أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - اليسار الإتحادي















المزيد.....

اليسار الإتحادي


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 3926 - 2012 / 11 / 29 - 23:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية,حزب يساري,لا يمكن تجاهله عند تناول التاريخ السياسي للمغرب,فقد كان في واجهة الصراعات السياسية منذ ظهوره,وكان وجوده التاريخ تعبير عن تحولات عرفتها الحركة الوطنية في صيغتها التقليدية,بحيث سوف تتقمص الحركة الوطنية الفكر الإشتراكي وتعتبره مشروعها التحرري,والقادر على تخليص المغرب من التبعية للإستعمار,وهنا نشطت الإختلافات السياسية والإيديولوجية بين تيارين,واحد يرى أن الفكر الإشتراكي,فكر إنساني,في صيغته الأكثر تقدما وواقعية,وهي الماركسية ,واتجاه آخر,يعتبر أن الإنتماء للفكر الإشتراكي,ليس مشروطا بالدفاع عن الفكر الماركسي,ذي النزوعات الإلحادية,على مستوى الفكر,والمستند على فكرة الثورة,كأسلوب للتغيير,وهنا بعد 1975 أي المؤتمر الإستثنائي,سوف ينتصر خط الإشتراكية الديمقراطية,أي تلك التي تقبل بأن الوصول إلى السلطة السياسية يمكن أن يتحقق عن طريق صناديق الإقتراع,أي الإنتخابات,لكن بقيت هناك اتجاهات سياسية تشكك في هذا الإختيار,وتعتبر أن تحقيق الإشتراكية,سوف يتطلب انتظار دمقرطة نظام الحكم,الذي لا يمكنه التنازل عن سلطاته المطلقة,فهو يعرف طبيعة المشروع الذي يدافع عنه الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية,وبذلك لن تكون الديمقراطية إلا مبررا للتهرب من ضرورات المواجهة أو التحايل عليها,باختلاق انتظارات جديدة,يتأهل بها الحكم لتجميع حلفاء له,بتوسيع قاعدته الإجتماعية.
بقيت هذه الخيارات حية داخل الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية,وربما بسبب ذلك تعرض الحزب للكثير من الإنشقاقات,منذ الثمانينات,رغم وجود انشقاقات قبل هذا التاريخ غير مصرح بها,وقد تفجرت في تاكتيكات مواجهة المخزن,وكانت المؤتمرات محطة للإنقسام بين الإتحاديين,بحيث كانت تاكتيكات المواجهة والقبول بسلطة الحكومة في عمق الصراعات الداخلية للحزب,فبعد ظهور حزب الطليعة,تلاه حزب المؤتمر الإتحادي,ثم الوفاء للديمقراطية ,وبعد هذه الإنشقاقات,كانت الأحزاب الجديدة,التي تنتمي حقا للتجربة الإتحادية الإشتراكية,تحاول تبرير ظهورها بما هو إيديولوجي وحتى فكري,لتكتسب شرعية الوجود,وتصير مالكا حقيقيا للشرعية الإتحادية التي تفاعل معها الشارع المغربي وتعرف عليها في الكثير من الهزات التي عرفها المغرب في مواجهاته لسلطة المخزن,فلماذا لم تنجح هذه التنظيمات في إضعاف الحزب واختفائه من المشهد السياسي لحد الآن؟
وكيف استطاع الإتحاد الإشتراكي الصمود رغم توالي الإنشقاقات التي عرفها؟
1قوة الإتحاد
يكمن سر هذا الحزب اليساري,في علاقاته التنظيمية,التي راكمها تاريخيا,وعرف كيف يحافظ عليها في أوج صراعاته السياسية,إذ لم تعد علاقات مدنية سياسية,بل امتدت إلى علاقات أخرى,فيها العائلي,بترابطاته التي يتم استحضارها كلما تأزمت الأوضاع السياسية,وترهلت البنى التنظيمية,وهوإرث حافظ الإتحاد عليه,وطوره منذ الإنتماء القديم لحزب الإستقلال,الذي لازال يوظف هذه الآلية أحسن توظيف,و لم تتعطل لحد الآن و إن أصابتها بعض الإنكسارات,التي أدت إلى ظهور قيادة خارج الأعراف العائلية التي كان بها حزب الإستقلال يحسم الأمانة العامة,فإن فشلت هذه الآلية في حزب الإستقلال,فقد كانت سر وحدة اليسار الإتحادي,الذي يعود إليها لاستنهاض الهمم,و الحث على المزيد من الصمود و التفاني لأجل تحقيق الغايات التي سطرها الإتحاديون,وعليهم إنجازها.
2دينامية الإتحاد
لم يكن هذا الجسم السياسي يعول كثيرا على مفكريه,بل حث دائما على الإنصات للفاعلين,المواكبين للفعل التنظيمي,و التأطير الخاص باستجماع القوى والتحكم فيها,بعيدا عن كثرة التخطيطات,التي تتحول إلى تخبطات سياسية وإيديولوجية في غالب اللحظات,بهذه الدينامية,كان الحزب يربح رهانات الوجود ةترسيخ قيم الإستمرار,رغم الهزات التي كان يعرفها طيلة تاريخه السياسي,سواء كان مصدرها فاعليه السياسيين,أو كانت نتيجة مؤامرات خططت لها وزارة الدالخلية المغربية لإضعاف الحزب والحد من امتداداته الجماهيرية التي كانت تخيف نظام الحكم المغربي,أكثر من باقي القوى الأخرى,لأن رجالاته اكتسبوا كيفيات التواصل مع مختلف الشرائح الإجتماعية المغربية,بفعل الخبرات النقابية والمدنية,وحتى الثقافية,التي كان الإتحاد يتميز بها,أو بعبارة أوضح كان مناضلوا الإتحاد القدامى يتميزون بها.
3تحالفات الإتحاد
كان الإتحاد الإشتراكي,حذرا في تحالفاته السياسية,و لم نكم كيساريين نفهم سر تردده في التحالف خصوصا مع قوى اليسار,التي كان دائما يعتبرها مساهمة في انشقلقاته السياسية,وهي حقيقة في حالات كثير لا يمكن التنكر لها,فالتحالفات,كانت تفرض تنازلات,لم يكن الحزب قادرا على الوفاء بها,سواء كانت فارضة لمواجهة المخزن أو متقاربة معه,فالإتحاد الإشتراكي,رسم مسافات مختلفة مع نظام الحكم,يحتكم من خلالها لنخبته,التي تضيق درعا بالمنافسين لها خصوصا من جسم اليسار المغربي غير الإتحادي,إذ ظلت شديدة الحساسية تجاهها,وغير واثقة فيها,بفعل الإحتكاكات بها نقابيا وحقوقيا وطلابيا ومدنيا بشكل عام,هنا رسم الإتحاد الإشتراكي لنفسه تصوره الخاص للتحالفات,برغماتي المحتوى,فهو يتحالف مع القوى البرلمانية بالبرلمان,ومع القوى الجماهيرية بالشارع,و مختلف واجهات النضال المدني الجماهيري العام,وهو ما لم تفهمه قوى اليسار وتقدره حسن التقدير.
4خفايا الإتحاد
القوات الشعبية,تعبير سياسيي عن وجود فئات اجتماعية مختلفة داخل الحزب,متحالفة فيما بينها بناء,على تصور خاص للإشتراكية,بصيغة مغربية,مفتوحة على كل الإجتهادات الممكنة,فهي اشتراكية تسعى للعدالة حتى لو كانت عدالة المال,في تملكه بالتساوي مع رجالات السلطة السياسية,مما يجعل من اشتراكية الإتحاد الإشتراكي,اشتراكية تحريضية,غايتها تخويف نظام الحكم وليس تأميم وسائل الإنتاج وإحداث القطيعة بين الرأسمالية بدك أسوار الإستغلال وتسليم السلطة لقوى التحرر العمالية,كما كان الإشتراكيون القدامى يشرحون للعمال والفلاحين عندما انشق الإتحاد عن الإستقلال,وعندما صار الإتحاد الوطني اتحادا اشتراكيا فيما بعد.فكان اليساريون يحاسبون الإتحاد من خلال النظرية الماركسية,وكأنه حزب ماركسي لينيني.
حميد المصباحي كاتب روائي



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لادينية الدولة
- مقطع من رواية موت المجنون,لحميد المصباحي
- يسارية المثقف المغربي
- حزب النقابة ونقابة الحزب
- عرب المراجعة وعرب المواجهة
- الذاكرة والمخيال والدين
- سرية الكتابة في العالم العربي
- العلمانية والديمقراطية في العالم العربي
- الشيعة والسنة ورهان التقارب
- الثقافة العربية
- الدبلوماسية المغربية
- فكرة الأزمة في المغرب
- سجالية المعارضة في المغرب
- عنف الإسلام السياسي
- الدولة والعولمة
- المغرب العربي والخليج
- السلفية السياسية وإسرائيل
- الوحدة العربية
- العدالة الإنتقالية في المغرب
- سلفية النهضة وسلفية النكسة


المزيد.....




- مادة غذائية -لذيذة- يمكن أن تساعد على درء خطر الموت المبكر
- شركة EHang تطلق مبيعات التاكسي الطائر (فيديو)
- تقارير: الأميرة كيت تظهر للعلن -سعيدة وبصحة جيدة-
- عالم روسي: الحضارة البشرية على وشك الاختفاء
- محلل يوضح أسباب فشل استخبارات الجيش الأوكراني في العمليات ال ...
- البروفيسور جدانوف يكشف اللعبة السرية الأميركية في الشرق الأو ...
- ملاذ آمن  لقادة حماس
- محور موسكو- طهران- بكين يصبح واقعيًا في البحر
- تونس تغلق معبر رأس جدير الحدودي مع ليبيا لأسباب أمنية
- ?? مباشر: تحذير أممي من وضع غذائي -كارثي- لنصف سكان غزة ومن ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - اليسار الإتحادي