أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سنان أحمد حقّي - في مفهوم الإيمان ..ولماذا الإيمان أولا؟..مرّة أخرى ..!















المزيد.....

في مفهوم الإيمان ..ولماذا الإيمان أولا؟..مرّة أخرى ..!


سنان أحمد حقّي

الحوار المتمدن-العدد: 3824 - 2012 / 8 / 19 - 15:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ما زال كثيرٌ من الأخوة الكتّاب والمثقفين يقدّمون طروحاتهم المختلفة حول مصدر الإيمان وقوّة وسطوة العقيدة وحول أولويّة الإيمان وقبل أن أبيّن وجهة نظري وموقفي بصدده أودّ أن أشير إلى أن كثيرا من التساؤلات الفكريّة والثقافيّة أو العلميّة التي يُحاول إثارتها عدد من أخوتنا المثقفين قد سبق لعدد من علماء الأجيال السابقة أن أجابوا عليها ولكننا نسارع إلى إثارتها قبل أن نطّلع على جهود من سبقونا من المفكرين والعباقرة والعلماء البارزين وكثيرٌ منهم من مؤسسي الفكر الفلسفي والمشهود لهم بالإضافات المعرفيّة الفذّة ولو عدنا إلى أعمالهم الكثيرة لوجدنا في نتاجاتهم كثيرا من الإجابات التي نثير بواسطتها الإستفهام .
من جهة أخرى لا يكون التسليم بوجود الله عملا خاليا من الجهد والمجاهدة الفكريّة إذ ليس من نقول له الله يقول مباشرة نعم ويُقرّ بوجوده بهذه السذاجة والمباشرة وبخاصّة مع المفكرين والفلاسفة والعلماء ولكنها المرحلة المهمة والأولى وكل شئ آخر بطبيعة الحال يترتّب عليها ما دمنا آمنا بوجود الله وهذه عمليّة يُمارسها العلم وجميع العلوم كلّ يوم ..فكيف؟
لنضرب للقارئ الكريم مثلا ولله المثل الأعلى وكما يقولون الأمثال تُضرب ولا تُقاس ..فلو جاءنا أحد علماء الأحياء ممن يعتقدون كليّا بنظريّة دارون العلميّة وبنظريّة التطوّر والإنتخاب الطبيعي وحدّثنا بها طويلا وأعلمنا بأن هذا هو سلّم الإرتقاء في الكائنات الحيّة وكما أن الإنسان كان أعلى هذا السلّم فإنه بحسب هذه النظريّة العلميّة فإن مراتب التطوّّر لن تتوقّف وستستمرّ وكما حدث وأن وُجد الإنسان في الأرض من حيث لم يكن موجودا من قبل ذلك فإنه لا يوجد ما يمنع من إحتمال حدوث وجود كائن آخر فوق مرحلة الإنسان وربّما يتمتّع بمزايا وقابليات ذهنيّة أو غير ذهنيّة ولكنه بواسطتها سيتغلّب على الإنسان كما تغلب الإنسان على سائر الأحياء وأصبح قائدها وهذه جميعا إحتمالات ممكنة الحدوث حسب نظريّة التطوّر لدارون ومع ما جاء به من سبقوا دارون أيضا من أمثال لامارك وغيرهم فهل من سيعتقد بإمكانيّة حدوث هذه المرتبة الجديدة قد إقتنع لأننا قلنا له إنسان أرقى من البشر فقال نعم ! هكذا وبكل بساطة أم بعد الجدال والمناقشة والشرح وعرض النظريات والأدلة والبراهين على إحتمال ظهور مثل ذلك المخلوق الذي سيتقدّم على الإنسان ؟
إنها أفكار قبل أن تصبح مقاصد وأهدافا وتوقّعات ولهذا كانوا يسمّونها في الجاهليّة بالأحلام فيقولون فلانٌ يُسفّه أحلامنا وتسفيه الأحلام هي تفنيد الأدلة والبراهين التي توصّلوا بها وبواسطتها إلى تنبّؤاتهم وتوقّعاتهم فضلا عن البناء على ما توارثوه من أخبار وأنباء سابقة
فالذي يُخاطب الناس في الإيمان يجهدُ عقله ولبّه وأحاسيسه في شرح التشابه بين المخلوقات وأسلوب الخلق فمثلا يُحدّثهم ويتسائل معهم عن سرّ وجود قلب وكبد وأمعاء وعيون ولسان ودماغ وأطراف في عدد كبير جدا من الأحياء وهو أو هم جميعا يمارسون القيافة وهي علم تتبّع الأثر فينطلق خيالهم في إستنباط ضرورة أن يكون من صنع هذا العدد من المخلوقات على هذا النحو ووفق هذا الأسلوب الموحّد إنما هو واحد وجهة واحدة كما أن الغائيّة من تسلسل رقيّ الكائنات جميعا أفضت إلى الإنسان فلا بدّ أن هذا المسار كان مقصودا وله غاية عليا وإلاّ لحدث ظهور غايات متعددة في نفس مستوى الرقيّ وهذا لم يحدث إلا عبر غاية نهائيّة واضحة وهي الإنسان ، وهذه كلها مرحلة واحدة تُفضي إلى الإيمان ثم تأتي المراحل الأخرى التي توضّح العالم الآخر وإحياء من في القبور ثم الجزاء وغير ذلك.
ليس الأمر كما يظن كثير من الناس والمثقفين للأسف أنه قال لهم الله فآمنوا ليس هذا هو الإيمان بل هو إمعان التفكّر في الوجود حتّى الإقتناع بوجود المقصد .
هذا ما نفعله كل يوم وفي جميع أفعالنا وجهودنا فنحن نقول نريد خطّة تنمية تجعل زيادة الطاقة الكهربائيّة تسد حاجات المجتمع وبهذا الهدف الغائي نرسم ما تبقّى من جهودنا باتجاه هذا الهدف ونشرع بالعمل وفق هدف لم يكن موجودا ولا متوقعا حتّى نبلغه أو نبلغ إمكانيّة حصوله وكل الأهداف والمقاصد سابقة لأي عمل ولكنها نابعة من تحليل متواصل وعمليات إستنباط معقّدة تجعلنا على قدر بعيد من الإيمان بحدوثها أو تحقيقها وهكذا هي الحال مع الأحلام اليوم وسابقا وفي الجاهليّة وفي عصر الصواريخ والأقمار الصناعيّة أيضا .
هذا العمل والجهد الذهني يتّضح أكثر فأكثر عندما نتابع عمل أحد العلماء والمخترعين عندما يواصل العمل لإيجاد شئ لم يكن موجودا قبل إختراعه فهو كما يقول أحد علماء بناء السدود العظمى : نحن كمن يمدّ يده في جحرٍ مُظلم إذ لا ندري ما ذا سنعثر فيه أو ماذا سيفاجئنا بداخله ولكن هؤلاء العباقرة يواصلون أعمالهم بثقة و(بإيمان..!)وهو نفس الإيمان الذي نتحدّث عنه في العقائد الدينيّة فليس الأمر مع الأنبياء والرسل والصالحين أو الحكماء انهم يقولون للناس الله فيقول الناس آمنّا هكذا بشئ من الإنقياد الساذج بل هو مجهود عميق يُصاحبه وعي متطوّر وتفكير متقدّم يجعل الشخص يتوصل معه إلى الإقتناع بوجود الله لتبدأ مرحلة ما بعد الإيمان ولهذانقول إن الإيمان أوّلا ولو كان العالم الذي صمّم مركبة كيوريوسيتي مثلا غير مؤمن بالوصول إلى المريخ على النحو الذي حصل لكان عمله عملا لا يعدو عن حماقة أو مغامرة غير محسوبة .
إننا اليوم نجد أن الشيوعيين والمؤمنين بالطريق الإشتراكي يقدّمون حياتهم رخيصة دون فكرة الشيوعيّة وهي حال ممكنة الحصول ولكنّ أحدا لم يتحقّق بعد من وجودها ومع هذا فإن الشيوعيين يسترخصون الغالي والنفيس في سبيل بناء المجتمع الإشتراكي أو الشيوعي وأنهم بالتالي مؤمنين بمعتقدهم ولكن هذا المعتقد لم يأتِ عن دعوة قالت هناك إمكانيّة بناء مجتمع كذا وكذا وانضموا إليها دون إقتناع ولا( إيمان ..!) وأن من آمن بهذه الأفكارامكن أن يهب حياته في سبيلها وأن يسعى من أجلها ولهذا فالإيمان بها ياتي أوّلا كما قلنا، ولكن بالطبع لن تأتي القناعة والتصديق والإيمان عن نداء محدد بل عن طريق سلسلة من التحليلات والقراءات والعمل الذهني والعملي المضني.
ليس هناك أيّة مسلّمات بالمعنى الذي يذكره الأستاذ البشيتي في مقاله حول سطوة الدين بل هي أهداف ومقاصد لم تمتحنها التجارب ونبعت من العمل الذهني كما فعل مصمم رحلة كيوريوسيتي أو مصمم أول تابع فضائي أو من إبتكر أول عمل علمي إذ لم يكن هناك أحد يضمن لهم نجاح المهمة فلا بدّ أن يكون هناك إيمان بما يعملون إيمان يوفّر مواصلة العمل بحماس وهذا هو الإيمان ذاته وليس المسلمات بمعنى الإقتناع بها دون مجاهدة وكثير إستنباط وإبداع وكأنها بديهيات بل أنها بعد أن تقترن بالقناعة العميقة قد تقودنا إلى إعتبارها أحدى البديهيات أو ما يماثلها ولكنها في البداية تحتاج إلى عقول من ذهب لتنجز الإقتناع الحقيقي والتام إذ أن هناك كثير من العقول لا تتمكن من ذلك فترتدّ لعدم توفّر الإيمان وهو الذي يجب أن يتمتّع بالأولويّة لهذه الأسباب .
كما أنه لا علاقة للإيمان بالخنوع والخضوع والصغار والقبول نتيجة هذه الحالة ولا يمت للعجز بصلة ولا للبراغماتيّة ولا للدوغماتيّة بأي شكل من الأشكال ، بل إن الإيمان يتطلّب العقل النابه والحرّ والأصيل والمتأهّب للمجاهدة الذهنيّة والتفكير بكل كفاءة وعبقريّة لأن أي عقل آخر لا يتمتّع بهذه المزايا لن يستطيع أن يتوصّل إلى الغايات التي تضع الخطوط الأولى للإيمان ولا سيما الإيمان بوجود الله تعالى .
إنني أربأ بكتابنا الأعزاء ولا سيما المفكرين الكبار والمجتهدين أن يقبلوا بالخنوع والعجز والخضوع سلّما للإيمان .إنما هو حُسن التفكير والقناعة الحقيقيّة النابعة من الفهم والإدراك المتواصل.
ولولا توفّر القناعة وتصديق الحلم أو المشروع والإيمان به ما كان أحد يستطيع مواصلة العمل على أي هدف وهو أي الإيمان أوّلا ولا شكّ وهو أمرٌ كما ذكرنا نواصل العمل بموجبه كل يوم وفي أكثر الأعمال علميّة وخصوصا التي نبتكرها لأوّل مرّة
وهل هناك من يُخبرني كيف يواصل العمل على أي هدف شخصٌ غير مؤمن بالوصل إليه أو غيرمصدّقٌ بتحقيقه؟
أرجو أن أكون قد وضّحت الفكرة حيث لا مسلمات ولا إتباع دون وعي وفهم وإدراك وأرجو من الأستاذ البشيتي قبول وافر إحترامي وإعتباري



#سنان_أحمد_حقّي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البلم ..والبلم العشّاري..!
- تحوّلٌ مثير وجديد..!
- روسيا الأمس ؟ أم اليوم؟ .. !
- قولٌ على قول ٍفي الرد على قول ماركسَ في الأديان..!
- في قول ماركس في الأديان..!
- الإيمان أوّلا..لماذا؟
- الفنان والمعماري هندرتفاسر يكتب عن نفسه ( مترجمة عن الأنكلي ...
- التعرّض لأية مسألة فلسفيّة يتطلب إلماما بمبادئ الفلسفة..!
- قولٌ في الأنظمة السياسيّة ..!
- شعارات ليست ديمقراطيّة ولا ليبراليّة ..!
- ليس بمقدور كارل ماركس أن ينحاز لغير الطبقة العاملة..!
- هزّتان تضربان أرض الكنانة..!
- إنه منهج البحث العلمي فأي نادي وأي تصفيق؟!
- الإسلام الصحيح..والصندوق الأسود..وسنستدرجهم!
- تصميم جديد لمدينة البصرة !
- مصر!..أحابيل وعقابيل..!
- بين جدّة ليلى والذّئب..!
- أنا والبصرة الزهراء..!
- شيوعي أم مسلم؟
- رأسماليّة الدولة هي أسوأ الطرق إلى لإشتراكيّة..!


المزيد.....




- أغنيات وأناشيد وبرامج ترفيهية.. تردد قناة طيور الجنة.. طفولة ...
- -أزالوا العصابة عن عيني فرأيت مدى الإذلال والإهانة-.. شهادات ...
- مقيدون باستمرار ويرتدون حفاضات.. تحقيق لـCNN يكشف ما يجري لف ...
- هامبورغ تفرض -شروطا صارمة- على مظاهرة مرتقبة ينظمها إسلاميون ...
- -تكوين- بمواجهة اتهامات -الإلحاد والفوضى- في مصر
- هجوم حاد على بايدن من منظمات يهودية أميركية
- “ضحك أطفالك” نزل تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2024 على ج ...
- قائد الثورة الإسلامية يدلى بصوته في الجولة الثانية للانتخابا ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تقصف 6 أهداف حيوية إسرائيلية بص ...
- -أهداف حيوية وموقع عسكري-..-المقاومة الإسلامية بالعراق- تنفذ ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سنان أحمد حقّي - في مفهوم الإيمان ..ولماذا الإيمان أولا؟..مرّة أخرى ..!