أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - حتى لا تَفْقِد الثورة المصرية بوصلتها!














المزيد.....

حتى لا تَفْقِد الثورة المصرية بوصلتها!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3922 - 2012 / 11 / 25 - 12:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إنَّه لَمِنَ السذاجة بمكان أنْ نتصوَّر، أو أنْ نُصوِّر، الصراع الدائر الآن في مصر على أنَّه صراعٌ بين "حُكْمٍ (أو حكومة)" وبين "معارَضَة"، أيْ بين حُكْمٍ إسلامي (تقوده جماعة "الإخوان المسلمين" عَبْر حزبها السياسي الذي استحدثته) وبين قوى، أو ائتلاف من قوى، معارِضَة لهذا الحكم، ولسعيه (الخفي والظاهر) لرَفْع منسوب "الأسْلَمَة" في مؤسسات وأجهزة وسلطات الدولة، التي يريدون (أيْ المعارِضون) لها أنْ تكون مدنية ديمقراطية (بمنأى عن الدين، فكراً ومؤسسات ورجالاً). أمَّا حيثية قولي هذا، وقولي به، فهي "تحييد قوى ومؤسسات وجماعات ورجالات العهد القديم عن هذا الصراع"، وكأنَّ الثورة المصرية قد أنجزت أُمَّ مهماتها وهي القضاء المبرم على نظام الحكم القديم الذي لم يُهْدَم حتى الآن من هرمه أكثر من رأسه وقمَّته؛ فإنَّ معظم هذا الهرم ما زال بمنأى عن الهدم الثوري له.
وإنَّه لَمِن الحِكْمَة (والعقلانية والواقعية) الثورية بمكان، من ثمَّ، أنْ تُركِّز قوى الثورة جميعاً طاقتها الثورية (بأوجهها كافة) في الصراع (الذي لم ينتهِ بَعْد) مع قوى الثورة المضادة، والتي تَضُم "العهد القديم"، الذي ما زال محتَفِظاً بالجزء الأكبر من قواه ونفوذه؛ كما تَضُم كل مَنْ حَمَلَتْه مصالحه الشخصية والفئوية الضيِّقة على أنْ يتحالف مع قوى "العهد القديم" بدعوى درء مخاطِر "الأسْلَمَة" عن الدولة المصرية؛ فإنَّ البرادعي، مثلاً، لن يبقى ساعة واحدة في معسكر قوى الثورة، ولو في الصَّفِ الأخير منه، بعد، وبسبب، استغاثته السياسية بالولايات المتحدة، وبسائر القوى الغربية.
بثورة الخامس والعشرين من يناير العظمى جاء الحقُّ (بالمعنى الثوري لا الدّيني) وزهق الباطل (بالمعنى الثوري لا الدِّيني أيضاً). وكان ينبغي لقوى الثورة المصرية أنْ تمضي قُدُماً في تحطيم سائر الأوثان، وفي مقدَّمها "وَثَن (أو صَنَم) السلطة القضائية"؛ فإنَّ تحطيم "هُبَل"، وعلى أهميته، لا يكفي من وجهة نظر ثورة جاءت لتَهْدِم هَرَم "العهد القديم" كله، ولتَبْتَني "هرماً جديداً" من حجارة جديدة، ومن بعضٍ من حجارة "الهرم القديم" إذا ما كانت صالحة.
كان ينبغي لهم ذلك، لا أنْ يَقَعوا، أو يُوْقِعوا أنفسهم، في شرك "الوثنية القضائية (والقانونية والدستورية)"، فيَنْظُروا إلى المضي قُدُماً في هَدْم أُسُس نظام حكم مبارك في "السلطة القضائية (وفي "المحكمة الدستورية العليا" على وجه الخصوص)" على أنَّه سعي فوضوي، لن يتمخَّض إلاَّ عن "دولة مَنْزوعة القانون والقضاء والمحاكم والدستور"، وكأنَّ هَدْم "النظام القانوني والقضائي والدستوري القديم" هو هَدْم لـ "النظام القانوني والقضائي والدستوي على وجه العموم (أو على وجه الإطلاق)"!
"ائتلاف قوى المعارَضَة (لـ "الإعلان الدستوري الجديد (المؤقَّت)" الذي أصدره الرئيس مرسي)" أعلن أنْ لا حوار مع الرئيس (الإسلامي) قبل عدوله وتراجعه عن هذا الإعلان؛ أمَّا صاحب "الإعلان"، أيْ الرئيس مرسي، فبدا مُسْتَمْسِكاً به، مُصِرَّاً عليه، غير مستعدٍّ للعدول والتراجع عنه؛ لكن، لماذا لم يَقِف "ائتلاف المعارَضَة" موقفاً آخر، يقوم على تمييز "الجزء الإيجابي (ثورياً)" من "الجزء السلبي (ديمقراطياً)" من "الإعلان"؟!
لماذا لم يعارِضوا قائلين: إنَّنا مع "الجزء الإيجابي"؛ لكنَّنا نرفض "نقطة التركيز والتحصين"، أيْ نرفض تركيز مرسي للسلطة في منصبه (منصب رئيس الجمهورية) ومَنْعِهِ الطَّعْن القضائي في كل قرار يُصْدِره بعد صدور هذا الإعلان، وندعوه، من ثمَّ، إلى حَذْف هذه "النقطة" فقط من "الإعلان الدستوري الجديد"؟!
لماذا لم يُقْرِنوا رفضهم لـ "التركيز والتحصين" بقبولهم فَتْح النار الثورية على "السلطة القضائية القديمة"، والتي أقامت (بنفسها) الدليل لهم على أنَّها جزء لا يتجزَّأ من البُنْيَة الأساسية لنظام حكم مبارك؟!
لو جَعَلْتُ التساؤلات الثلاثة (المنتهية بعلامات التعجُّب) أسئلة فحسب، لأجبْتُ عنها قائلاً إنَّ ما حَمَلَهم على أنْ يقفوا هذا الموقف هو أنَّ كفَّة "الرُّوح الانتهازية" رجحت عندهم على كفَّة "الرُّوح الثورية".
وأشْرَح هذا قائلاً إنَّ "الجمعية التأسيسية" هي جِذْر صراعهم مع مرسي (وحزبه وجماعته). كانوا يريدون (ولهم الحق في ذلك) جمعية تأسيسية جديدة تشبه بألوانها قوس قُزَح، فلا يَغْلُب عليها (تكويناً وعملاً ونُتاجاً دستورياً) لون مرسي وحزبه وجماعته وتياره؛ وكانوا ينتظرون، على ما يبدو، صدور حُكْمٍ قضائي (من قضاء العهد القديم) تُحَلُّ بموجبه الجمعية القديمة، وتنشأ جمعية (تأسيسية) جديدة، تَصْغُر فيها، وتتقلَّص، مساحة "اللون الإسلامي"، فَتَعْرِف مصر دستوراً جديداً، يؤسِّس، من طريق الانتخابات، لبرلمان جديد، يتضاءل فيه "الوزن الإسلامي".
لكنَّ هذا "الحق" كان يجب ألاَّ يجعلوه "غاية مكيافلية"، أيْ غاية يريدون بلوغها ولو من طريق "قضاء مبارك"؛ فإنَّ بلوغها من طريق "ميدان التحرير" هو ما كان ينبغي له أنْ يستأثر باهتمامهم؛ فثورة الخامس والعشرين من يناير لا تُحلِّل كل الوسائل بدعوى أنَّ كل الطُّرق تؤدِّي إلى روما.
مرسي (وفي تفاهُمٍ يجب التوصُّل إليه مع المعارَضَة) مَدْعوٌّ إلى التراجع عن "نقطة التركيز"؛ أمَّا قوى المعارَضَة (الثورية) فمَدْعوَّة، في الوقت نفسه، إلى قبول وتأييد "الجزء الإيجابي الثوري" من "الإعلان"، وإلى فَتْح النار الثورية على "السلطة القضائية القديمة"؛ والطَّرفان (مرسي والمعارَضَة) مَدْعوَّان إلى الاتِّفاق على "جمعية تأسيسية"، تنتهي من عملها سريعاً؛ لكن بما يُنْعِم على مصر الجديدة بدستورٍ يؤسِّس لـ "الدولة المدنية الديمقراطية".



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اقتراحٌ لحلِّ الأزمة بين قوى الثورة المصرية!
- حذار من الوقوع في هذا الشَّرك!
- من -مخيَّم اليرموك- إلى -قطاع غزة-!
- معنى -النَّصر- و-الهزيمة- في -عمود السحاب-!
- هذا ما ينبغي للعرب فعله الآن!
- غزَّة بمعانيها الجديدة!
- 29 تشرين الثاني 2012!
- ذَهَبَ الذَّهبي وبقيت -الدَّجاجة التي تبيض ذهباً-!
- اغتيال عرفات لم يَنْتَهِ بَعْد!
- المرأة في ثقافتنا الشعبية!
- أوباما الثاني والأخير!
- حلُّ مشكلة -حق العودة- بعدم حلها!
- هكذا أَفْهَم تصريحات عباس!
- بلفور بأُصوله وفروعه!
- المكيافلية والصراع في سورية!
- إسرائيل تَضْرِب في السودان ردَّاً على -طائرة إيران-!
- الدولار الأردني!
- وللكويت نصيبها من -الربيع العربي-!
- إشكالية -الدِّين- و-السياسة- في -الربيع العربي-!
- الضفة الغربية.. قصة -التِّرْكة والوَرَثَة-!


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - حتى لا تَفْقِد الثورة المصرية بوصلتها!