أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نهار حسب الله - أنا والآخر.. قصص قصيرة جداً














المزيد.....

أنا والآخر.. قصص قصيرة جداً


نهار حسب الله

الحوار المتمدن-العدد: 3869 - 2012 / 10 / 3 - 23:28
المحور: الادب والفن
    


أنا وتشيخوف

1.
(كلما أزدادت ثقافة المرء، أزداد بؤسه وشقاؤه) قال هذه الحكمة الاديب الروسي انطون تشيخوف، ليرسم لنا خارطة الكون القروي والقائمين عليه من الاميين والجهلة، وليعلمنا التسلح بالجوع والبؤس والشقاء لتحرير الثقافة المكبلة..

2.
لم يكن تشيخوف أديباً فحسب؛ وإنما كان عاطفياً متدفق المشاعر، عمل على دعم الحب وتعظيمه قائلاً (إذا كان في وسعك ان تحب، ففي وسعك ان تفعل أي شي) قالها وهو يعي جيداً ان عقولنا عاجزة تماماً وان قلوبنا ليست إلا صخرة سوداء.

أنا وسقراط

1.
تغير الحال وتحولتُ من متسول الى مسؤول ذي شأن عظيم، وسرعان ما بدأت افقد الثقة بكل من حولي خصوصاً بعدما قرأت مقولة الفيلسوف الاغريقي سقراط (إذا وليت أمراً او منصباً فأبعد عنكَ الأشرار فان جميع عيوبهم منسوبة إليك) لحظته ومن دون تفكير اقصيت كل من حولي من دون النظر الى الكفاءة والخبرة وشغلت أقاربي خوفاً على سمعتي.

2.
عندما كنت ضابطاً في الجيش، وقبل ترقيتي ونقلي إلى مكتب فخم.. تنبهت لأحد جنودي وهو يقرأ أقوال وحكم للفيلسوف الاغريقي سقراط.
شدني الفضول إليه ولصقت عيني في الكتاب وطالعت مقولة كانت السبب في سعادتي الى هذا اليوم (الحياة من دون ابتلاء لا تستحق العيش) لم افهم المقولة في ذلك الوقت ولكني احرقت الكتاب وعاقبت الجندي ووجهت فوهة المدفع الى قرية بسيطة ونسفتها بالكامل، وهو الامر الذي كان سبباً بترقيتي الى مراتب عليا بوصفي الابتلاء الذي يحقق للناس امكانية العيش في هذه الحياة.

أنا وماركيز

1.
في الطفولة رضعت دموع أمي، وفي الشباب احتسيت خمر دموعي الندية،الساخنة ،المالحة وكأنها بيرة مكسيكية، وفي الشيخوخة لم أجد علاجاً لآهاتي وآلامي إلا الدموع..
وبعد هذا المشوار الطويل المليء بالحرقة، تنبهت لمقولة القاها احد الاصدقاء، كانت تعود للكاتب العالمي غابريل غارسيا ماركيز، قال فيها (لا أحد يستحق دموعك، ولئن استحقها أحد فلن يدعك تذرفها) ولكني لم اتعض من هذه الحكمة، ليس لأني مهمل للمعلومة ولكني غادرت الحياة بعد فترة وجيزة غارقاً في بحر دموعي.

2.
أيام تشطب ما يسبقها، ونبضات قلبي تتلاحق عجولة كعقارب الساعة؛ تحاول تنبيهي عن عمري الضائع.. وساعات شوق تتخللها المراة والحسرة، وعيون مشدوهة لرؤيا الحبيبة، ولسان معقود؛ مريض بداء الخجل.. سرطان الحياء حتى من الاعتراف بالحب..
وفي ليلة مجنونة كلها شوق، رّن جرس الباب، وإذا بقصاصة ورقية ملصقة على الجرس، كان قد كتب عليها مقولة للاديب الكولمبي غابريل غارسيا ماركيز (لو كنت أعرف أن هذه هي آخر اللحظات التي أراك فيها لقلت لك أنني أحبك دون أن أفترض بغباء أنك تعرف هذا فعلاً).. ومن دون اي مقدمات، اطلقت العنان لعواطفي وحررت فكري من سجنه الادبي، ولم اجد الصبر حتى الصباح، ورحت افتش عنها في كل صوب، لأنقل اعترافي ولهفتي إليها..
وعلى الرغم من ساعات البحث الطوال.. لم اجد اي دليل لطيفها.
وفي ساعات الصباح الاولى وصلت الى مكان عملها، وكان قد كتب على مكتبها، المكتب شاغر والشركة بها حاجة الى موظفة جديدة!.


أنا ولينين

1.
لم أكن أصدق نفسي عندما كان الناس يتلفضون حرف الدال سابقاً لاسمي..
كنت احس بالفخر وقيمة الجهد الذي بذلته فيما سبق.. كان قد مضى زمن طويل على ذلك الشقاء الذي عشته للحصول على لقب الدكتوراه..
لم يكن الفضل إلا لذلك الثوري الروسي فلاديمير لينين الذي علمني على ان (الكذبة تصبح حقيقة إذا تم تكرارها بما يكفي) ومنذ ذلك الوقت وأنا احمل هذا اللقب العلمي وافتخر به.


2.
يرى القائد الثوري لينين ان (تخيل الاحلام هو نصيب الضعفاء) قالها من دون ان يعي اننا في سبات دائم.. ولا مجال لنا للخلاص من الوقع المشبع بالمرارة إلا أحلام اليقظة؛ التي بدورها حولتنا الى شعوب نائمة.

أنا وغاندي

1.
خرجت من رحمِ أمي الى هذا العالم وانا ضرير، استكشف ما يدور حولي بلمسات وخطى متعثرة..
كبرت والعتمة تسكنني، تألفني يوماً بعد آخر، وبدأت أنمو والسؤال يزداد نمواً في ذهني، بحثاً عن أسباب ولادتي في هذا الظلام الدامس؟!
ولم أصل الى الاجابة حتى بعد ان تزوجت من إمرأة ضريرة وأنجبت منها جيلاً كله يعاني العمى.. غير اني وجدت ما كنت افتش عنه عندما جالس أحد أحفادي المبصرين..
كنت أحب ان اسمع منه اقولاً مأثورة وحِكماً راسخة.. ولم يكن يبخل عليّ بالقراءة لساعات طوال.. انتهزت دقة بصره السليم وسألته ذات السؤال، عله يجد إجابة مقنعة.. غير انه لم ينقطع عن القراءة وتابع قائلاً:
يقول القيادي الروحي والسياسي الهندي ألماهاتما غاندي (العين بالعين تجعل العالم أعمى)..

2.
لم أتذوق طعم المتعة أيام شبابي الوردي، لأنني أحرقت سنوات العمر كلها في التظاهرات المطالبة بالإصلاح والتغيير..
عشرون عاماً وأنا أحتشد وأصرخ وأطالب وأناشد، وأرفع الأعلام واللافتات الحماسية التي تؤجج المشاعر..
لم أكن منشغلاً بمن يتجمهر حولي من الجموع الهائلة، إلا بعد ان رفعت مقولة لغاندي كانت تقول (عليك ان تكون انت التغيير الذي تريده في العالم) وتنبهت لمن حولي فلم اجد أحداً سواي ممكن كان يبتغي التغيير.



#نهار_حسب_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا وهنَ.. قصص قصيرة جداً
- أنا وهُمْ.. قصص قصيرة جداً
- قصص قصيرة جداً (إعلان، رَسمتُ إلهي ، شوق مُتأخر ، زيف)
- قصص قصيرة جداً (أحلام الجياع عَفنْ اكذوبة عالم الوحدة)
- شهادة: كيف كَتبتُ روايتي (ذبابة من بلد الكتروني)*
- قصص قصيرة جداً (اعتذارات ، الدفاع عن الرب ، سؤال مجهول الاجا ...
- قصص قصيرة جداً (رياح التكنولوجيا ، نور هناك.. موت هنا، حلول ...
- قصص قصيرة جداً (طوابير، اشتعالات التغيير، وشم)
- قصص قصيرة جداً ( أمي عانس! لكنهم! رموز البكاء)
- أيام القيامة.. قصص قصيرة جداً
- قصص قصيرة جداً (سرقة، احتشام العرايا، تحريض الموتى )
- قصتان قصيرتان (ربيع مُظلم، الحقيبة)
- قصص قصيرة جداً (سجين الحياة ، صراع (ج) (س) ، مقبرة الصمت )
- قصص قصيرة جداً (احتضان قلب ، بيضاء حبيبي.. وانا أحمر، رشوة ا ...
- قصص قصيرة جداً (شيخوشة الموت، استقالة ابليس، زاد الحرب)
- قصص في ثوانٍ
- عيد الحب.. في قصص قصيرة جداً (خارطة المستقبل ، حلم انتِ، أحض ...
- قصص قصيرة جداً (تحولات، البصيرة والطاعة العمياء، العرس والمُ ...
- قصص قصيرة جداً (ذائقة الموت، الصحف ليست للقراءة، رَدْ الجميل ...
- قصص قصيرة جداً (ربيع شاحب ،السيرك،قلم متحرر ،إرهاب العشاق ،ف ...


المزيد.....




- “ثبتها للأولاد” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد لمشاهدة أفلام ...
- محامية ترامب تستجوب الممثلة الإباحية وتتهمها بالتربح من قصة ...
- الممثلة الإباحية ستورمي دانييلز تتحدث عن حصولها عن الأموال ف ...
- “نزلها خلي العيال تتبسط” .. تردد قناة ميكي الجديد 1445 وكيفي ...
- بدر بن عبد المحسن.. الأمير الشاعر
- “مين هي شيكا” تردد قناة وناسة الجديد 2024 عبر القمر الصناعي ...
- -النشيد الأوروبي-.. الاحتفال بمرور 200 عام على إطلاق السيمفو ...
- بأكبر مشاركة دولية في تاريخه.. انطلاق معرض الدوحة للكتاب بدو ...
- فرصة -تاريخية- لخريجي اللغة العربية في السنغال
- الشريط الإعلاني لجهاز -آيباد برو- يثير سخط الفنانين


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نهار حسب الله - أنا والآخر.. قصص قصيرة جداً