أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - ضراوة الواقع وضميرالكاتب..!














المزيد.....

ضراوة الواقع وضميرالكاتب..!


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3897 - 2012 / 10 / 31 - 23:11
المحور: الادب والفن
    


ضراوة الواقع
وضميرالكاتب..!


إبراهيم اليوسف


إلى أهلنا في قسطل جندو..وعفرين البطلة..
إلى كل إيزيديي سوريا..أهلي..
إلى مزكين..

تبَّاً لمن يهدِّدصفو ولولحظة عابرة في روزنامتكم، أياً كان، وتباً لرسالته...!


تعجُّ الحياة العامة، من حول الكاتب، بالكثيرمن الأحداث المهمَّة، التي لابد من تناولها أدبياً، في ما إذا كان أميناً للواقع، ووفياً لمن يعيش بين ظهرانيهم، سواء أكانت هذه الأحداث مبهجة، أومؤلمة، إذ لابدَّ أن تستوقفه، وتنعكس في خطابه الإبداعي، وإن كان هذا الانعكاس يتمُّ بطرق متباينة، ومختلفة، بين كاتب وآخر، بل إن من شأن زاوية التقاط الحدث أن تترك تأثيرها عليه، حيث هناك من يستطيع أن يتوغل إلى صميم الحدث، أومن يذهب عكس ذلك، فلايتجاوز ملامسة مايسمى بسطحه، نتيجة عدم الفلاح في اختيارالموقف المناسب الذي يحقق له إطلالة مناسبة، يعاين من خلالها هذا الحدث بالشكل المناسب.

وبعيداً عن تحديد موقع زاوية رصد الحدث، فإن هناك من قد يكون قريباً-في المفهوم المكاني أو الجغرافي- عن هذا الحدث، وهو يستطيع النفاذ إلى جوهره، ومعرفة أسباب وقوعه، وغيرذلك من التفاصيل التي تغنيه، في مالو استعان بها، في إطار صناعة خطاب إبداعي ناجح، بيد أنه يحسُّ بحاجزافتراضي، أومعنوي، يحول بينه ومايدورمن حوله، فيبتعد عنه، وكأنَه يعيش في زمكان آخر، مادام أنه حصَّن نفسه، دون التفاعل مع المجريات التي تتمُّ أمام عينيه.

إننا-في مثل هذه الحالة-أمام اغتراب حقيق، من قبل هذا النموذج المبدع، عن حاجات البرهة الزمانية، وقد يكون الوضع أدهى، وأمرَّ، في مالو انصرف إلى تناول أحداث أقلَّ شأنا، لاتحوزاهتمام شرائح اجتماعية تحيط به، وتكون الطامة، أكبر، إذا عمدإلى تحويروتحريف مرئياته، ليكون عبرذلك شاهداً غيرنزيه، يزوِّرالحدث، ويقلب الوقائع رأساً على عقب، وهوما لايأتي إلا نتيجة داع نفعيّ، عرضيّ، زائل، لاقيمة له قطّ، أمام ماهوأكثرقيمة، وأعلى شأناً، ويسجل له، ألا وهوالوفاء لضميره الإبداعي، حيث يؤمن له مثل هذا الوفاء المنفعة الأعظم، التي طالما رفعت من شأن أدباء وكتاب ومبدعين، عبرالتاريخ، عبر ارتقائهم إلى درجة تجسيد ضمائرشعوبهم، وأممهم، وأوطانهم، فغدوا –بذلك- رموزاًلديهم، يتباهون بها، إلى تلك الدرجة التي تعدُّ أسماء أدباء أمم كثيرة بالنسبة إليها، أعمدة، راسخة، وقمماًعالية، بل وأعظم ما تملكه من كنوز.

وبدهيٌَ، إن الكاتب الذي يؤدي واجبه، في خدمة أهله، متلمساً نبضهم، وجرحهم، وحلمهم، كي يغدو سفيرهم، واللاهج باسمهم، غيرمتوخ بذلك سوى أداء واجبه، بل ممارسة الوظيفة المطلوبة منه، على أكمل وجه، حيث أن الإخلاص في درجة الأداء هنا، تغدو لزاماً وفرضاً عليه، عندما تكون هناك أخطارمحدقة بمصائرهم، ما يصنف القراءة الخاطئة، من قبله، في موقع التهاون والتخاذل، بل ويصنف انزلاقه إلى التزوير-في لوتمَّ-في دبق خيانة القيم السامية والنبيلة!؟.

إن هذا التشخيص لدورالكاتب، ووظيفة خطابه، إنَّما يضعه في سدَّة مسؤولية كبرى، لابدَّ له من أن يدركها، تماماً، ويترجمها، على أحسن نحو، عند الضرورة، ويأتي في أول سلم المهمَّات الموكلة إليه، أخلاقياً، ووطنياً، وإنسانياً، اقتناص لحظة الكتابة الحاسمة، لاسيَّما عندما يتعرض أهلوه للمحن والكوارث، حتى يستطيع أداء ماهومسند إليه، صادقاً، أميناً،مسهماً في تسمية الأشياء بمسياتها، مهما كانت ضريبة ذلك، وما أكثرهاتيك الأسماء"عالية الظلِّ" الخالدة،في سماء الأدب والإبداع، بعد أن استطاعت تحقيق المعادلة الأكثرحساسية وخطورة، عبرإرضاء الضمير، وأداء رسالة الواجب، غيرمكترثة بما يترتب عليها، من جراء ذلك كله...!



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المثقف واستعادة الدورالطليعي
- معايدات
- اسمي محمد رفيق..!
- ثورة نبيلة وعظمى وأسرة عربية و دولية متآمرة..!
- الشاعرفي أحزانه العالية
- الشاعروقصيدته:أيهما يكتب الآخر..!
- اللغة في النص الفيسبوكي:
- الكتابة الاستذكارية
- سنة كاملة على غياب مشعل التمو*
- رؤية المبدع
- أسئلة التجنيس الأدبي فضاء الولادة الجديدة
- كاسرات الصمت
- المحنة والامتحان:
- ديوان الحياة
- هذا الدم الكردي النبيل...!
- كاميراالصحفي
- جبهة الكتابة:
- الكتابة تحت الطلب
- النص الفيسبوكي وإشكال التجنيس:*
- تجليات الوعي بالموت: محاولة إعادة كتابة المصطلح


المزيد.....




- مصر.. الفنان محمد عادل إمام يعلق على قرار إعادة عرض فيلم - ...
- أولاد رزق 3.. قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك 2024 و نجاح فيل ...
- مصر.. ما حقيقة إصابة الفنان القدير لطفي لبيب بشلل نصفي؟
- دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم -زهايمر- احتفالا بمي ...
- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - ضراوة الواقع وضميرالكاتب..!