أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - امين يونس - عصافير














المزيد.....

عصافير


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3894 - 2012 / 10 / 28 - 11:10
المحور: المجتمع المدني
    


كل صباحٍ أنثُر بقايا الصمون وكسرات الخُبز ، على الفسحة أمام المطبخ .. وسُرعان ما تتزاحم العصافير لتأخذ نصيبها وسط زقزقة جميلة .. وأراقب المشهد من النافذة وأنا أحسُ بسعادةٍ غامرة .. لا أستطيع وصفها ولا تفسيرها بالضبط ! ... أفعلُ ذلك عادةً في الصباح الباكر بعد الفجر مُباشرة .. وحين أتأخرُ يوماً لأي سببٍ من الأسباب .. فأنني أشعرُ بنبرة " العتاب " في زقزقة العصافير .. صدقوني ! . تحّول هذا الامر الى طقسٍ يومي .. وحتى حين لاأجد بقايا الخبز والصمون .. فأنني اُقّطِعُ صمونة جديدة أو إثنتَين وأنثرها ، بدون أخذ موافقة وزيرة الداخلية ومسؤولة إدارة التموين ! . ونتيجة الشكوى الدائمة ، من ان العصافير تُوَسِخ المكان .. فلقد إضطررتُ مُؤخراً الى التَكّفُل بتنظيفهِ بين الحين والحين . أصبحتْ هذه العادة مُتحكمة بي ، بحيث انني عندما اسافر في المرات النادرة .. فأن أول شئ أوصي العائلة بهِ .. هو ان لاينسوا تقديم بقايا الصمون الى العصافير صباحاً !.
أراقبُ عن كثب طيران العصافير ، من على الأسلاك الممتدة من عمود الكهرباء أمام الدار .. ونزولها الى الفسحة العامرة بكسرات الخبز وبقايا الصمون .. وانها من النادر ان تحطُ دفعة واحدة .. من الأسلاك الى الفُسحة رغم ان المسافة بينهما لاتتجاوز بضعة امتار .. فهي في غاية الحذر ، فتحط على سلك التلفون في منتصف المسافة وتنظر يمنة ويُسرة عدة مرات .. وحين تشعر بالأمان .. تقفز الى الفُسحة . لاحظتُ ان بعضها ولا سيما الأكبر حجماُ ، تلتقط كسرة وتطير نحو العش القابع على عمود الكهرباء .. وتغيب للحظاتٍ ثم تعود لتاخذ كسرة اُخرى .. أما لإطعام الصغار أو لخزنها لأوقات الحاجة وأيام المطر ! .
أحياناً أجلسُ قريباً من المكان وعلى بُعد خمسة أمتار .. في الحديقة حيث يوجد كرسي ومنضدة عليها الكومبيوتر .. وأحاول ان تكون حركتي هادئة وبطيئة .. بحيث لااُخيف العصافير ولا أجبرها على الهروب .. وبالفعل فلقد تعودتْ على ذلك ولم تَعُد تهتم بوجودي .. ولكن ما ان تَمُر سيارة في الشارع المُحاذي او ينفتح باب الجيران بِقوة .. حتى تطير عشرات العصافير دفعة واحدة وكأنَ خطراً داهماً إقتربَ منها .
عموماً .. لا أدري ، هل هي نتيجة التقاعُد المُبكر .. او البطالة المُقنعة ، او الفراغ .. أو أشياء اُخرى لا أعرفها .. إكتشفتُ انه ليسَ بالضرورة ان يفكر أحدنا ، بالقضايا الكبيرة والسياسة فقط .. بل أن المرء يستطيع .. إختراع أمورٍ صغيرةٍ " يهتم " بها أيضاً .. بل ويستمتع بها بشكلٍ ما .. قد لاتكون هذه الامور مُهمة .. ولكنها على بساطتِها .. رُبما تعطي معنىً للحياة ! .. من الممكن ان ترعى نبتةً صغيرة وتسقيها وتحميها وتنظف محيطها ، الى ان تراها تنمو وتزهر .. من الممكن ان يكون ذلك .. مُجرد تقديم كسرات خبز الى العصافير ! .



#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عُطلة عيد الأضحى عشرة أيام
- في العيد .. ملاحظات بسيطة
- صَوم يوم عَرَفة وقانون العفو العام
- نانو - تَنَكَلوجي - !
- سوفَ نَجُن من الفرح !
- بعض ملامح الوضع في الأقليم
- - الحلول - سهلةٌ في العراق
- الأيام العشرة
- نيران - صديقة - في موريتانيا
- السلبيةُ والكَسَل
- رعاية الكِبار
- في أربيل : مباراة بين الحكومة والبرلمان !
- المالكي .. والبقرة الصفراء
- رأيٌ في السُلطة والمُعارضة في الأقليم
- هذا العالم المُضطرِب
- العِيال كِبرتْ
- الإحباط .. والديمقراطية
- العلّة والسبب
- أسئلة مُعيبة .. وأسئلة خَطِرة
- الموصل .. والتيار الديمقراطي


المزيد.....




- الأمم المتحدة تحذر من عواقب وخيمة على المدنيين في الفاشر الس ...
- مكتب المفوض الأممي لحقوق الإنسان: مقتل ما لا يقل عن 43 في ال ...
- مسئول بالأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد تستغرق 14 عاما ...
- فيديو.. طفلة غزّية تعيل أسرتها بغسل ملابس النازحين
- لوموند: العداء يتفاقم ضد اللاجئين السوريين في لبنان
- اعتقال نازيين مرتبطين بكييف خططا لأعمال إرهابية غربي روسيا
- شاهد.. لحظة اعتقال اكاديمية بجامعة إيموري الأميركية لدعمها ق ...
- الشرطة الاميركية تقمع انتفاضة الجامعات وتدهس حرية التعبير
- صحف عالمية: خيام غزة تخنق النازحين صيفا بعدما فشلت بمنع البر ...
- اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - امين يونس - عصافير