أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن مدن - الديمقراطية الهشة














المزيد.....

الديمقراطية الهشة


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 3827 - 2012 / 8 / 22 - 09:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في غمرة النقاش الدائر عربياً اليوم حول قضايا التحول الديمقراطي، فكراً وممارسة، يجدر أن يسلط الكثير من الضوء على الفكرة الليبرالية بوضعها قاطرة سياسية نحو الديمقراطية، والحاجة الى تسليط هذا الضوء، نابعة من أن الفكرة الليبرالية غيّبت طوال عقود من الحياة السياسية العربية لمصلحة فكرة الحزب الواحد، أو الجبهة الوطنية التي هي عبارة عن أطراف مهمشة حول قطب الحزب الواحد . وهناك من يرى أن الأمور عربياً كانت ستسير في مجرى آخر لو قيض للأحوال أن تأخذ مجرى الليبرالية السياسية القائمة على التعددية الحزبية وعلى تداول السلطة سلمياً، على نحو ما هو قائم ليس فقط في الغرب، وإنما في بعض البلدان النامية أيضاً، كالهند مثلاً التي استطاعت رغم تعداد سكانها الهائل ومساحتها الجغرافية الكبيرة وتعددها الثقافي والإثني واللغوي أن تحافظ على حياة سياسية مستقرة إجمالاً بفضل الديمقراطية . ليست الفكرة الليبرالية جديدة على العالم العربي، فدارسو التاريخ والباحثون يتحدثون عما يصفه الدكتور غسان سلامة ب “البرهة الليبرالية”، في اشارة إلى ذلك المقطع الزمني القصير بعد الحرب العالمية الثانية الذي شهد في البلدان العربية المفصلية، مصر وسوريا خاصةً، مظاهر من التعددية الحزبية وبدايات تكون برجوازية وطنية مستقلة إلى حدود معينة أسهمت في خلق مناخ اجتماعي متميز ظهرت بعض معالمه في الحياة الثقافية والفكرية والفنية التي نجد تجلياتها في الأفلام العربية القديمة التي تعكس حياة عاصمة عربية مهمة كالقاهرة أو مدينة كالإسكندرية، كانت هذه المدن نظيفة وهادئة وأنيقة المباني قبل أن تشهد هذا الانفجار السكاني المهول الذي لعبت فيه الهجرة الواسعة من الريف والأقاليم البعيدة دوراً كبيراً، وقبل أن ينتشر تلوث البيئة وتتعرض المدن للاختناقات المعيشية الكبرى في السكن وفي المواصلات وفي فرص العمل وسواها .

معلوم ان الفكرة الليبرالية قد قمعت بشدة، ليس بواسطة القمع في معناه المباشر من حيث هو سجون أو محاكم أو منافٍ فحسب، وإنما عن طريق احتواء المجتمع المدني ومصادرته، واستغل العدوان الصهيوني المستمر على البلدان والشعوب العربية ذريعة لتأجيل النظر في المسألة الديمقراطية، أو النظر اليها بوصفها مسألة ثانوية أو ليست ذات أولوية، وأدى هذا المناخ لنشوء ما يمكن وصفه بالاتحاد بين الفساد المالي والإداري وبين سطوة الأجهزة الأمنية، ففي مناخ كهذا نشأت بيروقراطية فاسدة ضاربة تسلقت عبر أجهزة الدولة والتنظيمات الحاكمة لتستفيد من غياب الرقابة الشعبية والبرلمانية في تكوين ثروات طائلة ومصالح غير مشروعة، من مصلحتها إحباط أية محاولة للإصلاحات السياسية . وفيما العالم كله توجه نحو الدمقرطة في العقود القليلة الماضية، حيث طالت موجة الديمقراطية مواقع عصية عليها كالكثير من بلدان أمريكا اللاتينية التي عُرفت بحكم الديكتاتوريات العسكرية، وانحسرت رقعة الاستبداد السياسي السافر عن مواقع كثيرة في الكوكب، فإن هذه الموجة ظلت خافتة المد في عالمنا العربي، إلى أن أفقنا جميعاً على الزلزال العربي الأخير الذي أطلقت تونس إشارته الأولى، ويظل من المبكر الجزم بأن العرب ولجوا عصر الممارسة الديمقراطية، فدونهم وذاك تشييد قواعدها الراسخة التي تضمن ليس تطورها فحسب، وإنما مخاطر الارتداد عنها، وهي ليست قليلة، خاصة أنها تأتي على حوامل سياسية وحزبية غير ديمقراطية المنشأ .



#حسن_مدن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على المحك الديمقراطي
- أفول السيادة أم تجديدها؟
- للعمال الأجانب حقوق
- رحمة بالعمال الآسيويين
- كلمة د.حسن مدن الأمين العام للمنبر التقدمي في افتتاح المؤتمر ...
- يا عقلاء البحرين اتحدوا
- أمريكا والمنطقة العربية
- مجلسنا النيابي والفساد
- هل نستبدل الإستبداد بآخر؟
- الحل في أفق المصالحة الوطنية
- التيار الديمقراطي مدعو لإجراء مراجعة نقدية.. وألاّ يدير ظهره ...
- يوم أُستشهد هاشم
- السِنة أيضاً يريدون الإصلاح
- سقوط الجمهوريات الوراثية
- سايكولوجيا السلطة
- ارفع رأسك يا أخي
- نحن أيضاً نتغير
- الظاهرة القذافية
- المخرج الوطني
- البحرين وطن بجناحين


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن مدن - الديمقراطية الهشة