أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - بكر أحمد - ولليمني حق كالإنسان ، ترنيمة بائسة بين جها ز الأمن السياسي وحقوق الإنسان














المزيد.....

ولليمني حق كالإنسان ، ترنيمة بائسة بين جها ز الأمن السياسي وحقوق الإنسان


بكر أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 1135 - 2005 / 3 / 12 - 12:00
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


أليس من الغريب بأنه في اليمن توجد وزارة لحقوق الإنسان ومن يتولى مهامها امرأة ، وهل المصادفة وحدها هي من خلقت هذا التناسق العجيب بين هذه الوزارة وبين من يدير دفتها كامرأة تعيش تحت ظل الواقع والنسيج الاجتماعي القبلي المعقد .
أنا حقيقة لا أؤمن بالصدف بقدر عدم ثقتي بالنظام الحاكم ، فهو من جهة يبدوا عشوائيا يميل إلى الهمجية أكثر من إلا مبالاة ، ومن جهة أخرى نراه في مفاصل أخرى يتقن فن صناعة الجماليات السطحية كنوع من ذر الرماد على العيون المنهكة .

فوجود جهاز أمني شديد القسوة ولا يقع تحت نفوذ الدستور اليمني ولا يتمتع بأي مرجعية قانونية أو قضائية لدلالة عن التوجه المتعمد والمدروس للقيادة في النظام على جعل النظام ذو نسق بوليسي لا مجال في القريب العاجل ، وهذا يتنافى شكلا ومضمونا مع الحريات الشخصية ناهيك عن عدم استيعاب أي متابع بأنه وفي وجود مثل هذه المؤسسة العنيفة و المطلقة الصلاحيات وجود وزارة باسم حقوق الإنسان ! لأننا حينها سنكون أمام جهازين لهم علاقة مباشرة ببعضهم البعض سواء كان ذلك بالإيجاب أو بالسلب ، ومن المفترض أن يحدث بينهم تصادم كون العامل المشترك في عملهم هو الإنسان الذي من الطبيعي أنه هدف للوسائل التشريعية في تلك الوزارات ، والوسائل التشريعية تعني أن هناك قانون يحدد مهام كل وزارة على حدة في كيفية التعامل مع الفرد والجماعة في المحيط المدني ، حيث أن العمل الرئيسي لأي وزارة حكومية هو المحيط المؤسساتي المتمدن ألذي يمنح حالة من التعاطي المنسجم والمنظم بين كل الأطراف حسب الأطر المدونة التي تحفظ حقوق الجميع وتضمن الواجبات المستحقة ، وبدون هذا الوعي الحداثي النسبي سيصبح الأمر كمن يتغنى بواجهات أسمنتية لا تحتوي إلا على الخطابات الجوفاء والمعاني الركيكة .

بما أن اليمن الآن يمتلك وزارة باسم حقوق الإنسان ، فهذه دلالة حتمية بأن هذا الإنسان موجود في هذا القطر ، وكل ما في الأمر هو خلق بيئة حقوقية تصونه وتصارع القوانين التي تسلبه هذا الحق ، وأيضا من المفترض بأن لهذه الوزارة قوة معنوية ومادية تستطيع من خلالها أن تنفذ قراراتها على أرض الواقع .


فأين هي السيدة السوسة ألتي تبدو متسامحة جدا حول ما يقوم به غالب القمش وجهازه سيء الصيت ، وما هي آليات التفاعل أو التفاهم فيما بينهم حتى يتم اقتسام الجسد اليمني نصفه لحقوقه ونصفه الآخر لإهانته وإذلاله ، فأنا لا أفهم كيف تكون لدينا وزارة بهذا الأسم الرومانسي والجذاب كحقوق الإنسان ، بينما ينهض هذا الإنسان في وطني من نومه وهو بجوار زوجته وفوق رؤوسه زوار الليل ، ليسحبوه ربما عاري ويختفي عن الأنظار و لا أحد يعلم أين هو ، أو يفاجأ الطالب في الجامعة بمن يختطفه أمام مئات الطلاب من داخل الحرم الجامعي الذي يعرف العالم كله بأنه ما سمي حرما إلا لقداسته العلمية ألتي يجب أن لا تنتهك بأي حال من الأحوال و ألتي تزرع بمن يتعلم بداخلها شيء من الاعتزاز بذاته وبكرامته ، إلا غالب القمش الذي لا يرى بهؤلاء الطلاب سوى مشروع تلذذ آخر بساديته هو ورجاله ... ناهيك عن الصحفيين وسجنهم ، وأوضاع السجناء التي لا تليق بأي كائن كان والقائمة تطول لو أردنا شرحا مفصلا عما يدور حقيقة بين دهاليز العنف والتحقيق والخطف الرسمي .

ألا ترون أن ما يدور هي المهزلة بعينها ، فعلي اللبيب أن يبحث عن الإنسان أولا قبل أن يبدأ بانتقاد الوزارة التي تريد أن تصون حقوقه ، فأي إنسان ومهما كان نوعه _ بليد _ غبي _ من ذوي الاحتياجات الخاصة _ معوق _ سليم _ يجب أن لا يعامل بشكل حيواني كالذي نراه ونسمعه بجهاز الأمن السياسي ، علينا أولا أن نعترف بهذا الإنسان ونضعه تحت المجهر فربما تراه تلك الأيادي الطولى للنظام الحاكم وسيدة حقوق الإنسان .

هل تعلمون ما هو الإنسان حتى نتفاخر بإنشاء وزارة لحقوقه ، فهو ليس كتلة مكونة من عدة أجزاء تمشي بالطرقات وتتزاوج وتتوالد وتصفق بحمد ولي الأمر ، وهو ليس حالة هائمة في ملكوت الهوامش الفانية الجدباء تحقن بين الحين والآخر بجرعات سعرية تزيد من هذيانه وتدرس كفئران التجارب ردة فعله .
الإنسان أعجز وأشكل ما عرفه الإنسان ذاته ، فهو أولا تراكم زماني مستمر ، وعقل وضمير وإحساس وثقافة وأفكار متناسقة و متضاربة في آن معا له من الضروريات التي يراها حق له ولا يجوز لأحد سلبها منه و حين يهان ويذل ويحارب في لقمة عيشه وفي كرامته ، فهو حينها يختلف عن الحيوانات بأنه لا ينسى ولا يغفر ، فكيف نقول بأن هناك وزارة لصون حقه وأنتم حتى الآن لا تعترفون أصلا بوجوده .

الحديث إلى هذه الدوائر الحكومية بقصد الإصلاح هو شيء من قبيل العبث ، والحديث إلى رأس الهرم الذي وحسب تصريحاته الشخصية على عمل تام بكل ما يحدث ولا يحرك ساكنا ، هو أشبه بحالة نرجسية معاذ الله أن تتلبسنا ، إذا نكتب إلى من ؟ ليس للتاريخ ولله فتلك غايات المنكسين رؤوسهم الأتكاليين ، بل للإنسان الكامن في الوجدان اليمني ، الإنسان الذي ما غفل عن شيء عما يدور حوله ، نكتب ونتحدث ونتناجى معه ، لأننا في الهم ( إنسان ) وذلك حتى أشعارا آخر ، حتى شروق شمس غير التي تزورنا كل صباح .



#بكر_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة العربية لن تتحرر ابدا
- فعلها الناصريون وفشل غيرهم
- الإنتخابات العراقية - نمطية التاريخ
- حين تكون الإنتخابات العربية المزيفة أكثر ج مالا من أنتخابات ...
- حرية الدين والجنس والراي المخالف ..لا تعني الإيمان بها
- بعد جورجيا وأوكرانيا ... متى يأتي دور ال يمن
- وللمعصوم الطاعة المطلقة
- الخيواني .. أنت رمز للشرف
- عروبة لغة أم عروبة دين
- ايديولجية مناهضة الدين كأيديولوجية الدين .... دنكشوط أخر .
- أصحاب القرآن .... هي ثورة ولكنها متأخرة جدا .
- يا أفندم ... ماذا يعني لك الدستور ؟
- ناصرية تقدمية ...لا ناصرية تخلف ورجعية
- الوطن الضريح
- المرأة والمجتمع والإصلاح في اليمن - ثلاثية الصراع الأزلي
- ما أن تكون اشتراكيا أو لا تكون


المزيد.....




- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - بكر أحمد - ولليمني حق كالإنسان ، ترنيمة بائسة بين جها ز الأمن السياسي وحقوق الإنسان