أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - الكسل الإبداعي بين الواقع والضرورة














المزيد.....

الكسل الإبداعي بين الواقع والضرورة


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3827 - 2012 / 8 / 22 - 07:21
المحور: الادب والفن
    


يثير انقطاع المبدع عن عالمه الإبداعي، سواء أكان ذلك في مجال الكتابة، سرداً وشعراً، أم في غيرهما من المجالات كالموسيقا أو التمثيل أو التشكيل، وغيرذلك، الكثيرمن القلق، ليس عند هذا المبدع وحده فحسب، بل لدى متابعي تجربته أيضاً، لاسيما في ما إذا كان من ذلك الصنف الذي عود نفسه ومتابعي تجربته، على تقديم إنتاجه ضمن توقيت زماني دوري، مايدعوهم للاستفسار عن أسباب هذا الانقطاع في التواصل.
وإذا كان من شأن المتلقين-عادة-أن يقرعوا أجراس الإنذار للمبدع المنقطع عن التواصل الإبداعي معهم، منبهين إياه، عبرطرق تفاعلهم الاعتيادية معه، ما يكون داعياً لاستنفار هذا المبدع، للتحرك، بغرض سدّ الفراغ الذي تركه، فإن المبدع نفسه أول من يستشعر الإحساس بهذه الهوة التي تتم بينه ومجاله الإبداعي من جهة، وبينه ومتلقيه من جهة أخرى .

واستشعار المبدع بالانقطاع عن الإبداع-على حين غرة- يأخذ أشكالاً عديدة، من ردود الفعل لديه، لاسيما عندما لايكون له خيار في الأمر، حيث إن هناك مبدعين يبتعدون عن عوالمهم الإبداعية، نظراً لانخراطهم في أعمال جانبية، تحول بينهم والإبداع، ومن بين ذلك: السفر، أو الانشغال بعمل وظيفي، أو حتى بأعراض مرض عرضي، كما أن ردود فعله المشار إليها، تتباين تبعاً لعلاقته الشخصية بالانقطاع، حيث قد يخف القلق، في ما إذا كان مدركاً الأسباب الكامنة وراءه، بيد أنه يشتد، في ما إذا كان مجهول الأسباب، ولاعلاقة شخصية له بالأمر .

ولابد من معرفة أمرآخر وهو، أن هناك بعض المبدعين-في المقابل-يواصلون إبداعهم، وفق خط تصاعدي مستمر، من دون أي توقف، ملحوظ، ولعل هذا النموذج من المبدعين، يتمتعون بموهبة رفيعة، استثنائية، تؤهلهم ليكون بين أيديهم ما هو جديد دائماً، إلى الدرجة التي تدفع المتأمل لطبائعهم إلى الدهشة، وما أكثر هؤلاء المبدعين الذين يحار المرء كيف قدموا كل إبداعهم، ضمن سنوات محددة من أعمار تجاربهم الإبداعية! .

ومن يتتبع السيرة الإبداعية لكبار المبدعين عالمياً، فإنه يجد أنه حتى من كان الأغزر بين هؤلاء إنتاجاً إبداعياً، قد يمر بفترات تراخ، وراحة، يضطر خلالها إلى عدم المواظبة على العطاء بوتيرة واحدة، نتيجة عوامل عديدة، فهي تسمى فترات الاسترخاء لدى المبدعين عامة، وهي فترات لايمكن التنبؤ بمددها الزمانية، فهي قد تكون قصيرة أو طويلة، حسب طبيعة كل منهم، وحالته النفسية، ودرجة حساسيته في التفاعل مع أدواته الإبداعية، وفي مقدم ذلك دواعي الإبداع لديه، إلا أن استمرارها يشكل عاملاً جد خطير على الإبداع .

وحالة الاسترخاء المشارإليها، تعد، ضمن هذا المنظور، أمراً ضرورياً بالنسبة للمبدع، لاسيما في ما إذا وضعنا في الحسبان جهد المبدع ومعاناته أثناء عملية الإبداع، وذلك قبل أن يقدم إنتاجه إلى متلقيه، لأن أي إبداع، مهما كان نوعه، فإنه يمر بعمليات معقدة وصعبة، يدفع ضريبتها المبدع، وهي ما يصطلح عليه ب”الولادة الإبداعية” التي يعرفها الشاعر، والقاص، والروائي، والرسام، والمغني، والموسيقي، والممثل . . إلخ، وهي عملية مضنية، تدفع مخاضاتها إلى استنفاذ أعصاب صاحبها، واستنفار حساسيته، إلى أقصى مدى، وهو ما يُحوجه- في غفلة منه- ومن دون أي تخطيط مسبق، إلى فترات الاسترخاء، تحقق له توازنه الداخلي، في انتظار جاهزية اختمار عوامل الإبداع لديه، مرة أخرى، كي يواصل دورة العطاء والإنتاج .

ويمكن الإشارة، أثناء تناول موضوع فترات استرخاء المبدع إلى أن الاسترخاء، وباعتباره ترجمة للكسل، فإنه قد يؤدي إلى إلفة بعضهم مع هذه الحالة، إلى الدرجة التي يمكن لبعضهم الاستعاضة عن المواظبة على العطاء الإبداعي، باللجوء إلى عادات جديدة، أو قديمة، يستهلك في دوامتها أوقاته، وهي في جوهرها حالة غير صحية، لذلك فإن على المبدع الانتباه إلى هذا الجانب، والعمل بعد أي فترة استرخاء، للخروج منها، والحيلولة دون استمرارها، من خلال العودة إلى عالمه الإبداعي، ليتحول الإبداع إلى عادة أولى، رئيسة، في حياته، لاغنى عنها البتة، وهوشأن كل مبدع كبير .



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أطوارالرئيس الزائف
- ثلاثة انشقاقات:
- -الطاغية يتوضأبالدم..!-
- عيد ناقص
- إعزازيات.....!?
- الكرد والثورة: مالهم وماعليهم
- صدمة الثورة وسقوط المثقف
- لطفل كاتباً
- مالايقوله الإعلام السوري؟!:
- رسالة بالبريد العاجل إلى رفيق شيوعي قديم..!
- حلب ترحب بكم.*.!
- كيف أكتب قصيدة؟
- -قصائدحلب-
- الافتراء على الكردوالتاريخ..!
- حوارمع حفنة من تراب قامشلي:
- النظام السوري الآن كالأفعى الجر يحة..!
- كلمة باطلة يراد بها باطل
- ما بعد الأسد..!؟1
- فضاءات الكلمة
- كمال اللبواني يعود إلى أرومته


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - الكسل الإبداعي بين الواقع والضرورة