتوف الذي عرفه العالم من خلال داغستانية أشعاره وليس من خلال كونه عضوا في مجلس السوفيت الأعلى . يقول حمزاتوف : أنا أنتمي أولا إلى المهد ثم إلى القرية ثم إلى الوطن ثم إلى أرض الله الواسعة .
أحاول عكس رؤى رسول على انتماء الثقافة في وطني بعد مشهدية التغيير الذي شمل الدولة والمجتمع والنظم الأخرى وأنا لا أنسى ما تحتفي به روح وليم فوكنر في تعريفه للجهات على أنها ثقافة الباطن والعقل وحقل الذرة . ولأن الجنوب جهتي فأنا في ظل شعور تراكمت عليه شارات التغيب أريد لجنوبيتي ثقافة تستعيد عافية وجودها من خلال كرامة المكان رغم أنها كجمع لم تنتهك بسادية القصد أنما هي ظلت مركونة في خانة الطائفية والمرجعيات السياسية وحتى الطبقية ولعقود من تأريخ الدولة العراقية كانت ثقافة الجنوب هي ثقافة الذات والشعور بالحسرة والمصادرة والطبقية فلم تشهد أن هناك مؤسسة لثقافة جنوبية تغلبت على سطوة المركز ، فالمركز هو الذي يشارك في المنتديات وهو الذي يوزع الفتات من المكارم وهو الذي يحتسي الجعة في منتداه مجانا حتى ساعة متأخرة من الليل وحتى مجلته اليتيمة يطبعها هو وطوال معاصرة لهيئتها الإدارية لعقد من الزمن لم أر ورقة أو صوتا يوجه الدعوة لهذا الجنوب أن يأتي بملف أو حتى مادة للنشر وعندما يكون هناك صوتا مبدعا من جنوب الله فهو حصل على الصفحات الثلاثة بشيء من الصدفة أو أن نصه فرض نفسه أو أن كاتبه من مهاجري الداخل وسكن العاصمة لوظيفة أو طلب رزق ، وهكذا ظلت ثقافة الجنوب رغم ألقها وإبداعها وصوتها المميز تشعر بأن العواصم تأخذ البريق لنفسها ..
ذاك زمن مضى بقطار تعاسته وإبداعه الكبير والمؤدلج والمحاصر وفيه حشو فرضه ولاء وخوف ورغبة بنجومية بحجم ما يضيئه عود ثقاب ، وجاء زمن جديد . ولكن هل تغير هاجس أن ينظر الجنوب إلى المركز بعين منكسرة . أنا أتحدث على المستوى الثقافي فمنذ عامين والحياة الثقافية تقف في لجة المتغير وما حصل خلالها يكاد يكون إنجازا لروح المركز فقط . أين الجنوب من ذلك ؟
شئ ظل ذاته في المراوحة ، أخواننا الذين بصمنا لهم بحبر المودة يؤثثون مجد المركز وينتظرون حلم سياحة مغاربية أو تحت فيء شقلاوة ولم يفكر كبيرا من كبارهم أن يزحف بخطو السؤال عن الجنوب وثقافته وفروعه التي جعلت من المقاهي مقرات لها بعد أن فكرت بعض هذه العوائل وسط التحرير أن تجعل هذه المقرات بيوتا لها وبعضهم فتح في واجهاتها وحدائقها محلات لبيع الشربت والحامض حلو ومناديل الخطوبة ، لاشيء من هذا حصل ولم يفكر الجدد بعد قرابة عام أن يبدوأ جولات تفقد وسماع حلم أخوة لهم ، وذاته المركز عجز أن يخرج للملئ بيان مناشدة بورقة واحدة لأطلاق سراح أديب معتقل من أدباء الجنوب عدا ما فعلته صحيفة المدى في بيانها الشهير وتواقيعها الخمسمائة ومن بين هذه التواقيع سادة المجلس المركزي الذين لم يفعلوا حد هذه اللحظة ما يشابه مناشدة المدى ويرونا خطوة من خطوات الواجب الذي يقع على عاتق الاتحاد بالدفاع عن أعضاءه واستفهام الأمر أن كانوا ظالمين أم مظلومين ؟
في الأمر شجون كثيرة كانت مثار حوار مليء بأسى ما يحدث لاتحادات الجنوب من مصادرة للمكان والسؤال والدعم مع الناقد حاتم العقيلي رئيس اتحاد أدباء البصرة الذي تقابل معي في شكل الطروحات والهم والرغبة في جعل ثقافة الجنوب روحا لا تهدأ من العطاء والنجومية في جسد الثقافة العراقية ولكن مع جعل المكان مستقلا بهيكلته المالية والتنظيمية والإعلامية وإلا سنظل ننظر إلى حقائب سفر الأخوة وموائد الخفارات وتألق إبداعهم في منشورات الأتحاد كمن ينظر إلى وردة محروم عليه شمها ومع أيماني أن وحدة الوطن ترابا وثقافة هو ديدن رؤاي وأيماني إلا أن ما في القلب من وجع يدفعني إلى دعوة الجنوب لتكون له فيدراليته الثقافية غير المسيسة ، تلك التي تضمن لأبن الناصرية والبصرة والعمارة والسماوة مجلته وبطاقة دعوته ومهرجانه الخاص به سومريا كان أم مربديا أو يحمل عبق حلم أهوار الكحلاء وهذا لا يمنع أن تنسل روح الوعي والتألق الجنوبي إلى أرض العراق كله فالجهات الأربع التي أشرت بها الخليقة لوجود الوطن لن تكون مقدسة إلا حين يجمعها هاجس محبة واحدة ولكن مع خصوصية كل جهة .
لينظر إلى الأمر رؤية متحضرة ولنفكر بأحياء رغبة ثقافة الجنوب لتكون صوتا يحقق هاجس الذات المبدعة بعيدا عن كل معاني الانفصال أو التغريد خارج السرب ، فالجنوب والوسط والشمال يصنعون وطنا لاتفرقه أحلام مساطر مساحة الخرائط وأقلام ترسيم الحدود والكونتانات . أن ما مدون في لوح سومري حول صلة العقل بروح المكان بكل جهاته والقائل < أينما وليت شطرك فسومر هي بلادك .. من أعالي الجبال الخضر وحتى حدود دلمون السعيدة > ينطبق على ما أوردته من حسن نية إزاء ما دار في حواري مع الناقد حاتم العقيلي وهو في روحه لا يمس أحدا فالكل في المركز أو كثير منهم تجمعنا بهم ألفة الإبداع والصداقة القديمة ولكن في زمن عليك فيه أن تخرج الهمسة إلى مستوى صوت الناي ينبغي لك أن تقول ماتحسه شجنا أو غصة في الحلق أو حلم تود به أن يشاركك في تحقيقه مبدعي الجهة التي هي مهد ولادتك وقريتك ووطنك وأرض الله الواسعة ..

أور السومرية 18 مارس 2005 .



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زيارة مسائية لعزيز السيد جاسم
- بورشيا محتجزة في معتقل أم قصر
- الجواهري العظيم أستعادة لثلاثة مشاهد
- ليلة تحت سقف النجوم في قرية بعاذرا الكردية
- الفرق بين جرنيكا والأباتشي
- البحث عن الارصدة المالية لنوري السعيد والزعيم عبد الكريم قاس ...
- .. بالسحر تبرق عيناك ياأخمانوتوفا وبالحب تضئ عيون أمي ليل وط ...
- بغداد في انتظار النيون ولقاء ليلى بقيس المجنون
- منهاتن وطن لحلاج القرن الحادي والعشرين
- أنا داخل لوحة العشاء الرباني الأخير
- دمعة الله
- اليابانيون يرتدون اليشماغ والدنماركيون يأكلون الجبنة في حي د ...
- بابل وانياب الارهاب
- غرفةحسين الحسيني
- الوردة الأيرلندية
- الليلة على وسادة واحدة ..المسيح والحلاج وسارتر
- جورج حبش يسأل
- العصافير تنشد في الأهوار لثقافة الحب والرب
- رسالة أنتريت الى نابليون وبابليون وكيس النايلون
- رسالة انترنيت الى البابا


المزيد.....




- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - ثقافة الجنوب العراقي فيدراليا