أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن مدن - للبيروقراطيات عادات كالأفراد














المزيد.....

للبيروقراطيات عادات كالأفراد


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 3906 - 2012 / 11 / 9 - 18:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


“على المدى الطويل سنكون كلنا أمواتاً«، قائل هذه العبارة هو رجل اقتصاد بارز، وكان يرد بها على أنصار حرية السوق الذين كانوا يقولون، فيما العالم يغرق في الأزمة الاقتصادية الكبرى في عشرينات القرن العشرين:”لا تقلقوا، فالأسواق تضبط نفسها بنفسها، فلنترك لها الوقت، والازدهار سيعود”. وقد رد الرجل بأن “الأسواق لا تصلح نفسها بنفسها، وعلى كل حال ليس ضمن مهل مناسبة، على المدى الطويل سنكون كلنا أمواتاً”. وهو بهذه العبارة ينبه إلى أن الذين يقولون هذا الكلام عن أن الأحوال “على المدى الطويل”ستكون أحسن مما هي عليه، لا يحسبون الحيوات التي سيُقضى عليها بانتظار ذلك اليوم المزعوم .


والحق أن هذا التفكير يطرح قضية أخلاقية مهمة، هي إلى أيّ مدى يبدو مقبولاً أن تتحمل أجيال بعينها تبعات سياسات مؤلمة، تعويلاً على أن هذه السياسات ستعطي أُكلها في حياة أجيال قادمة؟ فما ذنب جيل بذاته أن يتحمل الآلام، على أمل أن الجيل القادم سيقطف ثمار هذه الآلام، وهو أمر غير مضمون بدوره، على نحو ما برهنت تجارب بعض بلدان التوجه الاشتراكي في حقب سابقة؟ ويمكن أن يُقرأ الأمر معكوساً أيضاً، فما ذنب الأجيال القادمة حين تفرط أجيال حاضرة في ثروات هي ليست ملكها وحدها، وإنما ملك لأجيال عدة؟ وأكثر ما ينطبق هذا القول على حال البلدان المصدرة للمعادن ومصادر الطاقة كالنفط مثلاً، كما هو حال بلداننا الخليجية حيث على أجيال اليوم أن تطرح على ذاتها هذا السؤال الأخلاقي عن نصيب أجيال المستقبل من الثروة؟


وعاد اقتصادي بارز معاصر إلى قول رجل الاقتصاد المشار إليه أعلاه وهو يدعو إلى ما يصفه ب”عولمة ذات وجه إنساني”. إنه جوزيف ستيغليتز الذي نال جائزة نوبل في الاقتصاد، في معرض تحليله ل”خيبات العولمة”.


لقد أمضى الرجل نحو سبع سنوات في واشنطن ليس بعيداً عن ولادة السياسة الاقتصادية الشاملة بصفته عضواً في إدارة الرئيس الأسبق بيل كلينتون ورئيساً لمجلس المستشارين الاقتصاديين، لكنه بصفته رجل علم وفياً لإخلاصه العلمي، أدرك أنه ما لم يجر استخلاص العبر الضرورية من الأخطاء، واستمرت العولمة تُدار بالطريقة التي أديرت بها في الماضي، وتُدار بها الآن، فإنها لن تؤدي إلى زيادة النمو فحسب، ولكنها في الآن ذاته، ستظل تنشر الفقر وعدم الاستقرار، وإذا لم يكن هناك إصلاح، فإن العداء للعولمة سيتفاقم .


إن العولمة في نظر الملايين من الناس زادت أحوالهم فقراً، لأن الكثيرين خسروا أعمالهم، وباتت حياتهم أقل أماناً من ذي قبل، وأكبر الخاسرين من ذلك هم سكان العالم النامي، لكن تداعيات سياسية أخرى أكثر شمولاً ستطال العالم المتطور أيضاً .


وإذ يدعو الرجل إلى عولمة ذات وجه إنساني، فإنه يعترف بأن تغيير النظام الاقتصادي العالمي ليس أمراً سهلاً، “فالبيروقراطيات هي كالأفراد: تكتسب عادات سيئة ونتألم عندما يتوجب تغييرها«، ولكنه يرى أن الإصلاحات ضرورية، وممكنة أيضاً .


وهذه الإصلاحات بحاجة إلى دولة فعالة، ذات سلطة قضائية قوية ومستقلة، وإلى دولة ديمقراطية، متفتحة، شفافة، متحررة من الفساد الذي يقضي على الفاعلية في القطاعين العام والخاص معاً، وهو هنا يشير إلى البلدان النامية تحديداً التي يتعين عليها تدبر أمورها وسط غابة دولية من الكواسر .



#حسن_مدن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما بعد نضوب النفط
- الجيل الجديد في الخليج
- مزاج الجمهور المتحرك
- هذا ما فعلناه بأنفسنا
- المهمة المستحيلة للإبراهيمي
- الديمقراطية الهشة
- على المحك الديمقراطي
- أفول السيادة أم تجديدها؟
- للعمال الأجانب حقوق
- رحمة بالعمال الآسيويين
- كلمة د.حسن مدن الأمين العام للمنبر التقدمي في افتتاح المؤتمر ...
- يا عقلاء البحرين اتحدوا
- أمريكا والمنطقة العربية
- مجلسنا النيابي والفساد
- هل نستبدل الإستبداد بآخر؟
- الحل في أفق المصالحة الوطنية
- التيار الديمقراطي مدعو لإجراء مراجعة نقدية.. وألاّ يدير ظهره ...
- يوم أُستشهد هاشم
- السِنة أيضاً يريدون الإصلاح
- سقوط الجمهوريات الوراثية


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن مدن - للبيروقراطيات عادات كالأفراد