أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - قاسم حسن محاجنة - الثروة الحيوانية بخير














المزيد.....

الثروة الحيوانية بخير


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 3854 - 2012 / 9 / 18 - 22:46
المحور: كتابات ساخرة
    


الثروة الحيوانية بخير
من بين عاداتي السيئة الكثيرة،ولا فخر ،عادة تضايق شريكة حياتي كثيرا ،الا انها استسلمت في النهاية وسلمت امرها للله،مستعينة بالصبر "والنبر"(وهي كلمة عامية تعني التذمر المصحوب بالتأفف)،لكن هذا لم يغير من الأمر شيئا.فقد اعتادت على ذلك مع كر الايام والسنين!!حتى هرمنا على "قولة" الأخ التونسي.
وهذه العادة الذميمة ،هي عدم قدرتي على النوم الا على صوت الراديو "يوش" اي يطن الى جانبي! وغالبا ما يكون اختيار المحطة عشوائيا ،فتارة او ليلة على محطة اخبارية ،تزيد وتعيد ،تحلل وتعقد الاخبار ،والتي غالبا ما اكون قد سمعتها عشرات المرات اثناء النهار الحافل ،ومرة اخرى على محطة تبث الموسيقى الكلاسيكية ،تهدهدني انغامها الساحرة كطفل في حضن امه حتى اغفو،او اذاعة تبث برامج ليلية تخاطب المشاعر الرقيقة ،كالشعر الرقيق والموسيقى الهادئة ،او تمثيليات فكاهية تستمع اليها لتريح اعصابك المشدودة طيلة النهار ،من مقارعة متطلبات الحياة ،ومناطحة السفهاء بقرون من طين ،تتكسر على صخرة "العقل "العربي ،غير القابل للاختراق!!!!!!!
والانكى انني احتفظ بجهاز راديو من ايام العصر الحجري، يعاني من مرض مزمن غير قابل للعلاج ،وهو عدم وضوح الصوت ،والازيز الصادر من الجهاز "الخرندعي"(العتيق البالي) ،يطغى على صوت البرنامج ، مما يجبرني على رفع قوة الصوت ،فتحس انك بقرب خلية حشرات طنانة زنانة!!!
وكما يعتاد الانسان على الحياة مع مجموعة من البشر ،تقول ما لا تفعل ،وكلماتها ليست كالكلمات ،اللى خلقها الله،فللكلمة معنى غير الذي اعطاها لها العرب!حتى انني اسأل كل من يقول لي كلمة، ان شاء الله ،اسأله اذا كان المقصود بالمعنى هو المعنى الاسلاموي المعاصر،اي أن القائل لا ينوي الأيفاء بالعهد والوعد!!!! ام معناها القاموسي المتعارف عليه،وهو أنني سأنفذ الوعد ،ولن اكون صاحب خصلة من خصال وصفات المنافق!!!!المذكورة في الحديث النبوي الشريف.
وشريكة حياتي اعتادت ،رغم انها تحب النوم في اجواء مطلقة من الهدوء،على الراديو ،حتى انها احيانا وحينما يصيبها الأرق ،تمضي وقتها في الاستماع الى البرامج التي تبثها المحطة التي وقع عليها الأختيار العشوائي تلك الليلة!بينما اكون اغط في النوم!ولكنها لو حاولت اغلاق الراديو فأنني سأهب من النوم مذعورا!!
وفي الفترة الاخيرة ،ولأن الاخبار لا تسر البال،فقد قمت بجولة بين المحطات ،باحثا عن محطة لا تعنى بشؤؤن الساعة!!!واخبار القتل والتدمير، ولا تقضي جل وقتها في الحديث عن خطورة ايران النووية!!ولا عن محادثات السلام "النشطة"بين مبعوثي الرئيس ، ابو مازن ،ونتانياهو.ولا تشغل نفسها بالصراع الصيني- الياباني حول جزيرة ما في بحر ما،قد يؤدي الى نشوب حرب كونية!! محطة اذاعة من دولة اكبر همومها ،الحفاظ على البيئة ،وكونسرتات الموسيقى ،ومستوى التحصيل العلمي لطلابها وثروتها الحيوانية!ووجدتها.....لكن لم ان كارخميدس في البانيو!!!
هذه المحطة ليست في شمال اوروبا ،لا .. ويؤسفني ان اخيب امالكم !انها محطة في منطقة ،الشرخ الاوسخ، على ذمة البعض ،او منطقة الشرق الاوسط ،الملتهبة والمشتعلة،والتي تجلس على برميل بارود سريع الاشتعال ،كسرعة اشتعال "الحمية العربية"!!
نعم ايها السادة انها محطة دمشق !!!!!!!فبعد ان تقدم نشرة اخبارها المنتصرة دائما على الأرهابيين !فبرامجها هي كالمعتاد منذ "الاف" السنين!! فالأنجازات تترى وتتوالى على كل الصعد ،والحياة تسير مسارها الطبيعي لا يعكر صفوها غير "كائنات فضائية" يتصدى لها نسور الوطن ،ويقتلون كل يوم العشرات منهم!!!
اما باقي البرامج ،فهي كالعادة ،تمثيلية السهرة ،كتاب للقراءة ،شعر وموسيقى ،من الغناء القديم للسيدةام كلثوم،طيب الله ثراها ،فيروزيات ،وبرنامج مع الفلاحين!!!!!
الا تفضلون ان تستيقظوا من النوم ،منتصف الليل لقضاء حاجة ،على صوت صباح فخري،ينادي ربة الوجه الصبوح،!!على الاستيقاظ على نشرة اخبار الجزيرة(وفي رواية اخرى قناة الخنزيرة)يقدمها الزميل جميل عازر؟؟؟!!
الا تودون الاغفاء على الصوت الملائكي لفيروز ،على الاغفاء على اصوات القصف السني على الشيعة وبالعكس ،بقيادة قواد اسراب المدفعية السلفية ؟؟؟؟!!!!من المذهبين طبعا!!
الا يحلو لكم ،توديع يومكم الحافل بألشقاء ، بأبتسامة مع بعض مقالب ابو صياح وغوار الطوشة!على توديعه على ايقاع مقالب ،الاخوان بشركائهم من الشباب ،الذين اشعلوا فتيل الثورة!!!!!!
اليس من الاجدى للصحة النفسية ،ان تستقبل يومك بالاخبار المتفائلة عن فوائد الفاكهة والخضار،والحليب ومشتقاته ،واخبار وجبتك الغذائية على المائدة من لحوم الثروة الحيوانية المباركة،في برنامج مع الفلاحين؟؟؟على استقباله بأخبار المجاعة في الصومال "الحبيب"؟؟؟؟؟
انا لا اهذي ايها السادة ،وانما انقل لكم الصورة وبأمانة ،عن اكثر المحطات تفاؤلا في "شرقنا الحبيب!!!!!!
نعم ،سمعتها بأذني ،اللتين سيأكلهما الدود،ان الثروة الحيوانية في سوريا بخير!!!ولم تسقط اية نعجة او عنزة ،في معارك التحرير المتبادلة على الارض السورية الحبيبة!!!!!!!ولله الحمد والمنة،كما يقولون!!!!!!!لكن لم اسمع ،وكما يبدو لطرش مفاجيء اصابني،عن احوال الثروة الانسانية!!!!!!!!!! واعدكم حال سماعي للاخبار السارة ساوافيكم بها في التو والحال!!



#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فريضة القذف وطلب المغفرة
- المزايدون
- زمن اول حول
- الترهيب والاستهلاك
- العشق السرمدي
- الكذب والصحة النفسية
- الاغتصاب والجلد .....وجهان لعملة واحدة
- احتجاجات سلمية
- اهتزاز العرش
- الخنزير الطيب
- وردة في حقل من الاشواك
- محمد قام من بين الاموات.
- مالك في خطر
- كروان حيران!
- عنزة ولو طارت ......وتحطيم الاصنام
- الاباء المجددون للديموقراطية
- كاهنات القمع
- جائزة للسارق
- 43 ثانية ضوئية
- رهاب او خواف الالعاب الاولمبية ومضارها


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - قاسم حسن محاجنة - الثروة الحيوانية بخير