أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - مجدى زكريا - القبور - نافذة الى المعتقدات القديمة (1-2)














المزيد.....

القبور - نافذة الى المعتقدات القديمة (1-2)


مجدى زكريا

الحوار المتمدن-العدد: 3863 - 2012 / 9 / 27 - 14:07
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


تخبل انك عدت فى الزمن الاف السنين. انت فى أور, مدينة ملكية مزدهرة فى سومر بأرض بابل. ويمر امامك موكب كبير من السومريين الذين خرجوا من المدينة ودخلوا المقبرة. وهم الان يسيرون عبر ممر منحدر يؤدى بهم الى داخل قبر حاكم مات مؤخرا. تزين اروع التحف الفنية السومرية حجرة القبرالداخلية, وتغطى الحصائر جدرانها وأرضيتها. وهذا الموكب النابض بالحياة يتألف من جنود وخدم ونساء يرافقهم عدد من الموسيقيين. كما تضم عربات يقودها رجال وتجرها ثيران او حمير يسير الساسة بجانبها. يتألق الجميع بأبهى حللهم وجواهرهم, ويتقلد الضباط بكل فخر شارات تدل على رتبهم. فيأخذ الجميع اماكنهم المعينة, وتبدأ المراسم الدينية مع مرافقة موسيقية.
بعد انتهاء المراسم الدينية يأخذ الجميع دون استسناء الكؤوس الصغيرة التى جلبوها معهم والمصنوعة من الفخار او الحجر او المعدن, ويغمسونها فى سائل معد خصوصا موضوع فى قدر نحاسية, ثم يشربون منه, يتمددون بشكل منظم, ويتخذون بهدوء وضعية مريحة على الحصائر. فينامون ويموتون. وعلى الفور تنحر الحيوانات ثم يردم العمال النفق المؤدى الى داخل القبر. ففى اعتقاد السومريين, ان الاله الملك يقود الان بكل عظمة عربته المدفونة معه متوجها الى العالم الاخر, ويتبعه خدامه الاولياء وحراسه وجنوده فى موكب بهى.
عندما كان عالم الاثار السير ليوناردو وولى ينقب عن الاثار فى جنوب العراق, اكتشف 16 قبرا ملكيا فى مقبرة أور القديمة. وهذه القبور شبيهة بالقبر الموصوف اعلاه وتعتبر اكتشافا مهما رغما انها مروعة. يقول بول بان فى كتابه القبور, الاضرحة, والمومياءات : " لا نظير لغنى هذه القبور بين الاثار المكتشفة فى بلاد ما بين النهرين. فقد وجدت فيها بعض اشهر القطع الفنية السومرية التى تزين اليوم قاعات المتحف البريطانى ومتحف جامعة بنسلفانيا ".
غير ان قبور أور القديمة وماقدم فيها من ذبائح بشرية وحيوانية مروعة ليست بلا مثيل. ففى العديد من الحضارات القديمة, كان النبلاء والملوك يخصصون موارد هائلة استعدادا لموتهم وحياتهم فى العالم الاخر. وفى بعض الاحيان شملت استعداداتهم القيام بأعمال وحشية. وغالبا ما كانت قبورهم الزاخرة بالكنوز والروائع الفنية تضاهى قصور الاحياء فى الفخامة. وهذه القبور بالاضافة الى قبور اخرى اقل شأنا, هى نافذة الى الماضى تتيح لنا اليوم التعرف عن كثب بالمعتقدات, الثقافات, والمهارات الفنية والتقنية عند الشعوب القديمة والحضارات البائدة.
عام 1974, كان بعض المزارعين يحفرون بئرا قرب مدينة سيان فى الصين. وبدلا ان يجدوا الماء عثروا على شظايا تماثيل صلصالية, اجزاء برونزية من اقواس النشاب, ورؤوس سهام. فقد اكتشفوا بغير قصد جيش الامبراطور كين الصلصالى المدفون منذ 2,100 سنة والمؤلف مما يزيد عن 7,000 تمثال من الصلصال لجنود وأحصنة اكبر من الحجم الطبيعى, تصطف كلها فى تشكيلة عسكرية متقنة. يوجد هذا الجيش الصلصالى فى اكبر قبر امبراطورى فى الصين, وقد سمى بجيش كين الصلصالى نسبة الى كين شى هوانغدى, الامبراطور الذى وحد الممالك المتحاربة فى الصين سنة 221 ق م.
ان ضريح الامبراطور كين هو اشبه بقصر تحت الارض. ولكن لماذا دفن معه جيش من الصلصال ؟ يوضح جان ونلى فى كتابه جيش كين الصلصالى : " ان ضريح كين هو صورة من امبراطورية كين, والهدف من تصميمه بهذه الطريقة هو ان ينعم كين شى هوانغدى بعد مماته بكل الابهة والجبروت اللذين تمتع بهما فى حياته ".
وهذا الضريح هو الان جزء من متحف ضخم يضم 400 قبر وحفرة تابعة للضريح.
ولبناء الضريح " جند اكثر من 700,000 رجل من كل انحاء الامبراطورية ". كما ذكر جون ونلى. وقد استمر عمل البناء بعد موت كين سنة 2100 قم. وأنجز بعد 38 سنة من الابتداء به. غير ان حاشية كين المدفونة معه لم تكن كلها من الصلصال. فقد امر خلفه ان تدفن مع كين جميع سراريه اللواتى لم يرزقن بأولاد, مما سبب موت عدد كبير جدا من الناس. بحسب اقوال المؤرخين. لكن هذه الممارسات لم تكن حكرا على الصينيين.
فالى الشمال الشرقى من مدينة مكسيكو, تقع خرائب مدينة نيوتيهواكان القديمة. وقد عرف احد شوارع هذه المدينة باسم شارع الموتى. يكتب بان المذكور انفا : " تمتد على طول هذا الشارع ابنية تعتبر من اروع المعالم الهندسية فى العالم ". وهى تشمل هرم الشمس وهرم القمر اللذين بنيا فى القرن الاول للميلاد, بالاضافة الى خرائب هيكل قويتزالكواتل.
يبدو ان الجزء الداخلى من هرم الشمس كان قبرا لأعضاء الطبقة الاجتماعية العليا التى ربما شملت الكهنة. والبقايا البشرية التى اكتشفت فى القبور الجماعية المجاورة تشير الى احتمال ان يكون بعض المحاربين قد قدموا ذبائح لحماية الافراد المدفونين فى الهرم. والطريقة المميزة لدفن الضحايا قادت علماء الاثار الى الاعتقاد ان الموقع يضم بقايا حوالى 200 شخص, بما فيهم اولاد ربما فدموا ذبائح عند حفل التدشين.
" يتبع " المقالة الاخيرة.



#مجدى_زكريا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الزواج ام المساكنة - ايهما ؟
- الازهار - تخبر ان احدا يهتم
- فى طرفة عين
- العمل التجارى الكبير يضيق قبضته
- الخيانة الزوجية - اختيار الطلاق (3)
- الخيانة الزوجية - هل المصالحة ممكنة ؟ (2)
- الخيانة الزوجية - نتائجها المأساوية (1)
- موت الولد - لماذا يسمح به الله ؟
- الفن الاباحى - هل هو مجرد تسلية ؟
- الاناء الاضعف - هل هى اهانة للنساء ؟
- مستقبل ورجاء للأيمان به
- الشعر - فن التصوير بالكلمات
- من قراءاتى - كلمات وطرائف
- كل الطرق تؤدى الى روما
- الثرثرة - كيف نتجنب الحاق الضرر (2-2)
- الثرثرة - لماذا تروق لكم ؟ (1-2)
- ميثاق الحقوق الاميركى - درس فى الحريات (2-2)
- ميثاق الحقوق الاميركى - درس فى الحريات (1-2)
- نافذة على الرحم
- مواجهة الحياة - بروح مرحة


المزيد.....




- شاهد: إنقاذ سائح ألماني مسن سقط على جبل في جنوب إيطاليا
- أمين عام منظمة التعاون الإسلامي يدعو لوقف حرب الإبادة في غزة ...
- -كتائب الأقصى- تقصف تجمعا للقوات الإسرائيلية في محور نتساريم ...
- خبير مياه مصري: بحيرة فيكتوريا تحقق أعلى منسوب في تاريخها
- طريقة مبتكرة لجعل البطاريات أرخص وأكثر كفاءة
- الشرطة تفض اعتصام جامعة فرجينيا بالقوة وتعتقل عددا من الطلاب ...
- القسام تنعى شهداءها بطولكرم ومظاهرات غاضبة تطالب المقاومة با ...
- تحذيرات من كارثة صحية غير مسبوقة في غزة ومخاوف أممية من -مذب ...
- حالة طوارئ طبية -غامضة- تصيب عشرات الركاب في رحلة جوية
- بالفيديو: أمطار غزيرة تتسبب بمقتل العشرات في البرازيل


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - مجدى زكريا - القبور - نافذة الى المعتقدات القديمة (1-2)