أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - سامي الذيب - مسلسل جريمة الختان 90: الختان كعمليّة تمييز بين الذكور والإناث














المزيد.....

مسلسل جريمة الختان 90: الختان كعمليّة تمييز بين الذكور والإناث


سامي الذيب
(Sami Aldeeb)


الحوار المتمدن-العدد: 3895 - 2012 / 10 / 29 - 09:04
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


كان المصريّون القدامى يعتقدون بأن آلهتهم مزدوجي الجنس، ذكوري وأنثوي. وعلى غرارها يحمل الرجل في طيّاته معالم أنوثيّة تتمثّل في غلفته، والمرأة معالم ذكوريّة تتمثّل في بظرها. وحتّى تتم ذكورة الرجل وأنوثة المرأة يجب إجراء الختان لهما لبتر هذه المعالم الخارجة عن طبيعتها.

ونجد إعتقاداً مماثلاً عند الجماعات البدائيّة الإفريقيّة، ينبع من ملاحظات واقعيّة، مثل وجود مخنّثين، تم تضخيمها وصياغتها في أساطير. فتعتقد قبائل «دجون» و«بمبارا» أن الإنسان كان في بداية أمره مخنّثاً. وبعد فصل الجنسين عن بعضهما بقي عند كل منهما أثر من الجنس الآخر، تتمثّل في بظر المرأة وغلفة الرجل، تسكن فيهما قوّة شرّيرة تدعى «وانزو» تؤدّي إلى الفوضى. وبعد الختان يستتب السلام ويتم عزل الجنسين عن بعضهما تماماً. ويتبع الختان فصل للجنسين على المستوى الإجتماعي. فيترك الصبي المختون نهائيّاً كوخ أمّه ليلتحق بأبيه ويسكن معه، ويحق له الأكل من ثمر صيده، والمشاركة في صنع الأقنعة المقدّسة والنشاطات الدينيّة. وفي قبيلة «باكوكو» في الكمرون يغيّر الشاب إسمه ويعطى كوخاً ويسلّمه أبوه زوجة. أمّا الصبيّة المختونة، فتمرّن في المهمّات المنزليّة وتلتزم كوخ أمّها. ولا يحق للمختون أداء أعمال النساء، كما لا يحق للمختونة أداء أعمال الرجال. فلكل منهما دوره الإجتماعي.

ويتم التعبير عن هذا الإعتقاد ضمن طقس الختان. ففي قبائل إفريقيا الجنوبيّة تدعى البنت غير المختونة «صبياً»، وترتدي ملابساً رجّاليّة، وتضع بعضهن في أرجلهن أجراس من حديد يستعملها الصيادون لتخويف الأسود في الغابة، ويحملن في بداية طقس التدريب الذي يتم فيه الختان قضيب إصطناعي يحاولن به ممارسة العلاقة الجنسيّة مع رفيقاتهن. وأمّا الصبي غير المختون، فيدعى «الصبيّة الجديدة»، ويرتدي ملابس نسائيّة ويحمل على صدره ثدي إصطناعي.

وتعبّر بعض القبائل عن الذكر والأنثى قَبل الختان برقم 7، وهو مجموع صفات الأنثى (الشفرين الصغيرين والكبيرين) مع صفات الذكر (القضيب والخصيتين). وبعد الختان، يقفز الذكور ثلاث مرّات والإناث أربع مرّات تعبيراً عن إنفصال الجنسين عن بعضهما، فيصبح الصبي رجلاً، والفتاة إمرأة دون شوائب من الجنس الآخر. ويمكنهما عند ذلك الإتّحاد من خلال الزواج ليكّونا من جديد الرقم 7. فالزواج يعبّر عنه برقم 7 الذي هو تعبير عن الثمر والحياة والذكاء والكمال البشري.

ويقول المؤلّف المغربي عبد الحق سرحان أن الجماعة من خلال الختان تقوم بتقليد أشد ما تخافه، وهو تأنيث الذكر. فحتّى لا يحدث هذا، يتم قطع جزء من القضيب كقربان للقوى المعادية للذكورة حتّى لا يتم فقد كل القضيب. ويضيف أن الطفل المختون يخرج من عالم النساء «غير الطاهر» ليلتحق بعالم الطهارة والرجولة والصلاة. ويصبح أكثر إحساساً بهويّته الإجتماعيّة والجنسيّة.

ولم نجد أي صدى لهذه الإعتقادات في كتابات الفقهاء المسلمين القدامى. إلاّ أنها ما زالت منتشرة عند نساء مصر. ففي إحدى الأبحاث الميدانيّة أكّدت 5% منهن أن هذه العمليّة تجرى للفتاة من أجل إكتمال أنوثتها وإزالة العضو القبيح. وفي شهادة لإحدى المختونات المصريّات جاء ما يلي:
«تزوّجت ولم تكن قد أجريت لي عمليّة ختان. ومنذ الأيّام الأولى لزواجنا أخذ زوجي يعيّرني بذلك، ويلقي باللائمة علي رغم أنه لم تحدث معاشرة كاملة منه حيث لم يحدث له إنتصاب - رغم كل محاولاته والحبوب التي تناولها. وأخبره البعض أنه «مربوط»، وأن البعض عمل له عمل. وكان أوّل ما واجه به أمّي عندما قابلها «انتو مجوّزني راجل مش ست - إشارة إلى عدم ختاني - ثم أصر على أخذي للطبيب وأجرى لي علميّة الختان. وانتهت مشكلته تقريباً بعد عدّة أسابيع. لكني ظللت أعاني من هذه العمليّة وآثارها علي في المعاشرة».

وتقول ماري أسعد أن أحد أسباب ختان الإناث هو المحافظة على العادات الأسريّة، تلك العادات التي تبنى على أن المرأة لا تكتمل أنوثتها إلاّ إذا تخلّصت من هذا الجزء القبيح من جهازها التناسلي. وهو نفس التقليد الذي يجعل المرأة تعاير زميلتها التي لم تجر عليها هذه العمليّة وتشبّهها بالرجل، ممّا يجعلها غير صالحة للزواج. وتشير الدكتورة سهام عبد السلام إلى إعتقاد بأن الختان يجعل الفتاة أكثر أنوثة: «فيقول الناس أن الفتاة التي لا تمارس عليها هذه العمليّة تتحوّل إلى ذكر «البنت تذكر». وتبالغ بعض الخرافات فتقول إن البظر لو لم يقطع فسوف ينمو حتّى يصل إلى حجم رقبة الأوزّة».

ونجد صدى لنظريّة إزدواج الجنس عند فرويد والكاتبة الفرنسيّة «اليزابيت بادانتير». إلاّ أن عالم الجنس، الدكتور جيرارد تسفانج، ينتقد هذه النظريّة التي برّرت بتر الأعضاء الجنسيّة، ويرى فيها تعبيراً عن الغباء المطبق. فالإنسان يولد إمّا ذكراً أو أنثى كما هو الأمر عند كل الحيوانات اللبوءة، ولا يوجد إلاّ عدد قليل جدّاً من الشواذ في هذا المجال.


----------------------
سوف أتابع في مقالي القادم الجدل الاجتماعي فيما يخص ختان الذكور والإناث.
يمكنكم تحميل كتابي ختان الذكور والإناث عند اليهود والمسيحيّين والمسلمين
http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=131&action=arabic
وطبعتي للقرآن بالتسلسل التاريخي مع المصادر اليهودية والمسيحية
http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=315&action=arabic
اذا أردتم المناقشة أو وجدتم صعوبة في تحميل كتاب اكتبوا لي على عنواني التالي
[email protected]



#سامي_الذيب (هاشتاغ)       Sami_Aldeeb#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسلسل جريمة الختان 88: الكبح الجنسي ببتر الغلفة والبظر والشف ...
- مسلسل جريمة الختان 88: الكبح الجنسي بشبك الفرج أو إخاطته
- سامي الذيب أستاذ أصول الشريعة؟
- خروف إبراهيم الخرفان
- مسلسل جريمة الختان 87: الكبح الجنسي وحزام العفّة
- مسلسل جريمة الختان 86: الختان وكبح النزوات الجنسيّة
- مسلسل جريمة الختان 85: الختان والدين من وجهة علم الاجتماع
- سامي الذيب، حدد موقفك
- ما زرعناه في مدارسنا نجنيه اليوم حصرما مر المذاق
- احتجاج من احد قرائي على مقالاتي اليومية عن الختان
- مسلسل جريمة الختان 84: الختان علامة تمييز ومخالفة
- مسلسل جريمة الختان 83: الختان وتأثير الثقافة الغالبة
- مسلسل جريمة الختان 82: الختان والتأثير المهني
- مسلسل جريمة الختان 81: الختان والتأثير الإجتماعي
- لمن تكتب يا سامي؟
- الختان: سؤال للقراء
- مسلسل جريمة الختان 80: الختان والتأثير العائلي
- مسلسل جريمة الختان 79: تحوّل الشذوذ الفردي إلى تصرّف جماعي ث ...
- مسلسل جريمة الختان 78: وسائل معالجة بتر الذات الشاذّة
- مسلسل جريمة الختان 77: لماذا يبتر الناس أنفسهم ولماذا ختن اب ...


المزيد.....




- تسببت بوميض ساطع.. كاميرا ترصد تحليق سيارة جوًا بعد فقدان ال ...
- الساحة الحمراء تشهد استعراضا لفرقة من العسكريين المنخرطين في ...
- اتهامات حقوقية لـ -الدعم السريع- السودانية بارتكاب -إبادة- م ...
- ترامب ينشر فيديو يسخر فيه من بايدن
- على غرار ديدان العلق.. تطوير طريقة لأخذ عينات الدم دون ألم ا ...
- بوتين: لن نسمح بوقوع صدام عالمي رغم سياسات النخب الغربية
- حزب الله يهاجم 12 موقعا إسرائيليا وتل أبيب تهدده بـ-صيف ساخن ...
- مخصصة لغوث أهالي غزة.. سفينة تركية قطرية تنطلق من مرسين إلى ...
- نزوح عائلات من حي الزيتون بعد توغل بري إسرائيلي
- مفاوضات غزة.. سيناريوهات الحرب بعد موافقة حماس ورفض إسرائيل ...


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - سامي الذيب - مسلسل جريمة الختان 90: الختان كعمليّة تمييز بين الذكور والإناث