|
43 ثانية ضوئية
قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا
الحوار المتمدن-العدد: 3817 - 2012 / 8 / 12 - 13:41
المحور:
كتابات ساخرة
43 ثانية ضوئية يسدل الستار مساء هذا اليوم على اولمبياد لندن ،والذي شكل علامة فارقة في تاريخ الالعاب الاولمبية ،منذ العصور اليونانية القديمة وحتى عصرنا الحاضر. في الماضي شارك الرياضيون من ارجاء اليونان ،او بالحري من دول المدينة اليونانية فقط ،ولم يسجل لنا التاريخ القديم مشاركة منافسين من مواطني دول او مدن خارج اليونان. ولست واثقا لكنني اعتقد على كل حال ان موسم الالعاب الاولمبية ،كان موسم وقف اطلاق النار ،او كما تقول العرب ،تضع الحرب اوزارها اثناء الالعاب الاولمبية ،تتوقف الحروب وتبدأ المنافسات!!!!!!!! اليس هذا شبيها بالاشهر الحرم لدى عرب الجزيرة؟؟؟؟؟؟يا لليونانيين سرقوا حتى هذه الفكرة!!هذا يؤكد ما نذهب اليه من ان حضارة الغرب قائمة على الانجازات العربية الاسلامية . ما علينا تم تجديد الالعاب في العصر الحديث بعد ان توقفت لمئات السنين ،واصبحت المشاركة فيها من حق كل رياضي ،يحقق الحد الادنى الاولمبي في السباق الذي سيتنافس فيه.وهكذا فان المتنافسين هم خليط من اعراق وامم والوان الكرة الارضية ،واصبح عبيد الماضي (الزنوج )اسياد المنافسات ونجومها اللامعين. لكن لماذا شكل اولمبياد لندن علامة فارقة ،ونجمة ساطعة في جبين الفكرة الاولمبية؟؟ما الذي يميزه عن غيره؟ولماذا حمور احسن من سمور؟؟؟؟؟ ربما لم يلفت انتباهكم ،ان فتيات سعوديات يشاركن للمرة الاولى في الالعاب الاولمبية،واحدة في الجودو ،واخرى في العدو لمسافة 400 متر. للحقيقة فان الفتيات تقيدن باللباس "المحتشم" وغطين شعورهن بحجاب لا تستطيع شعرة واحدة متمردة ان تطل على الجمهور لتبعث له تحية شقية ،كرد على هتافات التشجيع من جمهور العاشقين للاداء الرياضي المتميز للفتاة العداءة. والتي بدورها حظيت ولمدة طويلة جدا في معايير المنافسات ،لقد حظيت بتصفيق وتشجيع كل المتواجدين على المدرجات ولمدة 43 ثانية ،وهي المدة التي ركضت فيها لوحدهااااااا ،لان باقي المتنافسات قد كن انهين السباق ولم يتنبق على المضمار غيرها ،لقد كان التصفيق والهتاف على اشده ،لم يحظ به فائز ولمدة 43 ثانية من المجد!!! نعم ،لقد تأخرت المتسابقة عن زميلاتها اقل من دقيقة ،وشو يعني؟؟؟!!لكنها كممثله للنساء والفتيات السعوديات ،كان محط انظار عشرات الملايين ان لم تكن المليارات من المشاهدين واوصلت رسالة بطريقة غير مباشرة للعالم. والرسالة هي ،ان المراة العربية عامة والسعودية خاصة تتأخر عن اخواتها النساء ب43 ثانية ضوئية ،لا لا لا ،ربما 43 سنة ضوئية. فالتي لا تملك ،وحتى يومنا هذا ،ولو كانت خريجة اعظم الجامعات ،لا تملك لنفسها الحق في السفر والحل والترحال ،ولا تملك الحق في قيادة سيارة، او ارتداء اللباس الذي يلائمها ،بحاجة الى سنين ضوئية للحاق بركب اخواتها!!!!!! لكن لدي اقتراح ،وبما ان خادم الحرمين ،قد قرر ان تشارك المرأة السعودية في الالعاب ،وتحدى بذلك من صادروا الاسلام لصالحهم ،واعتبر فتاواهم مجرد ترهات !! يستطيع خادم الحرمين ،بعد ان يتعرض لتهديد ،كالذي تعرض له من اللجنة الاولمبية بتعليق مشاركة الوفد السعودي في الاولمبياد ،اذا لم تشارك النساء،يستطيع ان يسمح للمرأة بقيادة السيارة ،ويلقي بفتاوى المعتوهين الى سلة القمامة ،اذا تعرض لتهديد من شركات صناعة السيارات العالمية ،بحظر بيع السيارات الى السعودية ،الا اذا سمحت حكومة جلالته للنساء بقيادة السيارة!!!!!! شعب يخاف ،ما يختشي!!!!!!!!!
#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رهاب او خواف الالعاب الاولمبية ومضارها
المزيد.....
-
أهم تصريحات بوتين في فيلم وثائقي يبث تزامنا مع احتفالات الذك
...
-
السينما بعد طوفان الأقصى.. موجة أفلام ترصد المأساة الفلسطيني
...
-
-ذخيرة الأدب في دوحة العرب-.. رحلة أدبية تربط التراث بالحداث
...
-
قناديل: أرِحْ ركابك من وعثاء الترجمة
-
مصر.. إحالة فنانة شهيرة للمحاكمة بسبب طليقها
-
محمد الشوبي.. صوت المسرح في الدراما العربية
-
إيرادات فيلم سيكو سيكو اليومية تتخطى حاجز 2 مليون جنية مصري!
...
-
ملامح من حركة سوق الكتاب في دمشق.. تجمعات أدبية ووفرة في الع
...
-
كيف ألهمت ثقافة السكن الفريدة في كوريا الجنوبية معرضًا فنيا
...
-
شاهد: نظارة تعرض ترجمة فورية أبهرت ضيوف دوليين في حدث هانغتش
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|