أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد الصلعي - الشعوب وما أدراك ما الشعوب














المزيد.....

الشعوب وما أدراك ما الشعوب


خالد الصلعي

الحوار المتمدن-العدد: 3927 - 2012 / 11 / 30 - 08:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما تتوكأ على عصا الشعوب ،فانك تستطيع أن تهش بها على غنمك ، وتحقق مآرب شتى .
كانت انتفاضة الشعوب العربية ويقظتها التاريخية ،وراء تغيير لهجة ممثلي القادة العرب ، وبعض رموزهم تجاه اسرائيل الدلوعة ، ومكنت من تقوية مركز كثير من الدول العربية التي أحسنت توظيف حركة الشعوب ، فمنها من استفاد اقتصاديا ، باستجلاب الاستثمارات الدولية ،وتحويل عائدات السياحة اليها ، كالمغرب والامارات العربية المتحدة ، ومنها من أثرت بموقعها الجيوستراتيجي والتاريخي الحضاري ، فتهاطلت عليها المساعدات المالية كقروض بتخفيضات غير مسبوقة كمصر ,
سحر الشعوب لم يقف عند هذا الحد ، بل تجاوزه الى خلخلة بنية الاستراتيجيات الدولية ، والمعادلات السياسية الكبرى ، وأرجأت مخططات كبرى لدولة عظمى كالولايات المتحدة المريكية في شرق آسيا ، وأربكت كل مخططات عمالقة الاستراتيجيين الأمريكيين .
هي بركة هذا الشعب الأمي الذي انتفض من أجل دوافع وجودية بدائية ،كالكرامة والحرية ،ولم يتحرك من أجل دوافع حضارية عليا . فالى أي مدى كانت النتيجة ستؤول لو تحركت هذه الشعوب من أجل مطالب حضارية تؤسهها بنيات معرفية وثقافية وعلمية ؟ ، هل كنا سنشهد تغييرا كونيا في منظومة التراتبية العالمية ؟ ،خاصة وان العالم أصبح اليوم قرية واحدة ، والعولمة أثبتت أنها لا تفرق بين انسان غربي متفوق ماديا ،وانسان شرقي متفوق وجوديا بالفطرة ، دون أن يعني ذلك تمايزا عنصريا في المؤهلات والقدرات الانسانية ، فالأركيولوجيا وعلم النفس وعلم الاجتماع يجمعون على أن الانسان واحد فيما خص الابداع والعلم والمعرفة , ولاتكمن الفروق الا في صيرورات تاريخية تفرض قوانينها المرحلية على الانسانية جمعاء .
وها نحن اليوم نشهد ، ليس فلترة العقول العربية المهاجرة واشعاعها في كل الميادين ، بل في الفورة الوجودية للحمة الشعبية البسيطة . وهنا يُطرح سؤال ابستيمي يتعلق بماهية الثورة كفعل انساني قد تؤطره نخبة الشعب . ماذا لو أن هذه الثورة العربية المباركة جاءت وليدة استراتيجية نخبوية تستند الى برامج تنويرية وعقلانية ،والى مبادئ انسانية مؤسسة على الفاعلية الحقوقية والتشاركية ؟
بالطبع لن تكون كل هذه النتائج التي نتابعها ونعاينها قد أتت مترهلة مستسلمة لغيبوبة تشحنها مختلف النزوات والأطماع الرخيصة ،كما يحصل الآن في أكثر من بلد ، ومخترقة من أكثر من جهة الى درجة التمييع ،كما حصل في المغرب الذي شهد تحركا ، سرعان ما استطاع النظام المغربي افشال طموحاته والالتفاف على مطالبه .
هاهي فلسطين اليوم تحظى بحجية المنتظم الدولي ، كعضو مراقب في الأمم المتحدة ،ولا ندري كيف اتفقت الصدف وتواطأت مع رقم الدولة 194 ،وهو نفس الرقم الذي يحمله القرار الأممي الصادر سنة 1948 ، المتعلق بعودة اللاجئين الفلسطينيين ، ليشكل رقم 194 رقما رمزيا بامتياز فيما يخص القضية الفلسطينية .
ولولا تحركات الشعوب العربية ،ما وجد الرئيس الفلسطيني الجرأة لطرح قضية اعتماد دولة فلسطين كعضو مراقب في الجمعية العامة للأمم المتحدة ، وهو المنتظم الدولي الذي يبطل مفعول أفعى الفيتو الأمريكي أمام عصا الشعوب العربية .
وها نحن اليوم والعالم كله يشهد بأن عصا الشعوب العربية تلقف ما صنعوا ، لا لشيئ الا لأن الشعوب هي الأصل والثبات ، والأنظمة هي الفروع والمتغيرات .



#خالد_الصلعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعر والدين ، وتجاوز المتن القديم _1_
- من المسؤول...؟
- طريق أبيض
- بنية- نظام المخزن - بالمغرب
- الشوهة
- أغاني العربي
- دروس حرب الأسبوع
- سفر في سحب الحب
- للورد أن يقرأ ....عطره
- ميزانية القصر وروح العصر
- مزامير الجمر
- هل عادت الطيور الى أعشاشها ؟
- المثقف العربي وفراغ الانسان
- الأنظمة المتجاوزة
- لغزة اسم الله
- حين يكون الكاتب أكبر غائب
- توضيح هام لامرأة مغرورة
- هوامش أولية في جينيالوجيا الكتابة
- أنت تعدد النساء
- الشعر والشاعر


المزيد.....




- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- اكتشاف آثار جانبية خطيرة لعلاجات يعتمدها مرضى الخرف
- الصين تدعو للتعاون النشط مع روسيا في قضية الهجوم الإرهابي عل ...
- البنتاغون يرفض التعليق على سحب دبابات -أبرامز- من ميدان القت ...
- الإفراج عن أشهر -قاتلة- في بريطانيا
- -وعدته بممارسة الجنس-.. معلمة تعترف بقتل عشيقها -الخائن- ودف ...
- مسؤول: الولايات المتحدة خسرت 3 طائرات مسيرة بالقرب من اليمن ...
- السعودية.. مقطع فيديو يوثق لحظة انفجار -قدر ضغط- في منزل وتس ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيرة أمير ...
- 4 شهداء و30 مصابا في غارة إسرائيلية على منزل بمخيم النصيرات ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد الصلعي - الشعوب وما أدراك ما الشعوب