أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - امين يونس - أسئلة مُعيبة .. وأسئلة خَطِرة














المزيد.....

أسئلة مُعيبة .. وأسئلة خَطِرة


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3864 - 2012 / 9 / 28 - 13:40
المحور: المجتمع المدني
    


في الكثير من البُلدان ، من العيب أن تَسأل أي من الأسئلة الثلاثة التالية : كَمْ يبلغ راتبك ؟ أو تسأل إمرأة عن عُمرِها ؟ أو تسأل أحدهم عن إتجاههِ السياسي او الفكري ؟ . رُبما الجهة الوحيدة التي لها حَق السؤال عن الراتب او الدخل ، هي الضريبة ، علماً ان القانون يسمح لك ان تذهب الى دائرةٍ حكومية وتطلب منهم إطلاعك على راتب او موارد شخصٍ ما .. والوحيد الذي يسأل عن عُمر المرأة هو الطبيب .. لكن لايحق لِأحد السؤال عن الإنتماء الحزبي او الإتجاه السياسي او المُعتَقد الفكري أو حتى عن الدين او المذهب ! . المُجتمعات المُتقدمة والشعوب التي تمتلك وعياً عالياً .. هي التي تلتزم بهذا العَقد الإجتماعي ، غير المكتوب في قانون .. لكنهُ أصبح تقليداً تلتزمُ بهِ غالبية الناس هناك .. إذ انه من المُخجِل ان تسأل شخصاً ، أي من الأسئلة الثلاثة أعلاه .
عندنا هنا في العراق .. هنالك الكثير من الأسئلة ، ليسَ فقط من " العيب " أن تسألها .. بل رُبما من " الخطر " أيضاً أن تطرحها ! . فمثلاً ان تقول لأحد المسؤولين : من أين لك كُل هذه الأموال والعقارات ؟ فذلك سؤالٌ سخيف ويجوز ان تستحق عليه العقاب . أو تقول لآخَر : كيف عَيَنْتَ أقرباءك في وظائف مهمة لايستحقونها ؟ او : لماذا تستغلُ منصبك لمصالحك الشخصية ؟ أو : هل من المعقول ان لاتلتزم أنتَ بالقانون ، في حين انك في موقع حامي القانون ؟ أو : لماذا لستَ مُخلِصاً في عملك ؟ لماذا تُبعِد النزيهين من حولكَ وتُقَرِب اللصوص والمُنافقين ؟ لماذا تنحاز دائماً لحزبكَ او طائفتك وحتى عشيرتك ؟.. كُل هذه الأسئلة وأمثالها .. يعتبرها المسؤولون عندنا .. سَمِجة ، ثقيلة الدم ، مشبوهة ، مدفوعة مِنْ قِبَل جهات خارجية لاتُريد الخير للعراق ! ، سيئة المرامي والأهداف .
قرأتُ في مكانٍ ما .. ان [ كولن باول ] عندما كان قائداً للقوات الأمريكية في ألمانيا ، قبل سنواتٍ عديدة .. طلبَ أحد العسكريين الامريكيين العاملين هناك مقابلته .. وكان " أسود البشرة " .. فلما إلتقى به .. قال له ما معناه : .. سيدي ، نحنُ انا وانتَ " أخوة " في اللون .. فأطلبُ دعمك ومساعدتك في نقلي الى القسم الفلاني . بهدوء .. وعدهُ باول خيراً .. وقال له ، تعال غداً صباحاً لتستلم أمر نقلك . وبالفعل جاء العسكري صباح اليوم التالي .. فسلمه كولن باول : أمراً بفصلهِ من الجيش نهائياً .. وعدم تعيينه في أي وظيفةٍ عامة .. بسبب [[ سلوكه العُنصري ]] !! .
هذا أحد الأسباب .. في قُوة الولايات المُتحدة الامريكية . علماً أنني من المُناهضين للرأسمالية الأمريكية المتوحشة .. لكن نجاح الإدارات الأمريكية في العقود الأخيرة ، في التغلب تدريجياً .. على مشكلة " العنصرية " العويصة والقديمة .. يستحق الثناء والتقدير .. صحيح ان ذيول العنصرية المتشعبة .. لازالتْ موجودة في أمريكا ، وبأشكالٍ عديدة .. لكن الجهود الكبيرة والصادقة ، لإنهاء العنصرية .. واضحة للعيان . الحزب الجمهوري ، الذي أنتج " كونداليزا رايس " والحزب الديمقراطي الذي انتجَ " أوباما " .. والإدارة التي أنتجتْ " كولن باول " ( بِغض النظر عن إختلافاتنا مع سياسة هؤلاء جميعاً ) .. فأنهم من النوع الذين تجاوزوا مرحلة ، ان يطرحوا أسئلةً بلا معنى .. أسئلة شخصية مثل الأسئلة الثلاثة في بداية المقال .. في المُقابل .. انهم يتقبلون أسئلة مُحرجة من الصحافة والناس والمعارضة .
............................
لا زالَ من الشائع هُنا .. ان تسمع : .. " صحيح ان فُلان مُخلِص وشاطر في عملهِ .. لكن لا يُمكن الوثوق بهِ مُطلَقاً .. ألمَ يكن شيوعياً في السابق ؟ كيف نثق به يارجُل ؟! " . أو " .. ان فُلان ليسَ فقط غير مُلتزِم دينياً .. أنه سّنيٌ فوق ذلك أيضاً .. فلا يجوز إسناد هذا المنصب له ! " . أو " .. على الرغم انه ضابطٌ ممتاز وشريف .. إلا اننا علينا الحذر منه .. فهو شيعي على أية حال ! " . والعشرات من الامثلة المُشابهة .
لا زال النظام عندنا .. في بغدادنا وأربيلنا .. من أولوياتهِ ، السؤال التالي : ما هو إتجاهك السياسي ؟ الى أي حزبٍ تنتمي ؟ ما هي قوميتك ؟ مّذهبك ؟ .. وأحياناَ لايكتفون بالإجابات عن هذه الأسئلة السخيفة .. بل يُفتشون عن ما نُفّكِر به في دواخلنا أيضاً ! .



#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموصل .. والتيار الديمقراطي
- إطلالة على المشهد السياسي في أقليم كردستان
- المرحلة الإنتقالية
- تنسيق دفاعي بين العراق وموريتانيا
- دهاء القادة .. وحماقة الجماهير
- سلطتنا .. و - شنينة ياس - !
- اللوحة الكئيبة
- أعضاء مجلس النواب .. والزواج
- في إنتظار الرئيس
- بين العقل والعاطفة
- المسطرة القصيرة
- أشياء صغيرة .. -7-
- التراشُق بالحجارة
- المواطن العراقي الرخيص
- أشياء صغيرة .. -6-
- أشياء صغيرة .. -5-
- أشياء صغيرة .. -4-
- أشياء صغيرة .. -3-
- أشياء صغيرة .. -2-
- أشياء صغيرة .. -1-


المزيد.....




- کنعاني: لا يتمتع المسؤولون الأميركان بكفاءة أخلاقية للتعليق ...
- المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة: روسيا في طليعة الدول الساع ...
- مقر حقوق الإنسان في ايران يدين سلوك أمريكا المنافق
- -غير قابلة للحياة-.. الأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد ت ...
- الأمم المتحدة تحذر من عواقب وخيمة على المدنيين في الفاشر الس ...
- مكتب المفوض الأممي لحقوق الإنسان: مقتل ما لا يقل عن 43 في ال ...
- مسئول بالأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد تستغرق 14 عاما ...
- فيديو.. طفلة غزّية تعيل أسرتها بغسل ملابس النازحين
- لوموند: العداء يتفاقم ضد اللاجئين السوريين في لبنان
- اعتقال نازيين مرتبطين بكييف خططا لأعمال إرهابية غربي روسيا


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - امين يونس - أسئلة مُعيبة .. وأسئلة خَطِرة