أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - وديع بتي حنا - المؤجر والمستأجر والدلال – هدايا بالباكيت














المزيد.....

المؤجر والمستأجر والدلال – هدايا بالباكيت


وديع بتي حنا

الحوار المتمدن-العدد: 1138 - 2005 / 3 / 15 - 10:04
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


يقينا كثيرون يشعرون بالحاجة الى المتألق العراقي كاظم الساهر ليدندن في اذانهم ذالك المقطع من رائعته ( انا وليلى ) فيلهب الروح والعيون و هو يقول
عامان ما رقَني لحن على وترِ ولا استفاقت على نور سماواتي
الى ان يطلق تلك الحسرة على حال كان ولازال فيصيح و تصيح معه الملايين
نُفيت واستوطن الاغراب في بلدي ودمروا كل اشيائي الحبيباتِ
لا ادري هل هي الصدفة أم هو الحزن بما عُرف عنه من الجشع والخبث أراد ان يحقق ( رمية بِصَلية ) حيث جاء الساهر لينزف القلب بعد ان كانت الممثلة العراقية الخفيفة امل طه قد ضربته في الصميم في احد حواراتها مع الممثل العراقي - الرشيق في ظله - راسم الجميلي في المسلسل الدرامي ( باشوات اخر زمن ) . عندما حاول راسم الجميلي في الحوار ان يُذكٍِر امل طه بدروس الوطنية وحب الوطن وبدأ بقراءة ما اعتاد البعض على تسميته ( بالغزالة ) في ضرورة المحافظة على الوطن واثاره وتحفه ثارت ثائرة امل طه على تلك ( الغزالة ) وانطلقت لتضرب بخنجرها قلبها وقلبه وقلب المشاهد معا وهي تقول له ( يا وطن حجًي , الوطن يومية ينباع بالتفسيخ و التفجيرات تبيعه بشرط السكين ). انه لمؤلم حقا ان يصوم العراقيون رمضانا استمر عقودا فيُقدًَم لهم على مائدة الافطار وطن من الدم والخراب

في غفلة من الزمن يوم كان النصف سكارى والنصف الاخر يغط في نوم عميق استطاع المستأجر المحلي ان يتسلل الى دائرة (الطابو ) العراقية ويسجل بإسمه الوطن من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه ملكا مستباحا فتحول بقدرة قادر الى مالك لثروات وخزائن عظيمة . استحسن صاحبنا خمرة النفخ والتعظيم وهي تأتي معتقة من كل فج عميق فشرب منها حد الثمالة وبدأ ينثر و ( يفرهد ) باموال الوطن والعباد على كل من هبًَ ودب فكان خير عون للاشقاء والاصدقاء والاعداء يفكًُ عنهم ضيقتهم ولايتأخر عنهم في هدايا عيد الميلاد لابل ويحارب بدماء الابرياء بالنيابة عنهم, إبتدع( نظرية جديدة ) في الكرم فقال: قد قيل لكم, جميل ان يصنع الانسان الكعكة ويقطعها فيعطي للاخرين ولايبقي لنفسه شيئا ولكني اقول ان الاجمل من ذالك ان تكونوا جميعا كعكة لي فاقطعها واعطيها لمن اشاء, واستمر الحال على هذا المنوال, ( الشاطر ) يضرب ضربته, ونجح بعض الدلالين عندما اصبح حال صاحبنا كحال الدولة العثمانية في أواخر ايامها فأطلقوا عليها الرجل المريض في ان يقتطعوا لانفسهم اقاليم وعندما ضاق الحال واشتد الخناق ولم تعد الخزائن تثير شهوة الطامعين كتب صاحبنا ( مخيًرا او مُجبرا ) على الباب لافتة صغيرة تقول ان الوطن معروض للايجار

كان الدلال( ابن الوطن ) قد بذل الغالي والنفيس لكي يجعل لعاب المؤجر الاجنبي يسيل على صفقة ذهبية ربما ستكون صفقة القرن ولأن الدلال خريج لمدرسة ذالك المؤجر وصنيعته ولان الحكمة العربية تقول ان ( الصانع استاد ونص ) فقد تمكن الدلال وبنجاح ساحق من اغواء المؤجر بكل الوسائل سواء كان ذالك بالتخويف من فرصة لن تتكرر او كشف لسيقان النفط الفارعة فحمل المؤجر متاعه وسلاحه والدلال وقطعت سفنه وطائراته المحيطات والاجواء. اختلف المؤجر والمستأجر على بدل الايجار واثر معارك كر و فر هنا هناك اختفى المستأجر الذي قرر قبل ان يختفي ان يحتفظ في جيبه بوثيقة واحدة ويتلف كل ماعداها تلك هي وثيقة الطابو المزورة التي تشير الى انه يملك الماء والهواء والارض ومن عليها و التي يختصرها جميعا اسم العراق ولذالك نراه في ظهوره بعد اختفاءه يَشهر بهذه الوثيقة في وجه الجميع مطالبا ( بعودة الملك الى اصحابه ) . مزًق المؤجر عقد الايجار الذي كان قد كتبه مع المستأجر وبدأ مع الدلال بكتابة عقد جديد بعد ان دخل هذا الدلال شريكا والى حين

فهم الدلال لعبة المؤجر بسرعة فهو يعرف ان دوره كدلال ينتهي بحصوله على اتعابه في اتمام الصفقة وان صفة الشريك التي منحها له المؤجر ليست إلا صفة انية شأنها شأن الشهادات والرتب الفخرية ولهذا السبب فقد بدأ الدلال – وحقق نجاحا – في جعل المؤجر يغوص في وحل اخطاء الاحتلال عن طريق تدمير كل البنى التحتية التي وجد فيها منافسا له تمنع استمراره في لعب دور الشريك وتدفع المؤجر الى الاستغناء عنه . ان تحريض الدلال للمؤجر على الغاء الجيش مثلا في سبيل تحقيق مصالح انانية ضيقة مثًَل ضربة في قلب الكيان العراقي جاءت مكملة للضربة الاولى التي وجهها هذا الدلال الى ظهر هذا الكيان بتعاونه مع المحتل الاجنبي, حيث منع الغاء الجيش اية فرصة لقدوم ( سوارالذهب العراقي ) - من ذالك الجيش وما اكثرهم فيه - كان من الممكن ان يهيأ الطريق لانتقال العراق الى النظام الديموقراطي دون الدخول في حمام الدم والارهاب الرهيب الذي يعاني منه العراق الان حيث يحصد كل يوم حياة العشرات من ابنائه. ليس القصد من هذا اعطاء شهادة حسن النية للمؤجر وتعليق جرائمه على شماعة السذاجة لان الجميع يعرف ان خارطة العراق التي يعرفها تحتوي فقط على مواقع الابار وما عداها بالنسبة له تراب في تراب. إحتكمت عائلة الدلال الى الانتخابات ليأخذ كل نصيبه وهاهي تتنافس لحد الان ( بروح رياضية عالية ) ولازالت المفاوضات جارية على قدم وساق لايجاد تسوية يقبل بها الجميع ويتم على اساسها تقاسم الأدوار والغرف والحمامات


ان الانصاف و العدل بحق شعب العراق يحتمان ان يقف المستأجر والمؤجر والدلال جميعا في قفص الاتهام لينال كل حسب استحقاقه جزاءه العادل امام محكمة هذا الشعب المسكين الذي كان قدره هؤلاء الثلاثة , المستأجر والمؤجر والدلال , فاصبح يتذكر في كل حين الراحل عبد الحليم حافظ وهو يصيح:
قدر احمق الخطى سحقت هامتي خطاه
أي قدر احمق, أية هدايا ( بالباكيت ) , انه كابوس رهيب



#وديع_بتي_حنا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلنا حماميز الله
- من سيضحك اخيرا
- الى متى يبقى البعير على التلِ
- الجمعية الوطنية العراقية - شركة النقل العام
- كوريا الشمالية ترتدي المعطف لحماية ملابسها الداخلية
- اغتيال الحريري والشرق الاوسط الكبير
- وقفة مع المرجع الانتخابي اية الله فريد ايار
- سياسة كسر الظهر وصراع تجار المخدرات
- الائتلاف العراقي الموحد في الفخ
- - دعاية بعد الانتخابات - اياد جمال
- الانتخابات --- ميدالية قفز الحواجز
- يا مرشحنا دوس بنزين عل المِيَة وتسعة وتسعين
- المنصب في العراق هذا الهم الذي يتصارعون من اجله
- الاحزاب الخضر النائمة المُنوَََّمة
- كفى دور السمك الماًكول والمذموم
- شيراك - علّمهم اصول الحب
- الابرياء ضحايا المهزلة
- الدكاكين السياسية العراقية اصحاب بسطات ام وكلاء للحصة التموي ...


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - وديع بتي حنا - المؤجر والمستأجر والدلال – هدايا بالباكيت