أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد الزبيدي - بوتين ... وعودة التوازن














المزيد.....

بوتين ... وعودة التوازن


حامد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 3840 - 2012 / 9 / 4 - 16:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بوتين ........ وعودة التوازن


إن أمريكا ونتيجة لتبنيها إستراتيجية صنع الكوارث استخدمت في عملية الحرية الدائمة في غزو أفغانستان وعملية تحرير العراق ...القواعد العسكرية الأمريكية المتواجدة في المنطقة. .
وقد أطلقت تسمية عملية النسر النبيل) وهو الاسم الذي يطلق على الحروب والعمليات الخاصة التي تنطلق من القواعد الأمريكية القريبة من المنطقة) وان هذه الحروب تستهدف القضاء على الأمم والشعوب ونسف مفهوم المواطنة والوطن والأمة والدين وذلك من خلال استخدام الهندسة السياسية المعكوسة لتفكيك المنظومة القيمية والتمزيق الناعم بإشاعة ثقافة الطائفة والعرق والمذهب وحق تقرير المصير أو الفدرلة وبذلك تمزق الجيوبوليتك العربي الإسلامي. .
ان ما حدث ويحدث هو تجريف جيوبوليتيكي انطلق من مخطط تجريف العراق ونحن نشهد ألان ان صراعا وتزاحما بين إسرائيل وإيران وتركيا على التركة العربية الدسمة ولغاية ألان المعلن ان الدور التركي والنموذج التركي هو ما يسوق للأنظمة التي حدث فيها التغير ... على اعتبار ان غالبية هذه الدول سنية المذهب استثناءا منها العراق بغالبيته الشيعية .
أما الصفحة الثانية بعد ان تتم المرحلة الأولى المتعثرة نتيجة لصمود سوريا ومقاومتها الشرسة للتغير على الطريقة الأمريكية ... فأنه ستدشن المنطقة مرحلة التقطيع العمودي وقيام حروب الأديان والتمزيق الأفقي بقيام حروب الطوائف بين مكونات الشعوب العربية...ليدشن العرب حرب المائة عام . والكلام عن إقامة جمهورية سنية تضم محافظات الغرب العراقي والمحافظات السنية في سوريا هو ما يروج له الان بمباركة خليجية وتركية ودولية ...وسيكون حتما هذا المشروع ان تحقق فانه سيخنق حزب الله في جنوب لبنان وسيكون جدار الصد أمام أي تمدد إيراني شيعي ....لتنعم إسرائيل بالأمن والأمان لأنها ستكون الدولة الأكثر استقرارا والأكثر تقدما والأقوى في مجال القوة العسكرية لتظمن لها هذه التغييرات تطبيعا يكون من نتائجه تدفق السلع الإسرائيلية على الأسواق العربية ...ابتدأ من السياحة الدينية وانتهاءا بالجنس .
ومن هنا تأتي أهمية الفيتو الروسي الصيني ورفضهما استخدام القوة الخارجية لإسقاط النظام السوري على شاكلة ما جرى في ليبيا ...ان الرفض الروسي الصيني لم يأتي صدفة او مواقف تكتيكية وإنما قراءة لأبعاد النتائج المترتبة على الربيع العربي ..وقد عبر الرئيس بوتين عن ذلك حينما قال لعدد من وزرائه ...ان المراد من الربيع العربي هو الزحف باتجاه روسيا والصين وسنضطر للقتال في شوارع موسكو للحفاظ على نظامنا.
ومن النتائج المهمة التي ستبرز هي الأهمية المتنامية للعراق كعنصر مهم في المعادلة الإقليمية والدولية .....وما انصياع الحكام العرب للإرادة الأمريكية بحضور مؤتمر الجامعة العربية الذي عقد في نهاية شهر آذار الا ان الاعتراف بأهمية لعب العراق دوره في الفصل بين التقاطعات الإقليمية بين قوى مهمة وكبيرة ...لقد أدرك الأمريكان ان وقوف العراق محايدا نتيجة لإصرار الحكومة العراقية هو أفضل بكثير من انحيازه لإيران وسوريا ....في هذه المرحلة على الأقل ....كذلك تشجيع العراق على تقديم بعض التنازلات لدول الخليج لطمأنة الحكام وحضورهم الى القمة . كما إننا سنشهد تغيرا في الموقف العراقي وقد بدأت ملامحه في تصريحات بعض السياسيين حول معارضة العراق لمرور الأسلحة الإيرانية إلى سوريا عبر العراق .كما سنشهد في المستقبل القريب تقارب روسي عراقي ودعم للعراق غير مسبوق لأدراك الروس لأهمية الدور العراقي فيما يحصل من تغيرات في المنطقة وبقائها في حدود الوطن العربي وعدم اتساعها , والعراق يشكل الحدود التي تفصل بين القوى الإقليمية إيران تركيا العرب .
وسيكون لروسيا والصين سياسة مختلفة عما ألفناه ..لقد بدأت المواجهة الناعمة ترسم ملامحها . ولا اعتقد ان القرن الواحد والعشرين سيكون قرنا أمريكيا بامتياز مع محاولة روسيا العودة كقوة عظمى والصين الزاحفة الى فرض هيمنتها الاقتصادية على العالم ....
إن العراقيين مطالبين أكثر من غيرهم في ان يدركوا الأهمية الاستراتيجة لبلدهم وان يعملوا على استغلال الظرف الدولي ورعاية العالم للتجربة العراقية ويحاولوا ان يقيموا نظاما ديمقراطي يحضى بالشرعية والتأيد من قبل جميع مكونات الشعب العراقي ..كما يسعى إلى بناء جيش قوي يحفظ الأمن القومي العراقي ومستعدا لردع أي قوة تحاول أن تتمدد على حساب العراق ...ذلك أن أي تمدد لأي طرف في هذه البقعة من العالم تشكل خطرا كبيرا ....لان أي توسع على الجغرافية معناه تهديد لمصادر الطاقة وذالك يخل بموازين القوى القلقة أصلا في هذه المنطقة من العالم ....والتي يشكل فيها الاحتياطي النفطي الهاجس الأكبر للعالم ...
إن روسيا والصين تراقب بعين النسر التغيرات التي تحصل في المنطقة فهي لم ولن تتخلى يوما عن طموحاتها بالوصول إلى منابع البترول منذ روسيا القيصرية ولكن هي تتحرك بحذر شديد وتحاول إن تعود للمنطقة وتعزز مصداقيتها التي فقدتها نتيجة سياسات الاتحاد السوفيتي السابق .ولكن عودة الرئيس بوتين الى سدة الحكم في روسيا تؤكد إصرار روسيا على العودة للعب دور الاتحاد السوفيتي السابق .
أن عودة التوازن في العالم ...ليكون العالم اكثر استقرارا وعدلا ....هو هدف كبير لتعود المنظمات الدولية لممارسة دورها الذي اختزلته الخارجية الأمريكية ... .....وتسهم في استقرار العالم وحل النزاعات التي تهدد الامن والسلم العالمي .....


حـــامـــــد الـــزبـــيــــدي



#حامد_الزبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طوب ابو خزامة
- الفرص الضائعة للعراق الجديد ...؟
- لماذا لا يتم تجاوز..... عقبة الاردن
- عودة السلطان ....رجب اردوغان
- رحلة الالف ميل .... تبدأ بتفجير
- الفشل النبيل
- الى اين يتجه ...تكتك الديمقراطية في العراق
- الوعد
- وطن يعيش فينا
- اسد بابل
- دروس من التأريخ
- رائحة البرتقال
- روسيا- الصين . كوم
- بلاد الفرص الضائعة
- على باب الله .....!!!!!
- هل تكره امريكا .....؟
- الدولة السنية
- بأي حال عدت يا عيد
- خليجي....21
- رجال السيليكون.....العربي


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد الزبيدي - بوتين ... وعودة التوازن